أخطاء صغيرة وكوارث كبيرة

أخطاء صغيرة.. وكوارث كبيرة

أخطاء صغيرة.. وكوارث كبيرة

 العرب اليوم -

أخطاء صغيرة وكوارث كبيرة

بقلم : عبد اللطيف المناوي

يقولون إن معظم النار من مستصغر الشرر، فقد يرتكب البعض أخطاءً يراها صغيرة، لكنها فى الواقع تكون سببًا لكوارث كبيرة، بل إن بعضها قد يحول مجرى التاريخ. تلك الأخطاء يرتكبها أشخاص، أو جماعات، أو دول، ربما تكون بسبب حسابات خاطئة، أو مغامرات غير محسوبة، لكنها فى النهاية تسبب أزمات كبرى.

أتذكر مثلًا خطأ إطلاق النار فى سراييفو، ما عجّل بالحرب العالمية الأولى، إذ قُتل الأرشيدوق فرانز فرديناند، وريث العرش النمساوى المجرى، وزوجته صوفى فى سراييفو على يد الطالب الصربى جافريلو برينسيب. هذا الاغتيال، الذى كان نتيجة لخطأ فى تنفيذ خطط اغتيال غير محكمة، أشعل فتيل سلسلة من التحالفات العسكرية والتوترات السياسية، التى تسببت فى اندلاع الحرب العالمية الأولى، وما استتبعها من مآسٍ أدت إلى مقتل الملايين.

أيضًا أتذكر معركة واترلو، التى أنهت حكم نابليون بونابرت، فمن بين العوامل التى أدت إلى هزيمة نابليون سوء تقدير وصول الإمدادات العسكرية والدعم من القائد المارشال جروشى بسبب تأخير طفيف فى نقل الأوامر والرسائل، إذ لم يصل جروشى فى الوقت المناسب لدعم قوات نابليون، ما سمح للجيوش المتحالفة بالانتصار.

حادث آخر وقع فى ٢٨ يناير ١٩٨٦، عندما انفجر مكوك الفضاء (تشالنجر) بعد ٧٣ ثانية فقط من إطلاقه، ما أسفر عن مقتل جميع رواد الفضاء السبعة على متنه، إذ كشفت التحقيقات أن السبب كان عبارة عن فشل فى إحدى الحلقات المطاطية فى الصاروخ، نتيجة للبرد الشديد.

ما حدث لـ(تشالنجر) يشبه ما حدث فى خليج المكسيك، سنة ٢٠١٠، عندما وقع انفجار على منصة ديب ووتر هورايزن النفطية، ما أدى إلى تسرب ملايين البراميل من النفط فى الخليج، وقد أظهرت التحقيقات أن السبب كان نتيجة لعدة أخطاء فى السلامة والإشراف، بما فى ذلك تجاهل إشارات تحذيرية مبكرة حول مشاكل فى البئر.

هذه الكارثة البيئية كانت واحدة من أكبر التسريبات النفطية فى التاريخ، وأدت إلى خسائر بيئية واقتصادية ضخمة.

أتذكر كذلك حادث إسقاط الطائرة الماليزية فوق شرق أوكرانيا بصاروخ أرض- جو، فى يوليو ٢٠١٤، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها الـ٢٩٨. وأشارت التحقيقات إلى أن الطائرة أُسقطت بالخطأ من قِبَل القوات المتمردة المدعومة من روسيا التى اعتقدت أنها كانت طائرة عسكرية. هذا الحادث أدى إلى توتر كبير بين روسيا والغرب، وزاد من تعقيدات الأزمة الأوكرانية.

الآن، وأنا أتذكر كل هذه الحوادث وغيرها، أتأمل الكثير من المواقف الشخصية، أو حتى المواقف السياسية التى وقعت فى المحيط العربى، وسيكشف التاريخ فيما بعد أنه بسبب قرارات غير مدروسة، اتُّخذت فى ظروف وأوقات غير مناسبة، قُتل أكثر من ٤٠ ألف فلسطينى، لا تزال دماؤهم ساخنة حتى الآن.

arabstoday

GMT 08:46 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

في ذكرى صاحب المزرعة

GMT 08:44 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

كيف ستكون علاقتنا مع ترمب؟

GMT 08:44 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

بين التسلط بالامتداد أو التسلط والانفراد

GMT 08:42 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

مناخر الفضول وحصائد «فيسبوك»

GMT 08:41 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

كيف تفكر النسخة الجديدة من ترمب؟

GMT 08:40 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

ترمب والداء الأوروبي الغربي

GMT 08:39 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

لبنان... امتحان التشكيل

GMT 08:38 2025 الجمعة ,24 كانون الثاني / يناير

القراءة والكتابة أولاً

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أخطاء صغيرة وكوارث كبيرة أخطاء صغيرة وكوارث كبيرة



ياسمين صبري أيقونة الموضة وأناقتها تجمع بين الجرأة والكلاسيكية

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 17:14 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

عاصفة ثلجية مفاجئة تضرب الولايات المتحدة

GMT 11:55 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

مصر والعرب في دافوس

GMT 11:49 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

ليل الشتاء

GMT 17:05 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يوافق على انتقال كايل ووكر الى ميلان الإيطالى

GMT 17:07 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

كاف يحدد مكان وتوقيت إقامة قرعة كأس أمم إفريقيا 2025

GMT 03:19 2025 الخميس ,23 كانون الثاني / يناير

القوات الإسرائيلية تجبر فلسطينيين على مغادرة جنين

GMT 17:06 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

بوروسيا دورتموند يعلن رسميًا إقالة نورى شاهين

GMT 17:04 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

شهيد و4 إصابات برصاص الاحتلال في رفح الفلسطينية

GMT 17:10 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع حصيلة عدوان إسرائيل على غزة لـ47 ألفا و161 شهيداً

GMT 09:58 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

أنغام تثير الجدل بتصريحاتها عن "صوت مصر" والزواج والاكتئاب

GMT 09:48 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

منة شلبي تواصل نشاطها السينمائي أمام نجم جديد

GMT 17:09 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر 2023

GMT 09:23 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

لغز اليمن... في ظلّ فشل الحروب الإيرانيّة

GMT 09:55 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هنا الزاهد تنضم إلى كريم عبد العزيز وياسمين صبري

GMT 19:45 2025 الأربعاء ,22 كانون الثاني / يناير

هل سيغير ترمب شكل العالم؟
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab