كلهن إيملدا ماركوس

كلهن إيملدا ماركوس

كلهن إيملدا ماركوس

 العرب اليوم -

كلهن إيملدا ماركوس

جهاد الخازن

عمّو، كل النساء إيميلدا ماركوس. كل واحدة تريد ثلاثة آلاف حذاء وأربعة آلاف فستان، وبضع مئة معطف فرو حتى لو كانت من سكان الصحراء الغربية، ومجوهرات لا تُحصى ولا تعدّ.

كنت أجلس مع إبن أصدقاء على طريق الزواج، ويبدو أن القلق تمّلكه فسألني: عمّو شو رأيك؟ وكان ما سبق جوابي.

هو إزداد قلقاً وقال: بَسْ خالتي (ويقصد زوجتي) مش هيك.

قلت له إنه يعرف أن خالته خريجة جامعة وتتكلم سبع لغات، إلا أن العلم والتعليم غير الحياة الزوجية، فأختي مهندسة، وإثنتان من بنات عمّي طبيبتان، إلا أن ستّ الحسن والجمال تتزوج وتصاب بالأميّة المالية.

كل سيدة متزوجة «تعاني» من هذه الأميّة، وشعارها في الحياة «ربنا يبعت». لا شكوى عندي ومرتبي يصل اليّ كل شهر، إلا أن هذا لا يجعلني من زبائن شركة دي بيرز للألماس. وكانت عندي يوماً سكرتيرة شعارها «إن شاء الله» أو هو جوابها على كل سؤال. وتزوجت وخلفتها سكرتيرة ثانية تقول «متل ما الله يريد».

وكل هذا صحيح إلا أنني تعلمت «وقل اعملوا...» ولا أنتظر هدايا ربّانية.

لاحظت أن كلامي زاد من قلق العريس، وقلت له إن هناك خطوات عليه أن يتقنها لتخفيف وطأة العيش تحت سقف واحد مع إمرأة واحدة لها عين مفتوحة على الأخطاء وأخرى مغلقة عن الحسنات. الشاب طلب اقتراحات.

قلت له إنه يستطيع بعد الأكل أن يحمل صحنه الفارغ الى غسّالة الصحون، ويستفيد إذا تدرَّب على وضع لفافة ورق جديدة في المرحاض عندما يستعمل كل ورق اللفافة السابقة، كما أن مكعبات الجليد لا تنمو في صحنها داخل الثلاجة وإنما عليه أن يملأ الصحن بالماء، فاذا احتاجت ست البيت الى ثلج مع زجاجة الكولا وجدته.

هذه إنجازات هيّنات، ومثلها إذا قادت السيارة عليه أن يخرس، ولا يعلق على «سواقة النسوان»، وإذا كان وراء المقود وضاع فلا عيب البتة من السؤال عن الطريق، لأن طلب الارشادات لا ينتقص من رجولته شيئاً.

أيضاً المزاح ممنوع، فهو يرتكب جناية، لا جنحة، إذا قال لزوجته إن وزنها زاد. هو قد يقول إن وزنه زاد ويريد بالتالي وقف دخول الحلوى وكل ما يسمن البيت. وقد يعود اليها يوماً بعد يوم ويسألها إن كان وزنه نقص.

طبعاً ألوف الأحذية والثياب تعني أن يقضي الزوجان نصف العمر في «المول»، وبما أن إنفاق ما في الجيب ليأتي ما في الغيب قدر الزوج، فالشكوى مزعجة ولا فائدة منها. يستطيع الزوج أن يعتبر المشي بين متجر وآخر رياضة، وأنه يخسر مالاً ولكن يكسب في مقابله صحة قد لا تبقى له إذا بقي في «كنبة» أمام التلفزيون ليتفرج على مباريات كرة القدم.

عطفاً على ما سبق «الريموت» ليس ملكه الشخصي، وبرهوم لم يرثه عن المرحوم، وتستطيع الزوجة أن تستعمله. وعندما يرزقان بالخلف الصالح سيصبح ملك الولد أو البنت، لا الأب أو الأم.

في أهمية كل ما سبق أن يتذكر يوم ميلادها وأن ينسى السنة، ويجب أن تكون هناك هدية. وأقرأ أن المرأة تسرّ إذا تلقت هدية من دون مناسبة، إلا أنني لا أصدق ذلك، بل أرى أنها سترجّح أن الزوج ارتكب ذنباً غاب عنها والهدية كفارة عن الخطأ أو الخطيئة وتبدأ بحثاً أين منه البحث عن أسلحة الدمار الشامل في العراق.

قلت للعريس في النهاية: لا تدافع عن نفسك ولا تحاول. هي ستكتشف فيك أخطاء غابت عنك، والمهم أن تتذكر أن كل زوجة إيميلدا ماركوس.

arabstoday

GMT 10:30 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مسرح القيامة

GMT 10:27 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان... و«اليوم التالي»

GMT 10:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

لماذا توثيق «الصحوة» ضرورة وليس ترَفاً!؟

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 10:16 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

«فيروز».. عيونُنا إليكِ ترحلُ كلَّ يوم

GMT 10:15 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ذكرى شهداء الروضة!

GMT 10:12 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الشريك المخالف

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كلهن إيملدا ماركوس كلهن إيملدا ماركوس



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab