أصعب موقف يواجه المنطقة

أصعب موقف يواجه المنطقة

أصعب موقف يواجه المنطقة

 العرب اليوم -

أصعب موقف يواجه المنطقة

بقلم - عماد الدين حسين

سؤال: كيف يمكن تصنيف تصريحات ودعوات وأفكار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بشأن نقل السكان الفلسطينيين من قطاع غزة إلى خارجه، واحتلال وتملك القطاع لإنشاء «ريفيرا بدلا من الجحيم الموجود حاليا» حسب تعبيره؟!
الإجابة فى نظر كثير من الخبراء السياسيين هى أن هذا الموقف الأمريكى على لسان الرئيس الأمريكى نفسه هو أصعب موقف يواجه المنطقة العربية، خصوصا مصر والأردن والفلسطينيين منذ نكبة ١٩٤٨ حينما تم زرع إسرائيل عنوة فى المنطقة.
قد يسأل البعض مستنكرا: وهل ما قاله ترامب أصعب وأسوأ من احتلال إسرائيل لأراض عربية فى مصر وسوريا والأردن، إضافة للضفة الغربية وغزة فى حرب ٥ يونيو ١٩٦٧؟!
الإجابة هى: نعم؛ لأنه حتى حينما احتلت إسرائيل هذه الأراضى فإنها لم تزعم أنها أرضها، وفى النهاية تخلت عن معظمها سواء بعد هزيمتها أمام الجيش المصرى فى أكتوبر ١٩٧٣، أو بتوقيع اتفاقيات مع دول عربية أخرى مثل الأردن، وقبلها مصر وحتى الآن فهى رسميا تقر أن الضفة وغزة أرض فلسطينية.
وحتى حكومة المتطرفين فى إسرئيل لم تزعم علنا أنها سوف تملك أو تتملك غزة وأقصى ما طلبته رسميا نزع سلاح حماس والمقاومة وعدم مشاركتها فى الحكم، لكنها لم تدع رسميا إلى طرد السكان الفلسطينيين أجمعين إلى خارج القطاع.
حتى الدخول الثانى لترامب إلى البيت الأبيض فإن الموقف الرسمى الأمريكى كان هو اعتماد حل الدولتين، حتى لو كنا نعلم أنه مجرد موقف لفظى غير قابل للتطبيق، لكن على الأقل فلم نسمع مسئولا أمريكيا رسميا يعلن بوضوح أنه مع تهجير الفلسطينيين، ويحسب لمصر أنها أقنعت إدارة الرئيس الأمريكى السابق جو بايدن بعدم تأييد المطلب الإسرائيلى الداعى إلى تهجير أكبر عدد من الفلسطينيين من شمال القطاع إلى جنوبه، أو إلى مصر.
ونتذكر أن الرئيس عبدالفتاح السيسى تحدث مع المستشار الألمانى أولاف شولتز خلال مؤتمر صحفى فى القاهرة بعد أسابيع من عدوان ٧ أكتوبر، وحينما كان الإسرائيليون يطالبون بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء فتساءل الرئيس السيسى مستنكرا، ولماذا لا يتم نقلهم إلى صحراء النقب المجاورة لقطاع غزة، وكانت أرضا فلسطينية حتى عام ١٩٤٨؟
الرئيس السيسى أيضا تحدث على الهواء مباشرة مع وزير الخارجية الأمريكى السابق أنتونى بلينكن بأنه لا يوجد أى موقف عربى إسلامى معارض لليهود، بل إنهم عاشوا فى سلام ووئام مع إخوانهم المصريين، حتى عام ١٩٥٢.
ونعلم بالطبع أن إسرائيل افتعلت العديد من المشاكل لعدد من يهود العالم العربى، خصوصا فى مصر والعراق حتى تجعلهم يتصورون أن المحيط العربى لا يحبهم وبالتالى يهاجرون إلى إسرائيل الوليدة التى كانت تدرك خطورة وأهمية الحرب الديموغرافية منذ زرعها عام ١٩٤٨ وحتى هذه اللحظة.
يدعو الرئيس ترامب والعديد من المسئولين الإسرائيليين الآن إلى تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن وبعض الدول الأجنبية أو حتى أقاليم منشقة على بلدانها مثلما تردد عن «صومالى لاند» و«بونت لاند» مقابل اعتراف الولايات المتحدة باستقلال الدولتين عن دولة الصومال.
وظنى أن البلدان العربية وبعد أن ترفض المطالب الأمريكية الإسرائيلية بحسم وبقوة وبعقلانية، عليها  أيضا أن تقول للأمريكيين: إذا كنتم بهذه الإنسانية وتخافون فعلا على الشعب الفلسطينى، فلماذا لا تعيدون هذا الشعب إلى أرضه الأصلية التى كان موجودا عليها حتى ١٥ مايو ١٩٤٨، وتعيدون الإسرائيليين إلى الأراضى التى جاءوا منها منذ هذا التاريخ؟
نعلم أن غالبية الإسرائيليين قدموا من بلدان شرق وغرب أوروبا، ومن إثيوبيا ومن مصر والعراق والمغرب وتونس وبعض البلدان العربية الأخرى.
أدرك أن ذلك ليس هو الاقتراح الأمثل لأن حقائق القوة على الأرض لا تعطى للدول العربية المختلفة القدرة على تطبيق مثل هذه الأفكار، وحتى لو كانت لدينا أوراق ضغط عربية مختلفة، فإنها غير مفعلة للأسف الشديد لأسباب يطول شرحها.
وبالتالى نصل إلى السوال المهم: وكيف نواجه الموقف الأمريكى الجديد والخطير ومعه موقف إسرائيلى يقوده اليمين المتطرف، المستعد والمتحفز لتدمير المنطقة بالكامل من أجل حلم إقامة إسرائيل الكبرى، وليس فقط تصفية القضية الفلسطينية؟
هل نكتفى بالشجب والإدانة والاستنكار، أم هل نلجأ للمنظمات الدولية والأمم المتحدة؟
علينا أن نفعل كل ذلك، لكنه للأسف لا يكفى مع الطريقة التى يفكر بها الرئيس الأمريكى، وبالتالى وجب أن ننشغل جميعا بالبحث عن سيناريوهات عملية لمواجهة الموقف الأمريكى، وهو ما سوف أسعى لمناقشته لاحقا إن شاء الله.

 

arabstoday

GMT 19:55 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

أورتاغوس تستفزّ إيران من قصر بعبدا

GMT 18:36 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

48 ساعة كرة قدم فى القاهرة

GMT 14:32 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

سياسة ترامب.. بالونات اختبار

GMT 08:49 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

شاليهات

GMT 08:46 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

غزة بين خروج «حماس» أو ترحيل سكانها

GMT 08:45 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

سَلْمٌ الخاسِر و «بي بي سي»!

GMT 08:43 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

العَلمَانية... كلمة الجدل السائلة

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصعب موقف يواجه المنطقة أصعب موقف يواجه المنطقة



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 13:03 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

هالة صدقي تعلن أسباب هجرتها من القاهرة

GMT 16:57 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

قصي خولي يكشف مصير مسلسله مع نور الغندور

GMT 13:06 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

محمد سعد يحتفل بنجاح "الدشاش" بطريقته الخاصة

GMT 17:18 2025 الجمعة ,07 شباط / فبراير

القوى العظمى.. يوتوبيا أم ديستوبيا؟

GMT 04:41 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

سماع دوي انفجارات قوية في كييف

GMT 04:32 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

زلزال يضرب بحر إيجة غرب تركيا

GMT 04:35 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

قوات الاحتلال تقتحم مخيم بلاطة شرقي نابلس

GMT 05:56 2025 السبت ,08 شباط / فبراير

عاصفة شمسية تكشف أسرارًا مدهشة حول الأرض
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab