إفساد ما كان جميلًا

إفساد ما كان جميلًا

إفساد ما كان جميلًا

 العرب اليوم -

إفساد ما كان جميلًا

فاطمة ناعوت
بقلم - فاطمة ناعوت

كان الفيس بوك بالذات مصدرا لكثير من الصداقات لى.. صداقات عرفتها عن قرب وأحسست بها رغم أننى لم أقابلها ولا مرة واحدة فى حياتى.. رأيت صورهم وعاصرت أحداثهم، بل وتلمست أحاسيسهم وشاركتهم آراءهم وأفكارهم التى تتفق كثيرا مع آرائى وأفكارى.. أشخاص يشبهونك وتشبههم، كأنك عاصرتهم طوال حياتك.. هذا ليس بالشىء الهين بل هو شىء نادر جدا.. تشعر بالبهجة الحقيقية عندما تجده وتشعر بالحزن الحقيقى عندما تفقده.

من هذه الصداقات النادرة كانت «ليلى صديق» الجميلة الرقيقة التى كنت أتأمل ملامحها ورقيها، وأتأمل جمال ما تكتب وتسطر حتى جاء يوم وجدتها تكتب على صفحتها «تعبانة أوى وبنتى بتقولى اوعى تموتى وتسودى عيشتى»، ودعوت لها بالشفاء، وأعتقد أن كثيرين قد فعلوا، لكن لم تمض سوى أيام قليلة حتى عرفت من الفيس بوك أيضا أنها قد رحلت عن دنيانا.. وشعرت بحزن حقيقى، حزن فقد الصديق الذى كنت تحبه.. الملفت هنا أننى وجدت أننى لست وحدى التى حدث هذا لها، فقد كتبت صديقتى العزيزة، التى جمع بيننا العديد من الفعاليات حتى ربطتنا صداقة جميلة أعتز بها، صديقتى الدكتورة نيفين مسعد، كتبت تقول إنها كانت تكن نفس المشاعر للجميلة «ليلى صديق» وإنها حزنت جدا لوفاتها رغم أنها أيضا لم تقابلها مثلى ولو مرة واحدة، لكن الإنسان الجميل لا تعرفه فقط من جمال صورته بل أيضا من جمال شخصيته ومشاعره حتى وإن لم تلتقه يوما.

إن التقدم فى السن يجعل عالمك ضيقا جدا بحكم ضيق حركتك، لكن تبقى القراءة نافذتك على الحياة وتبقى التكنولوجيا والسوشيال ميديا نافذتك المفتوحة على العالم بكل ما يجرى فيه، بل وتضيف لك العديد من الصداقات وتمنحك الفرصة لتبادل المشاعر والأفكار والآراء دون رقابة أو حاجز أو مانع.

لهذا أرجو ألا يتم إفساد السوشيال ميديا أو مواقع التواصل الاجتماعى علينا بكل هذا الغث من الفضائح والشائعات التى لا أعلم هل الهدف منها فقط الترويج لصفحات رخيصة أم أن الهدف أيضا هو النيل من صورة الفن المصرى فى تشويه صورة نجومه؟.. الفن المصرى عريق ويملك تاريخا لا يمكن أن يضاهيه أى فن آخر فى المنطقة، ولا يمكن أن نتركه عرضة للتشويه بالفضائح التى تتناول الزواج والطلاق والخيانات وغيرها، مما لا يعنى أحدا لأنها أمور شخصية لا يجب الخوض فيها، وهى ملك فقط لصاحبها، ولذلك علينا ألا نتفاعل مع مثل هذه الفضائح ولا نتورط فى الخوض فيها لأننا فى هذه الحالة ندعم هذه الصفحات الصفراء ونقويها، بينما يجب أن نحفظ للسوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى فائدتها لنا فى التعرف على أشخاص يدخلون حياتنا ويثرون هذه الحياة بصداقاتهم وأحاسيسهم وأفكارهم.. نحن فى أمس الحاجة لمساحة مفتوحة نتفاعل فيها معا ونتبادل الأحاسيس الحرة والمشاعر الحقيقية والأفكار المهمة التى تثرى حياتنا.

لقد بت أخشى الدخول إلى الفيس بوك حتى لا أصدم بهذه الفجاجة والقذارة التى تطالعنى دوما والتى كثيرا ما تدفعنى إلى إعادة إغلاقه.. لا تساهموا فى هذه القذارة ولا تشجعوها، أعيدوا الفيس بوك إلى ما كان عليه دوما من قبل.. إن هذه الموجة تزداد يوما بعد يوم وأهدافها غير معلومة أو ربما معلومة للبعض لكن المهم جدا أنها موجة مسمومة مرفوضة، ويجب التصدى لها منا أولا حتى إذا لم يتم التصدى لها من أى جهة رقابية هذا دورها، فالمقاطعة تقضى عليها وتجاهلها ينهيها.. لا تتم جرجرتكم للدخول إلى هذه الصفحات التى هى فى النهاية سموم يتم نشرها فى النفوس والعقول

arabstoday

GMT 03:23 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

عن الحرب مجددًا

GMT 17:27 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

دورتموند نصف الدراما وكل الحظ؟!

GMT 17:25 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

‎ لماذا دخل نتنياهو رفح؟

GMT 16:42 2024 الثلاثاء ,07 أيار / مايو

السلام بين الردع المزدوج وعجز المتشددين

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إفساد ما كان جميلًا إفساد ما كان جميلًا



نانسي عجرم بإطلالات خلابة وساحرة تعكس أسلوبها الرقيق 

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 00:49 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

السؤال الشائك في السودان

GMT 17:19 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

وفاة والدة الفنان كريم عبد العزيز

GMT 23:22 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

حادث مروّع في عُمان يوقع قتلى وجرحى

GMT 00:46 2024 الخميس ,09 أيار / مايو

هل يكتب السياسيون في الخليج مذكراتهم؟

GMT 17:10 2024 الأربعاء ,08 أيار / مايو

القذائف تتساقط على وسط مدينة رفح الفلسطينية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab