أميركا هل تنقشع السحبُ أو تتلبَّد

أميركا: هل تنقشع السحبُ أو تتلبَّد؟

أميركا: هل تنقشع السحبُ أو تتلبَّد؟

 العرب اليوم -

أميركا هل تنقشع السحبُ أو تتلبَّد

بقلم : جمعة بوكليب

 

بعد يومين فقط، من المحتمل أن تنقشع سُحب الغموض وتتلاشى في الفضاء، وتتضح الصورة في أميركا بتفاصيلها. ومن خلالها، نعرف نحن مَنْ مِنَ المرشحين الرئاسيين الأميركيين وصل إلى خط النهاية أولاً، وآلت إليه مفاتيح البيت الأبيض لمدة أربع سنوات. السحبُ، من جهة أخرى، قد تتلبَّد، ويسود الارتباك نتيجة الغموض.

هناك احتمال أن تكون كامالا هاريس المرشحة الديمقراطية أول امرأة تجلس في المكتب البيضاوي، وتدخل التاريخ من أوسع أبوابه، وفي الوقت ذاته تواصل أميركا مسيرتها تحت حكم الديمقراطيين. هذا الاحتمال ليس من ضروب الخيال، بل واقعي، إلا أنه يظل احتمالاً من اثنين. وقد لا يتحقق.

من جهة أخرى، يطل على الوجه الآخر للعُملة، وجهٌ مألوف لأميركا وللعالم، اسمه دونالد ترمب، بقامته الطويلة وشقرته وربطة عنقه الحمراء. وهناك مشكلة في وصوله أولاً إلى خط نهاية السباق، ومشكلة أخرى في عدم وصوله أولاً!

تجربة انتخابات عام 2020 الرئاسية ما زالت ماثلة في الأذهان. فالسيد ترمب، كما نعرف، لا يقبل بالهزيمة، بل وُلد للفوز، أو على الأقل هذا ما يعتقده هو. وسبق له أن توعد بأن فشله في الوصول أولاً إلى خط النهاية، قد يكون مدعاة للقلق، وسبباً لموجة من اضطرابات. قال ذلك بعظمة لسانه أكثر من مرّة.

التقارير الإعلامية الأميركية والبريطانية تؤكد أن الفائز من المرشحين بولاية بنسلفانيا سترجح كفته على المستوى القومي ويصبح الرئيس.

ولاية بنسلفانيا، حسب المصادر التاريخية، هي الولاية التي كُتب بها الدستور الأميركي. وهي ثاني ولاية تُقبل بالاتحاد الأميركي عام 1787. وهي كذلك واحدة من ثلاث ولايات تُكوِّن ما يُطلَق عليه اسم «الجدار الأزرق»؛ أي إنها ولاية ديمقراطية الولاء. لكن الديمقراطيين خسروها في انتخابات عام 2016 لصالح دونالد ترمب بنسبة أصوات لا تزيد عن 0.7 في المائة، حسب المصادر. وفي انتخابات عام 2020 استعادوها بفوز جو بايدن بنسبة أصوات لا تزيد عن 1.2 في المائة. وهي الآن تتأرجح بين الحزبين. الفائز بها، يؤكد المراقبون والمعلقون، سيتمكن من الفوز بعدد 19 صوتاً في المجمع الانتخابي، والفوز بالرئاسة.

قبل السؤال حول مَن سيكون الرئيس القادم لأميركا، علينا التساؤل: هل تنتهي الأمور على خير، في انتخابات رئاسية لم تشهد أميركا مثلها في الإنفاق المالي؟ تقول التقارير الإعلامية إن 2.8 مليار دولار أميركي قد أُنفقت على الحملات الدعائية من قبل الحزبين، من مجموع أموال تبرعات ممنوحة تقدر قيمتها بـ3.83 مليار دولار. تمكن الديمقراطيون من تجميع تبرعات تقدر قيمتها بنحو 2.15 مليار دولار، والجمهوريون تحصلوا على 1.68 مليار دولار. المبالغ التي تبرع بها رجال الأعمال لصالح حملة ترمب تجاوزت الثلث من إجمالي المبالغ المتبرع بها، وإن أربعة منهم فقط تبرعوا بقيمة 432 مليون دولار لحملة المرشح ترمب.

الجواب عن التساؤل أعلاه، يميل إلى أن لا أحد يضمن أن الأمور ستنتهي على خير، خاصة إذا تخلى حُسن الحظ عن المرشح الجمهوري ترمب، كما حدث عام 2020. وحسب التقارير المنشورة، فإن المخاوف في تصاعد، والقلق يتفاقم؛ لأن السيوف على الضفة الترمبية تُشحذ علناً استعداداً، والباقي تفاصيل لسنا في حاجة إلى الخوض فيها؛ لكونها لا تخفى على أحد، ولا تسرُّ أحداً كذلك.

الوجه الآخر للتساؤل يتعدى المخاوف والقلق، ليطال منحًى آخر، وهو احتمال فوز ترمب، وانعكاس ذلك على الحرب في أوكرانيا، والشرق الأوسط، وتأثيراته على أوروبا، ممثلةً في الاتحاد الأوروبي.

المرشح الجمهوري ترمب كان واضحاً لدى الحديث عن سياسته الخارجية. فهو عدو للحرب، ووعد بوضع نهاية للحرب الأوكرانية خلال 48 ساعة من توليه الحكم. وهنا مربط الفرس؛ ذلك أن وقف الحرب بوقف المساعدات العسكرية والمالية الأميركية عن حكومة كييف، يفضي مباشرة إلى هزيمة أوكرانيا، وخروج بوتين منتصراً عسكرياً، وقد تمكن من قضم أجزاء كبيرة من أراضي أوكرانيا. وهذا ما لا يقبله قادة أوروبا الغربية، وخاصة في باريس ولندن. هذا من جهة.

من جهة ثانية، سوف يشهد العالم مرحلة ترمبية جديدة هدفها تحويل أميركا إلى قلعة محصَّنة ضد دخول السلع والبضائع الأجنبية إليها، وبدء مرحلة حرب تجارية يقودها ترمب ضد الحلفاء والأعداء على السواء، من خلال رفع التعريفة الجمركية على كل السلع غير المصنَّعة في أميركا.
كُتّاب الشرق الأوسط
المزيد
الأكثر قراءة

    اليوم
    الأسبوع

1
أكبر ميزانية عسكرية في تاريخ إسرائيل
2
كوماندوز إسرائيلي يختطف «مسؤولاً بحرياً» في «حزب الله»
3
ميقاتي يوجّه بتقديم شكوى لمجلس الأمن بشأن اختطاف مسؤول في «حزب الله»
4
«الشرق الأوسط» تكشف تفاصيل جديدة عن تحركات السنوار خلال الحرب
5
مصادر من «حماس» لـ«الشرق الأوسط»: مؤشرات جديدة على مقتل محمد الضيف

arabstoday

GMT 04:01 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الثكنة الأخيرة

GMT 03:56 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... هذه الحقائق

GMT 03:54 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

في أنّنا بحاجة إلى أساطير مؤسِّسة جديدة لبلدان المشرق

GMT 03:50 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

مخبول ألمانيا وتحذيرات السعودية

GMT 03:47 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

التاريخ والفكر: سوريا بين تزويرين

GMT 03:42 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إنجاز سوريا... بين الضروري والكافي

GMT 03:39 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

ليبيا: لعبة تدوير الأوهام

GMT 03:37 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

فلسطين وإسرائيل في وستمنستر

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أميركا هل تنقشع السحبُ أو تتلبَّد أميركا هل تنقشع السحبُ أو تتلبَّد



الملكة رانيا تجسد الأناقة الملكية المعاصرة في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab