حرب حياة أو موت

حرب حياة أو موت!

حرب حياة أو موت!

 العرب اليوم -

حرب حياة أو موت

ممدوح المهيني
بقلم - ممدوح المهيني

يتمتع حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس بشخصية كاريزمية وقيادية. تلتف حوله غالبية سكان فلوريدا، ولعب دور المحارب الثقافي في مواجهة هجوم أفكار «wokeism» أو التيقظ. قضى على منافسيه في الانتخابات الأخيرة في الجولة الأولى، وابتعد عن أقرب منافس بمليون ونصف المليون صوت. يصفه أحد الصحافيين المعارضين له بأنه مثل ترمب، ولكن الفرق أن ديسانتيس معه عقل.
ديسانتيس من أهم المرشحين الجمهوريين، ومنافس عنيد للرئيس ترمب الذي سيواجه صعوبات كبيرة للتغلب عليه. فالجمهوريون المعتدلون يرون في ديسانتيس كل ما لا يريدونه في ترمب الذي تسبب في تقسيم حزبهم، وشكك في نظامهم الديمقراطي، واصطف مع الأصوات المتطرفة لتعزيز موقعه. سياسة ترمب تعتمد على فكرة «أنا وبعدي الطوفان»، ولكن ديسانتيس يظهر بصورة أقل أنانية، ويعتمد سياسة «أنا والجمهوريون وبعدنا الطوفان»، ولكن ديسانتيس تعرض لهجمات مضادة من قبل الجمهوريين بعد حديثه أنه لا توجد مصالح لأميركا في أوكرانيا تبرر تدخلها، وعدّ الحرب بين روسيا وأوكرانيا هي فقط «خلاف مناطقي»! هذه التصريحات جعلت أعضاء كونغرس جمهوريين يبتعدون عنه، ويعدّون المسألة أكبر من خلاف حدودي بين جارين.
من المرجح أن يكون كلامه للتكسب الانتخابي وإظهاراً للناخب أن أميركا أولاً، فالمواطن الأميركي هو من سيصوت له وليس الناخب الأوكراني، ولكن هذه النقطة الأساسية؛ أن الجمهوريين في غالبيتهم يقفون خلف الرئيس بايدن في التدخل في أوكرانيا ومجابهة روسيا. ينتقدون زلات لسانه وتعثره على السلالم، ولكن ليس قرار الحرب. وفي العادة يشاغب الحزب المعارض على الرئيس في البيت الأبيض إذا ما تدخل خارجياً، كما حدث في العراق وأفغانستان، ولكن هذه المرة الصورة مختلفة. روسيا ليست الصومال أو باكستان أو ليبيا، والاتفاق بين الطرفين يكاد يقترب من الإجماع.
ولهذا، فإن الحديث عن انتظار بوتين لرئيس جمهوري يحل مكان بايدن حتى يغير استراتيجيته الحربية غير دقيق. الاستراتيجية واحدة، حتى لو عاد ترمب رئيساً، فإنه سيجد صعوبة كبيرة في تغييرها.
وهناك من يوجه انتقادات للولايات المتحدة في تدخلها الكبير والسريع في أوكرانيا على المستويات كافة، والواقع أن هذه التساؤلات التي تكشف عن وجهين لواشنطن هي الغريبة. من وجهة نظر أميركية، انتصار بوتين يعني نهاية العالم الذي صممته أميركا، وبذلت مع حلفائها الأوروبيين الدم والدموع من أجل تشكيله وترسيخه لأكثر من سبعين عاماً. ولن تترك هذا يحدث بسهولة مهما كانت ميول وتوجهات الرئيس. إنها باختصار معركة حياة أو موت، ويصرح بوتين بوضوح بأن هذا هدفه الرئيسي؛ لأنه يعتبر هذا النظام ظالماً لروسيا ولغيرها من الدول، لهذا يهدف للإطاحة به واستبدال نظام دولي جديد به. في المقابل، الحروب في الشرق الأوسط ليست بالنسبة لها عاملاً شديد التأثير عليها، وفي عزّ انهيار الدول العربية واحدة تلو الأخرى، ازدهر الاقتصاد الأميركي، وتوسع نفوذ واشنطن، وشهدنا فيها أحدث الثورات التقنية.
الفكرة باختصار، أن من يعتقدون أن أميركا ستخرج من أوكرانيا واهمون، وأن الحرب مستمرة حتى النهاية، حتى لو أتى رئيس ينادي بالانعزالية، وحتى لو كان معبود الجماهير مثل رون ديسانتيس.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حرب حياة أو موت حرب حياة أو موت



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 07:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

لبلبة باكية في عزاء بشير الديك وتتحدث عن عادل إمام
 العرب اليوم - لبلبة باكية في عزاء بشير الديك وتتحدث عن عادل إمام

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab