حديث «فوكس نيوز» كيف تغيرت علاقة الرياض وواشنطن

حديث «فوكس نيوز»: كيف تغيرت علاقة الرياض وواشنطن؟

حديث «فوكس نيوز»: كيف تغيرت علاقة الرياض وواشنطن؟

 العرب اليوم -

حديث «فوكس نيوز» كيف تغيرت علاقة الرياض وواشنطن

بقلم - ممدوح المهيني

حتى وقت قريب، كنا نعتقد أن علاقة الرياض وواشنطن على حافة الانهيار. حديث بايدن عن الدولة «المنبوذة»، ومصافحة القبضة، والتراشق بعد خفض الإنتاج، والتهديد بتقييم العلاقات، والبيان السعودي الشهير.

كل هذه أصبحت أخباراً قديمة، والعلاقة أخذت استدارة كاملة، وعادت ربما إلى مستوى أفضل من العلاقة مع إدارة الرئيس ترمب التي توصَف بالذهبية بين البلدين.

ومع هذا لم نسمع في وقت إدارة ترمب عن اتفاقية دفاعية سعودية أميركية على غرار الاتفاقية مع كوريا الجنوبية واليابان، وفي العاصمة الهندية تصافَح ولي العهد السعودي والرئيس بايدن، وكان الإعلان عن الممر الاقتصادي الذي يقول الخبراء إنه قد يكون أكبر مشاريع هذا القرن.

ولكن كيف تغيرت العلاقة؟ وما الدوافع خلف ذلك؟

في إجابة ولي العهد السعودي بمقابلة «فوكس نيوز» شرحٌ لهذا التغير، حيث قال إن الشيء الوحيد الذي لا يتغير في السياسة هو التغير ذاته، وكل واحد منهم يريد أن يخدم مصالح أمته. الخلافات السابقة، ورغم تحولها إلى حديث المجالس ووسائل الإعلام، ليست شخصية، بل خلاف على المصالح فقط. وهكذا يفعل الساسة ورجال الدولة، حيث يملكون مهارة انتزاع ذواتهم ومشاعرهم من الخلافات، ويتصافحون بعد الحروب والاشتباكات وكأن شيئاً لم يكن، لأنهم يدركون أنه لا يوجد شيء شخصي، ولكن هذا ما تفرضه عليهم أدوارهم كقادة.

ولكن بالطبع هناك سبب واقعي آخر أفضى إلى هذا الاعتدال، وهو المخاوف الأميركية من أن تذهب السعودية أكثر إلى الصين؛ ما يزيد نفوذ بكين في المنطقة، وتخسر واشنطن واحداً من أهم حلفائها. وهكذا رأينا لغة إدارة بايدن القاسية والغاضبة تتراجع حتى عادت إلى اللغة الدبلوماسية المعتادة.

ولو عدنا بالذاكرة، فإن بايدن مثل كل الساسة الأميركيين، استخدم السعودية في الموسم الانتخابي وسيلةً لكسب الشعبية، كما يفعلون مع الصين وروسيا، وتحدث عن النبذ، وبعد أن وصل للبيت الأبيض لم تتغير كثيراً هذه اللغة بسبب مغازلة بايدن للجناح المتشدد في الحزب الديمقراطي، الذين ذكَّروه دائماً بوعوده الانتخابية ومواقفه الحقوقية، وهددوه بسحب دعمهم. في ظل هذا المزاج المحتد والمحاصر نفهم مواقف بايدن الذي كان ينتظر أن يصطدم بالواقع، الذي لا يمكن هزيمته حتى يظهر بصورة أكثر واقعية ويخفف من تصلب مناصريه، ويقدم على خطوات أكثر ليونة دون أن يخسر دعم مؤيديه. وهذا ما حدث في قمة جدة، عندما عاد طالباً رفع الإنتاج حتى يخفف على الأميركيين ارتفاع أسعار الطاقة، ورغم أن السعودية لم تخفض، فإن الأخبار التي حملها لقاعدته الشعبية قالت العكس، حتى يسجل لنفسه مكاسب ويخفف من ضغط خصومه، ويذهب أكثر في خط أكثر واقعية.

وإذا فكرنا بطريقة إدارة بايدن في السياسة الخارجية وطريقة تفكيره، فإنه ربما من آخر جيل الساسة الأميركيين المؤمنين بالنظام الليبرالي أو العالم الذي صممته أميركا بعد الحرب العالمية الثانية، ولهذا يدعم بلا هوادة أو تردد الأوكرانيين ضد الروس في حربهم، لأنه يعتقد أن هزيمتهم تعني انهيار النظام العالمي الذي يؤمن به ويدافع عنه ويُعد أحد مبادئه السياسية.

ولكن كيف يُفسر موقف بايدن السابق المعادي للسعودية، رغم أن تحالفها الوثيق مع واشنطن كان أحد أسباب تماسك النظام العالمي في منطقة مضطربة مثل الشرق الأوسط، وصده الهجمات الشيوعية والقومية والجماعات الإرهابية، وصعدت فيها إيران، إحدى أكبر الدول المعادية لواشنطن، وما تمثله. موقف متناقض يدعم الاستقرار في أوروبا، ويدفع إلى الفوضى في المنطقة بإضعاف الحليف الأقوى؟! التفسير الوحيد لكل ذلك أن إدارة بايدن كانت واقعة تحت التخدير الانتخابي ومرتعشة من المزايدات الحزبية، واندفعت لاتخاذ مواقف معارضة لإدارة ترمب، ولكنها اصطدمت بالواقع، واتخذت خط مسار مختلفاً ومعاكساً تماماً، وتمثل الاتفاقية الدفاعية والممر الاقتصادي إحدى الركائز الجديدة لعلاقة أقوى بين البلدين، وأكثر استقراراً في المنطقة. الآن بايدن منسجم مع بايدن، واللغة التي يتحدث بها واحدة في الرياض وفي كييف.

والعلاقة القوية بين الرياض وواشنطن دائماً أمر جيد في منطقتنا، لأنها الدعامة الصلبة في بقعة تكتظ فيها الدول الفاشلة والأنظمة المارقة والجماعات والميليشيات المتطرفة. وقد حاول بن لادن، كما قال ولي العهد السعودي، في حواره، الإيقاع بين البلدين ولم ينجح، بل حدث العكس؛ فنحن على أعتاب مرحلة تاريخية جديدة.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حديث «فوكس نيوز» كيف تغيرت علاقة الرياض وواشنطن حديث «فوكس نيوز» كيف تغيرت علاقة الرياض وواشنطن



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:48 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة
 العرب اليوم - إطلالات ميغان ماركل في 2024 جمعت بين الرقي والبساطة

GMT 09:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
 العرب اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 18:25 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين
 العرب اليوم - مصر تؤكد على دعم سوريا وأهمية حماية المدنيين

GMT 14:49 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق
 العرب اليوم - إياد نصار يُشوق متابعيه لفيلمه الجديد ويُعلِّق

GMT 09:07 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024
 العرب اليوم - الكشف عن قائمة "بي بي سي" لأفضل 100 امرأة لعام 2024

GMT 08:36 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ياسمين رئيس في لفتة إنسانية تجاه طفلة من معجباتها

GMT 10:02 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

نقل عدوى لبنان إلى العراق

GMT 06:33 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

ثلاث دوائر

GMT 08:28 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

منة شلبي توجّه رسالة شكر لجمهور السعودية بعد نجاح مسرحيتها

GMT 06:46 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

العلاقات التركية السورية تاريخ معقد

GMT 07:12 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

ماذا وراء موقف واشنطن في حلب؟

GMT 07:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

اليمامة تحلّق بجناحي المترو في الرياض

GMT 23:47 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا يعين الأميركية جيل إليس رئيس تنفيذى لكرة القدم

GMT 01:25 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وفاة 143 شخصًا بمرض غامض في الكونغو خلال أسبوعين

GMT 10:21 2024 الأربعاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

"أرامكو" السعودية توقع اتفاقية مع شركتين لاستخلاص الكربون

GMT 17:28 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

وحدات الجيش السوري تسقط عشرات الطائرات المسيرة في ريف حماة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab