القرار الدولي 1701 الآن

القرار الدولي 1701 الآن...!

القرار الدولي 1701 الآن...!

 العرب اليوم -

القرار الدولي 1701 الآن

بقلم- حنا صالح

 

لأن الخطر داهم على وجود لبنان فلا شيء يفوق أهمية بذل الجهود على كل المستويات لدرئه. بدء الحرب البرية ضد جنوب غزة انطلاقاً من خان يونس يسلط الضوء على المخطط الإسرائيلي لليوم التالي!

صار معروفاً أن ما تشهده غزة من توحش إسرائيلي يستند إلى دعم وتشجيع أميركي وأطلسي عموماً. لا يوقفه ما يشهده العالم «لايف» من تدمير ممنهج وإبادة جماعية واقتلاع ودفع قسري للمواطنين الفلسطينيين باتجاه رفح وحدود سيناء لخلق واقعٍ يفرض تهجيراً قسرياً. فالمخطط يفترض تقليص مساحة غزة، لإقامة حزام أمني يحمي المستوطنات وتهويد شمال القطاع. وما يجري من محاولة تقطيع للمنطقة هو عنوان تقويض القوة العسكرية الفلسطينية مهما تطلب ذلك، بحيث لا تلحظ التسوية اللاحقة للوضع أي بقاء لحكم «حماس» للقطاع ولا إدارتها للسلطة فيه. وفق تل أبيب وداعميها، من واشنطن إلى العواصم الأوروبية، هذا هو الشرط الشارط لضمان عودة الإسرائيليين إلى مستوطنات الغلاف.

الجبهة الشمالية أمام تحدٍ شبيه، يفيد المعلن بأنه كيف يمكن لتل أبيب أن تعيد مواطنيها إلى الجليل الأعلى والمستوطنات المحاذية للبنان، والوضع الأمني رهن مشيئة ميليشيا «حزب الله» التي جعلت من الجنوب ساحة «مشاغلة» للقوات الإسرائيلية؛ «مساندة» لغزة. ولئن كان «البنتاغون» قد نصح حكومة الحرب الإسرائيلية بألا تفتح جبهة ثانية؛ لأن واشنطن لا تعتبر من مصلحتها أن تتجاوز الحرب القطاع فتهدد بمواجهة إقليمية قد تنجم عنها تداعيات سلبية على مصالحها، فإن أصوات إسرائيلية مؤثرة تؤكد أن الحرب على لبنان آتية. يعلن وزير الدفاع يوآف غالانت أن «العد العكسي لعملية عسكرية ضد (حزب الله) بدأ»، ويهدد نتنياهو بأنه «إذا دخل (حزب الله) في الحرب فهذا يعني نهاية لبنان»!

بالغ الخطورة ربط الوضع اللبناني بالوضع في غزة عبر التصعيد المتدحرج الذي تعيشه جبهة الجنوب، مع الارتفاع اليومي في مستوى المواجهات عبر الخط الأزرق رغم نبرة التهديدات الإسرائيلية لـ«حزب الله» ولبنان على نحوٍ مثير. شعبياً تتسع المخاوف، سواء الذين عجزوا عن النزوح كما النازحين وكل اللبنانيين، والكل مدرك أن ما يجري من حرب «استنزاف» يرتد ضرراً مضاعفاً.

الأكثرية الساحقة من اللبنانيين ترفض الحرب ولا تريد امتدادها وتوسعها، وترفض أن ترغم على حربٍ لا تستطيع تحمل تبعاتها، مرجعية قرارها في طهران وأدواتها تستسهل استعادة مرحلة «فتح لاند»، متعامية عما جرّه ذلك من ويلات. آخر استهانة باللبنانيين وكرامة البلد وسيادته، التعدي الصارخ الذي مثّله إعلان «حماس» لبنان، عن بدء تأسيس «طلائع طوفان الأقصى»، للانضمام إلى المقاومين على طريق تحرير الأقصى والقدس (...)، والمهين أن بقايا الشرعية، حكومة الواجهة بلعت لسانها غير آبهة بالاستفزاز المتعمد، متجاهلة مرحلة التجارب القاتلة وويلاتها!

في هذا التوقيت، ومع التوحش الصهيوني في الحرب على غزة، وتفاقم الإبادة الجماعية، يتصاعد خطر انزلاق لبنان قسراً إلى الحرب، وتتزايد احتمالات توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية عنيفة للبنان، لا درء لهذا الخطر ولا حماية للبنانيين بـ«قواعد الاشتباك» المطمئن لبقائها رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي. إن المصلحة الوطنية تحتم على النخب الوطنية تحريك وضع شعبي رافضٍ لمخطط توريط لبنان في الحرب، ضاغطٍ على السلطة والطبقة السياسية لفرض عودة مبدئية حازمة إلى القرار الدولي 1701 وإعلان الالتزام الفعلي بمندرجاته لملاقاة المجتمع الدولي الذي ينبه ويحذر من خطر فتح جبهة الجنوب. للتذكير فإن القرار 1701 الذي اتخذه مجلس الأمن بالإجماع يوم 11 أغسطس (آب) 2006، مستنداً إلى البنود الـ7 للحكومة اللبنانية أفضى إلى رفع عدد «اليونيفيل إلى 15 ألف رجل لإعادة الأمن للجنوب ولدعم السيادة». وافقت عليه الحكومة اللبنانية في اليوم التالي لصدوره بإجماع أعضائها بما في ذلك وزير «حزب الله» محمد فنيش، وفي ذات النهار أعلن حسن نصر الله أن ميليشيا حزبه سوف تحترم وقف إطلاق النار!

إن جانباً كبيراً من القرار، وهو انتصار للبنان، لم ينفذ، بالأخص البند الثامن الذي يشدد على: «إقامة منطقة بين الخط الأزرق والليطاني خالية من أي مسلحين أو ممتلكات أو أسلحة غير تلك التي تنشرها في المنطقة الحكومة اللبنانية وقوة الطوارئ الدولية». تقع المسؤولية عن ذلك على عاتق الطبقة السياسية والحكومات المتعاقبة التي شرعت الدور الميليشياوي لـ«حزب الله» عبر الثلاثية الخشبية؛ جيش وشعب ومقاومة! فكان أن أضاعت الطبقة السياسية فرصة بسط السلطة سيادة غير منقوصة على كل لبنان، وتستمر اليوم في إدارة الظهر للمخاطر الداهمة، كما الانهيار الداخلي المالي والاقتصادي والاجتماعي. تتسلى بالتافه من الأمور، والبلد متروك مقطوع الرأس، والفراغ والتسيب يعمّان مؤسسات السلطة. لقد تناسوا الشغور في الرئاسة وباتت المماحكات تدور حول الشغور الزاحف إلى قيادة الجيش!

من دون أوهام لن يرضخ «حزب الله» لأي حالة شعبية رافضة زج لبنان في الحرب، لكنه سيتعذر عليه تجاهل تأثيرها رغم التزامه قرار طهران توسيع «المشاغلة» التي يوظفها النظام الإيراني لتأمين مكانة له على مائدة التفاوض اللاحق، تماماً كما يستخدم الميليشيات الحوثية في استهداف أحد أبرز ممرات التجارة الدولية. لكن كما أن صواريخ الحوثيين ومسيّراتهم لم تخفف من وطأة الإجرام الصهيوني، بل بدأت تجلب الأساطيل للتعامل معها، فيما «المساندة» عبر الجنوب تضع لبنان في عنق الزجاجة!

أمام هذا الوضع لا بديل عن سلاح الموقف المستند إلى دعم المواطنين لتعرية التخاذل الرسمي، وكشف أهداف الذين استباحوا الجنوب، ما سينعكس حتماً بالإيجاب على المشروع السياسي البديل: بناء «الكتلة التاريخية» لإنهاء الخلل الوطني بموازين القوى ليكون متاحاً فتح الباب لإعادة تكوين السلطة على قاعدة تسوية مستدامة!

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القرار الدولي 1701 الآن القرار الدولي 1701 الآن



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية
 العرب اليوم - شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة

GMT 08:39 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل السراويل الرائجة هذا الموسم مع الحجاب

GMT 16:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يرد على قرار المحكمة الجنائية الدولية

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab