المخرج المصري لأزمة لبنان

المخرج المصري لأزمة لبنان

المخرج المصري لأزمة لبنان

 العرب اليوم -

المخرج المصري لأزمة لبنان

بقلم : عبد اللطيف المناوي

تلعب مصر دورًا محوريًا فى دعم الاستقرار فى لبنان وسط الأزمة المتفاقمة التى تشهدها البلاد على الصعيدين السياسى والاقتصادى، وهى أزمة تتداخل فيها العوامل الداخلية بالتوترات الإقليمية والعالمية. ويتميز الدور المصرى فى لبنان بطابع شامل يجمع بين الدعم السياسى، والوساطة الدبلوماسية، والمساعدة الإنسانية، ويأتى هذا الاهتمام فى إطار سياسة مصرية ثابتة تسعى للحفاظ على الأمن والاستقرار فى المنطقة.

وتُركز مصر على تعزيز الاستقرار السياسى فى لبنان عبر تقديم الدعم المستمر لمؤسسات الدولة اللبنانية، وفى مقدمتها مؤسسة الرئاسة التى تشهد فراغًا منذ فترة. وقد أوضح وزير الخارجية المصرى بدر عبد العاطى خلال زيارته الأخيرة إلى بيروت، أن مصر تؤمن بضرورة انتخاب رئيس توافقى يحظى بدعم جميع الطوائف اللبنانية، مؤكدًا رفض مصر لأى تدخلات خارجية فى هذا الشأن. هذا الموقف يُجسد التزام مصر بوحدة لبنان واستقلالية قراراته، ويعكس رفضها لأى إملاءات خارجية قد تعمق من الأزمة اللبنانية.

وتسعى مصر كذلك إلى تعزيز دور المؤسسات الدينية كأطراف محورية فى الحفاظ على السلم الأهلى والوحدة الوطنية، حيث أبدت تأييدها للجهود الروحية التى يقوم بها البطريرك المارونى بشارة الراعى للحفاظ على تماسك المجتمع اللبنانى. ومن ناحية أخرى، تسعى مصر لتخفيف الأعباء الإنسانية على لبنان عبر جسور من الدعم والمساعدات تشمل المواد الغذائية والإيوائية والصحية، وهو دعم أساسى فى ظل ما تشهده البلاد من تدهور اقتصادى أثر بشكل كبير على معيشة الشعب اللبنانى. يأتى هذا الدعم من مصر باعتبارها «الشقيقة الكبرى» التى تتحمل مسؤولية دعم لبنان فى محنته، خاصة فى ضوء النزوح الداخلى الكبير الذى يشهده لبنان نتيجة التوترات المتصاعدة مع إسرائيل.

كما تلعب مصر دورًا دبلوماسيًا فاعلًا فى تعزيز التهدئة ومنع التصعيد فى المنطقة، سواء فى لبنان أو فى غزة، انطلاقًا من رؤية مصرية ترى فى السلام خيارًا استراتيجيًا لتحقيق الاستقرار. وقد أكدت مصر خلال قمة الرياض العربية الإسلامية الأخيرة على موقفها الراسخ تجاه أزمات المنطقة، حيث شدد الرئيس عبد الفتاح السيسى على أن استقرار لبنان جزء لا يتجزأ من الأمن الإقليمى.

وتتخذ مصر من التهدئة أساسًا لتحركاتها الدبلوماسية، فتواصل جهودها مع الأطراف الدولية مثل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبى، وكذلك روسيا والصين، من أجل وقف العدوان الإسرائيلى على لبنان وتحقيق تهدئة شاملة. وفى السياق ذاته، تحرص مصر على دعم لبنان فى إطار التوافق العربى، حيث تواصل تنسيقها مع الدول العربية لمنع انزلاق المنطقة نحو التصعيد العسكرى الذى قد يؤدى إلى تفاقم الأوضاع.

يأتى الموقف المصرى الداعم للبنان متسقًا مع رؤيتها الاستراتيجية لتحقيق السلام والاستقرار الإقليمى، حيث ترى مصر أن تحقيق السلام فى الشرق الأوسط يتطلب حلولًا عادلة ودائمة للأزمات، وأن ذلك لن يتحقق إلا من خلال دعم سيادة الدول ووحدة أراضيها. إن مصر ليست مجرد وسيط دبلوماسى، بل شريك رئيسى يسعى إلى حل الأزمات بطرق سلمية ومستدامة

arabstoday

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 06:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

المالك والمستأجر.. بدائل متنوعة للحل

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 06:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

أوهام مغلوطة عن سرطان الثدي

GMT 06:31 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

من جديد

GMT 06:29 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رُمّانة ماجدة الرومي ليست هي السبب!

GMT 06:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

لقاء أبوظبي والقضايا الصعبة!

GMT 06:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفاتيكان... ومرثية غزة الجريحة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المخرج المصري لأزمة لبنان المخرج المصري لأزمة لبنان



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab