الهزيمة الأولى للنظام المصري الجديد

الهزيمة الأولى للنظام المصري الجديد

الهزيمة الأولى للنظام المصري الجديد

 العرب اليوم -

الهزيمة الأولى للنظام المصري الجديد

عبد الرحمن الراشد

باسم يوسف، صاحب البرنامج الساخر، معركة واحدة أمام قيادة البلاد العسكرية والمدنية. وقد ألحق وقف البرنامج الكثير من الضرر أكثر مما فعلته مظاهرات «الإخوان» طوال الأشهر التي لم تنقطع منذ شهر يوليو (تموز) الماضي، بعد إقصائهم من الحكم. ومع أن الجيش والحكومة تبرآ من دم يوسف معلنين أنها مشكلة بين محطة التلفزيون والمقدم نفسه، إلا أن أحدا لم يصدق الرواية. السؤال الطبيعي: لماذا لا يحتمل النظام الجديد برنامجا ينتقده، وهناك عشر محطات تلفزيون تثني عليه، وآلاف البرامج والساعات الإذاعية والتلفزيونية تدافع عنه ليل نهار؟ ليس سهلا على أي حاكم تقبل النقد، ومن الأكيد أن النقد ليس بالضرورة يقوم العيوب دائما، بل يجرح المشاعر ويفسد النفوس ويحرض الجماهير، لكن هذه ضريبة المدنية، ونتائج التقنية الحديثة، وليس هناك خيار أمام الحكومات سوى أن تقبل بها وترد بنفس الوسيلة: الإعلام. ومصر ليست سوريا أو إيران تستطيع قطع شبكات النت ومنع الناس من الصراخ والسخرية. مصر المكان الوحيد في العالم الذي تعاطى وسجل تفاصيل حياته الكثيرة منذ آلاف السنين، وجدران أبو زعبل باقية إلى اليوم. وإسكات ثمانين مليون نسمة في مصر لن يكون مهمة سهلة مثل إسكات ثلاثمائة ألف مواطن في قطر. إنها في مصر مهمة مستحيلة تماما، فلا حكومة مصر تملك المال لتطييب خواطر الناس، ولا تكفي سجونها لحشر ملايين المتبرمين. محاولات حكومة «الإخوان» خلال العام الذي حكمت فيه مصر تقييد الإعلام، باستهداف الماسبيرو مقر الإعلام الرسمي، ومحاصرة مدينة الإنتاج في القاهرة، حيث توجد استوديوهات معظم المحطات التلفزيونية، ورفع عشرات الدعاوى ضد الكتاب ومقدمي البرامج، والاستيلاء على كرسي النائب العام حتى يمكنها التقاضي، وكذلك السعي بلا كلل للسيطرة على القضاء، كل هذا أنتج شيئا واحدا؛ كراهية حقيقية ممزوجة بالخوف من «الإخوان» ونظامهم الفاشي. رفعت أغلبية المصريين الجيش على أكتافها تطالبه بالتدخل، وهذا ما حدث، كرها في ممارسات «الإخوان». هذه الرغبة والشعبية لها استحقاق واحد، ألا يمارس المنقذ ما مارسه «الإخوان». صارت للجيش شعبية، وهذه الشعبية لها وقت سينفد مع ما يستجد من إشكالات وإخفاقات. وما يفعله «الإخوان» اليوم من إرهاب بقوة السلاح في سيناء، أو بمظاهراتهم في الأزهر، لم تضعف من قيمة الجيش ولا الحكومة المؤقتة، ولم يفلح الأميركيون ببياناتهم التحذيرية ولا زياراتهم في هز ثقة الشارع المصري في النظام الجديد. إنما هذه الشعبية ستتضعضع مع ممارسات مثل تقييد الإعلام وعند ضعف خدمات الحكومة ونحوها، وهنا سينفض حلفاء الجيش عنه، ليجري تلميع صورة «الإخوان». سخرية يوسف من الجيش والحكومة لم تؤذ كثيرا بقدر ما فعلت الضجة التي رافقت وقف «البرنامج»، والقلق الذي اعترى الإعلاميين من هذا الأسلوب القمعي. على قيادة مصر التعايش والتعامل بذكاء وإيجابية مع الإعلام؛ لأنه لا توجد وسيلة قمع قادرة على إخراسه. الرئيس الأميركي الراحل فورد بعد أن استخدمه رسامو الكاريكاتير مجالا لسخريتهم أخيرا شاركهم السخرية، وعلق على جدار غرفة في البيت الأبيض كاريكاتيرا يقول «إن فورد لا يستطيع أن يفعل شيئين في وقت واحد، لهذا وقع من سلم الطائرة عندما كان يمضغ العلكة». كثيرون في مصر يأملون من قيادة الجيش أن تقود البلاد من النفق الخطير الذي تمر به، لتفعل كما فعل فرانسيسكو فرانكو في إسبانيا الذي سلم الحكم لنظام ديمقراطي، وكما فعل العسكر في تركيا، باستثناء أن جيش مصر جاء بشعبية هائلة ولم يتسلم السلطة تحت جنح الظلام.

arabstoday

GMT 07:17 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شالوم ظريف والمصالحة

GMT 07:13 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

حرب اعتزاز ومذكرة مشينة

GMT 07:11 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

العدالة... ثم ماذا؟

GMT 07:08 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان وسؤال الاستقلال المُرّ

GMT 07:05 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

شاورما سورية سياسية مصرية

GMT 07:03 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الحضارة بين العلم والفلسفة أو التقنية والإدارة

GMT 07:00 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

استقرار لبنان... رهينة التفاوض بالنار

GMT 06:58 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الصراع الطبقي في بريطانيا

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهزيمة الأولى للنظام المصري الجديد الهزيمة الأولى للنظام المصري الجديد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab