تحدي إيران

تحدي إيران

تحدي إيران

 العرب اليوم -

تحدي إيران

بقلم: مأمون فندي

 ما زالت إيران تمثل تحدياً كبيراً للغرب، وللقوى الإقليمية، يحتاج إلى مزيد من التفكير، فهناك ثلاث قضايا جوهرية في التحدي الإيراني؛ الأولى هي الملف النووي بأبعاده الدولية، والثانية هي سياسة عدوانية إقليمية توسعية، والثالثة هي ملف الإرهاب والقرصنة البحرية.
حضرت عشاءً جاداً في لندن، لمحاولة فهم التعامل مع التحدي الإيراني، سادتها وجهتا نظر؛ الأولى متفائلة ترى أن ما يحدث من حراك في لبنان والعراق قادر على تقليم أظافر إيران، وذلك لأن السياسة محلية في الأساس، ولو تحركت القوى المحلية، فإن ذلك سيؤدي بالضرورة إلى تغيير البيئة التي ساعدت في السابق إيران على تثبيت أرجلها في العراق ولبنان واليمن، وعوّل الحاضرون على ما يحدث في العراق أولويةً.
النظرة الثانية متشائمة، حيث ترى أن إيران في طريقها لتحقيق حلمها النووي، وأن هذا الخطر يزداد، نتيجة أن إيران لها جبهتان مع دول إقليمية أساسية، فلها الآن حدود مع المملكة العربية السعودية من خلال العراق واليمن، كما أن لها حدوداً مع إسرائيل من خلال سوريا وجنوب لبنان. وإذا ما ارتكبت إيران حماقة على أي من الجبهات الأربع، فهذا بالضرورة سيؤدي إلى حرب إقليمية، لا يبدو أن الغرب مستعد لها، في ظل تراجع أميركي، أو سمه انسحاباً من الشرق الأوسط، وفي ظل موقف أوروبي لا يتوافق مع أميركا في طريقة التعاطي مع طهران.
انشغل المحللون أيضاً بسؤال مفاده: هل التمدد الإيراني نتيجة سياسة عدوانية تحركها محركات إيرانية داخلية، مثل فكرة تصدير الثورة كعملية شرعنة لنظام عمره الآن أربعون عاماً، وبمقياس الأنظمة المغلقة فهو نظام قد شاخ، أم أن التمدد الإيراني في العالم العربي هو نتيجة الفراغ الموجود في العالم العربي، فراغ شد إيران، كما شد تركيا وإسرائيل والدول الغربية، لملء هذا الفراغ من قبل؟ وهل الانسحاب الأميركي يؤدي إلى مزيد من الفراغ يجذب إيران، ويفتح شهيتها لقضم مزيد من الأراضي العربية؟ لا شك أن هناك فراغاً استراتيجياً في العالم العربي، نتيجة لتصدعات في الجسم السياسي العربي، ونتيجة الثورات، كما الحال في اليمن، أو وجود عصابات مثل «داعش». لما سقطت ديكتاتورية علي عبد الله صالح ملأت جماعة الحوثي الفراغ، واستغلت إيران هذا الفراغ وأنشأت جماعة يمنية صورة من «حزب الله» في لبنان.
سياسة إيران منذ الثورة، وربما من قبل، هو عدم الدخول في مواجهات مباشرة مع دول الإقليم، ولكنها تستخدم «بروكسي» (أذناب) ليس للهجوم، بل لشغل من حولها بعدم الاعتداء عليها.
إيران في الأساس، وكدولة مارقة، تبحث عن «status» وجاهة واحترام، والمواجهة مع إسرائيل مثلاً لن تمنحها هذا الموقع «status» إذن المواجهة مع إسرائيل غير محتملة، رغم أن مولدات الطاقة الإسرائيلية، وكذلك المطارات، أصبحت في مرمى الأسلحة الإيرانية أكثر مما كانت عليه من قبل.
وملخص حوار الجلسة كان واضحاً فيه أن الموقف الغربي الأوروبي لا يفضل المواجهة مع إيران، ولا حتى العقوبات، بل يفضل الحوار البناء بهدف تغيير سلوك إيران.
وكنت ممن يميلون إلى الرأي أن دعم الثورات في العراق ولبنان يعد خطوة مهمة لتقليص دور إيران الإقليمي. ولكن يبدو أن العرب الذين «اتلسعوا من الشوربة» في حالة «الربيع العربي»، «ينفخون في الزبادي» يطرح سؤال التحدي الإيراني بشكل مباشر. تردد العرب تجاه ما يحدث في لبنان والعراق أمر غير محمود.
ولكن مشكلة انتصار الثورات في العراق ولبنان قد تؤدي إلى أن الثورات قد تسح على دول مستقرة نسبياً، وتزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة.
ومع ذلك، فأنا أرى أن ما يحدث اليوم داخل إيران ذاتها، وما يحدث في لبنان والعراق، فرصة نادرة يجب استغلالها، إذا كانت هناك رغبة في مواجهة تحدي إيران.

arabstoday

GMT 00:23 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل و«حزب الله».. سيناريو ما بعد التوغل

GMT 00:28 2024 الخميس ,13 حزيران / يونيو

مكاشفات غزة بين معسكرين

GMT 00:37 2024 الخميس ,16 أيار / مايو

التطبيع بعد القمة!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تحدي إيران تحدي إيران



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام
 العرب اليوم - تعليق التدريس الحضوري في بيروت ومحيطها حتى نهاية العام

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab