الرئاسة اللبنانية كلهم انتصروا بانتظار أي تسوية

الرئاسة اللبنانية: كلهم انتصروا بانتظار أي تسوية!

الرئاسة اللبنانية: كلهم انتصروا بانتظار أي تسوية!

 العرب اليوم -

الرئاسة اللبنانية كلهم انتصروا بانتظار أي تسوية

بقلم - حنا صالح

أدرك الموفد الفرنسي جان إيف لودريان قبل وصوله إلى بيروت أنه مع التوازن السلبي بين «معارضة» النظام و«موالاته» دخل الاستحقاق الرئاسي في إجازة طويلة. وجد أمامه ساسة يعلنون كلهم الانتصار بعد الجلسة الـ12 لانتخاب رئيس للجمهورية! «حزب الله» مبتهج وفريقه بما يرونه رسوخ مرشحهم فرنجية وصلابة تكتله، في حين قوى «التقاطع» لا سيما الثنائي جعجع وباسيل، يطالبون «الثنائي المذهبي» بسحب مرشحه المهزوم! والأكيد أن السياسي الفرنسي استعاد خلال لقاءاته نعوتاً وصف بها أركان الطبقة السياسية بأنهم: «سياسيون لا يلتزمون تعهداتهم، يتقاعسون عن أداء واجباتهم، منعدمو القدرة على تقديم الحلول»! فهل توقع نتائج مغايرة لما يعرفه عندما عاد لمحاورتهم بحثاً عن سبل الخروج من الشغور الرئاسي؟

على الأرجح لمس الموفد الفرنسي أن مرشح «التقاطع» (أزعور) لم ينتصر ومرشح «الموالاة» لم ينهزم! وراجح بأن من التقاهم تجاهلوا الإشارة إلى «إنجازٍ» تمثل في التقاء المتنافسين على تزوير الانقسام الحقيقي القائم بين كثرة شعبية موجوعة وبين موجعيها! ولعله لاحظ أيضاً ارتياحاً لدى هذه القوى؛ كونها لا تتعرض لأي ضغط شعبي، فالمواطن الذي «أشغلوه ببدنه» وفق وصفة الحجاج بن يوسف لأهل العراق، لم يعد يعير الشغور الرئاسي اهتمامه لانشغاله بالبحث عن الرغيف وحبة الدواء، وبات في موقع القبول بالتطبيع مع الجوانب الجديدة للانهيار، ما دام يفتقر للأدوات الكفاحية للدفاع عن حقوقه المنتهكة!

ولأن الزائر الفرنسي يعرف أن لا عوامل داخلية أو خارجية مواتية لابتداع ما ينهي الشغور، توجه بسؤال إلى محاوريه عما إذا كانوا يقبلون بمرشحٍ توافقي، وما الآلية لتحقيق ذلك؟ لقد أخذ في الاعتبار أن جلسة 14 يونيو (حزيران)، لم تكن لانتخاب رئيس للبلاد بقدر ما كانت اقتراعاً للإقصاء، عكست نسبياً ميزان قوى نيابياً رافضاً لمنحى «حزب الله»، التعطيل من أجل الفرض، لكن لا ترجمة له؛ لأنه آنٍ وغير مؤثر على ميزان القوى الاستراتيجي في البلد، نتيجة الخلل الوطني المقيم. والدليل أن الأكثريات الـ«14 آذارية» السابقة لم تحقق ما سعت جهات ساذجة لترويجه؛ لأنها لم تمنح أولويةً لتعديل ميزان القوى، ليكون ممكناً إعادة بناء الدولة واستعادة الدستور كما كانوا يرددون.

«معارضة» النظام «المتقاطعة» مع التيار العوني هي اليوم أمام منعطف لـ«التوافق» على الرئيس. أمامها قلق من سؤال الآلية الغائبة، وعدم اليقين حيال أجندة الحوار؛ ما أيقظ المخاوف من أن «حزب الله» الذي يلبس لبوس «داعية حوار»، يضع فائض قوته على الطاولة من أجل انتزاع «ضمانات» له، لسلاحه اللاشرعي، تكون مكرسة في الدستور والمؤسسات! فبعد الانتخابات البرلمانية التي أسقطت أكثريته، تشدد في التعامل مع الاستحقاق الرئاسي ملوحاً بأنه لا يزعجه الاستثمار في الشغور الرئاسي والفراغ في السلطة، وهو ككل الآخرين في موقع غير المهتم بتداعيات ذلك على المواطنين والبلد!

في جولة الحوار غير المباشر عبر لودريان التي لم تحرك المياه الراكدة، برزت المطالب العرقوبية لـ«حزب الله»، وهو الذي لم ينجح بفرضها طيلة العهد العوني عندما احتكر القرار. مطالب عبّر عنها محمد رعد أمام الموفد الفرنسي، تجاوزت الاتفاق على اسم الرئيس لتطال مصير السلطات اللبنانية كلها؛ لأن «وجود رئيس جمهورية حليفٍ للحزب غير كافٍ كي يطمئن لموقعه في المعادلة من دون أن يكون شريكاً فعلياً في الحكم»، على ما أكدته جهات موثوقة! يعني دعوات الحوار «حمالة الأوجه» التي يتم تردادها، تتجاوز «تسوية» العام 2016 وتسعى إلى «دوحة2»، استناداً إلى فائض القوة والخلل الوطني، والرهان على شركاء «أخصام» تشارك معهم تركيبة سياسية قتلت الممارسة الديموقراطية، وألغت المساءلة والمحاسبة، وحولت البرلمان إلى «لويا جيرغا»... تركيبة قد تكون طيّعة مقابل مكاسب ضيقة والحفاظ على دور موهوم لها في إدارة الأزمة التي ستكون على حساب المسحوقين، ولا يلتفت إلى حرج البعض ووضعه آخرون أمام الحائط!

في طروحات «حزب الله» ما يشي بأن فرصة وصول فرنجية للرئاسة تراجعت، لكنه متشبث به. وفي طروحاته لم يعد يكتفي بالقرار واحتكاره تشكيل الحكومات أقله منذ العام 2011، وإلزام السياسة الرسمية رؤى وتوجهات الفريق الممانع، بل انتقل إلى المطالبة بضمانات دستورية تعيد النظر حكماً باتفاق الطائف من دون تسميته، والأرجح أنه يراهن على «تفهم» فرنسا الساعية لترميم صورتها من جهة، والحريصة من الأخرى على ضمان مصالحها الاقتصادية النفعية في لبنان وأبعد منه وصولاً إلى إيران!

ظالم ومدعٍ وغير حقيقي الزعم أن انتخاب الرئيس، ضمن موازين القوى الحالية، ستنتج منه حكومة فاعلة منتجة، ويعيد إحياء المؤسسات، ويحقق الانتظام العام. ولئن كان النهج الذي استثمر بالانقسام الطائفي، كما «الثنائي المذهبي»، نجح في فرض التحاقِ أكثرية نواب التغيير بخيار ليس خيارهم ونهج لطالما رفضوه، فأحدث تصويتهم الفارق الوطني بوجه تجبر «الحزب»، فهذه الحصيلة متعذر تقريشها لصالح الناس. إن مسار تغييب القضايا الحقيقية الاجتماعية وترابطها مع القضايا الوطنية، والسكوت على مخطط تزوير الانقسام، أدى إلى تبييض صفحة المتسلطين، وتلميع دور باسيل، وذهاب «حزب الله» بعيداً في طروحاته!

على ركام البلد الذي يتسع، بعد تحطيم قدرات الناس وسلبهم مقدراتهم، ليس بسيطاً ما ينتظر المواطنين من جموح المتسلطين ورغبات الاقتلاع أو الاستئثار على حساب أساسيات النهوض وأولوياته... فكي لا تبقى الهزائم من حصة الأكثرية الشعبية، ويتقدم خطر تلاشي البلد، هناك تحدٍ مرفوع بوجه بعض نواب التغيير والمستقلين، لملاقاة الناس والقوى «التشرينية» لوصل ما انقطع؟ لأنه الممر الإجباري المفضي إلى ميزان قوى جديد يبلور البديل السياسي القادر على استعادة الدولة المخطوفة والقرار وتحرير الرئاسة وفتح الملفات.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئاسة اللبنانية كلهم انتصروا بانتظار أي تسوية الرئاسة اللبنانية كلهم انتصروا بانتظار أي تسوية



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه
 العرب اليوم - العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab