قمة «بريكس» تحديات مستقبلية

قمة «بريكس»: تحديات مستقبلية

قمة «بريكس»: تحديات مستقبلية

 العرب اليوم -

قمة «بريكس» تحديات مستقبلية

ناصيف حتي
بقلم -ناصيف حتي

تستضيف جنوب أفريقيا، في مدينة جوهانسبرغ، القمة الخامسة عشرة لمجموعة «بريكس» (البرازيل، وروسيا، والهند، والصين الشعبية، وجنوب أفريقيا) من 22 إلى 24 من هذا الشهر. المجموعة التي أنشئت عام 2009 وانضمت إليها جنوب أفريقيا في عام 2011 تمثل الجنوب العالمي الصاعد أمام الشمال العالمي العائد ولو بشكل مختلف والذي تمثله مجموعة السبع. نشهد اليوم ولادة ثنائية جديدة آخذة في التبلور بعد انتهاء نظام الحرب الباردة الذي قام على ثنائية الشرق والغرب. نشهد تبلور أنماط وقواعد وأولويات وسلوكيات مختلفة تطبع العلاقات الدولية لم تستقر كلياً بعد لتشكل كلها أسس النظام العالمي الجديد المنتظر قيامه.

                 

في إطار تقييم موقع وثقل مجموعة «بريكس» على الصعيد العالمي، تمكن الملاحظة أنها تمثل نحو 43 في المائة من سكان العالم ونحو 16 في المائة من التجارة العالمية. كما أن الناتج المحلي الإجمالي لهذه المجموعة يتخطى الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة السبع. وتمثل «بريكس» الثقل أو القطب الجاذب فيما صار يُعرف بالجنوب العالمي.

الجدير بالذكر أن هنالك حالياً 23 دولة قدمت طلباً للانضمام إلى المجموعة، منها 8 دول عربية. كما أن هنالك نحو 20 دولة أخرى أبدت رغبتها في الانضمام. قد وُجّهت الدعوة إلى رؤساء 67 دولة لحضور القمة، التي تُعقد بشكل دوري سنوياً. كما وُجهت الدعوة إلى مسؤولين في المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية المعنية، إلى جانب دعوات لبعض ممثلي قطاع الأعمال لحضور القمة. أمام القمة القادمة جدول مهام أو تحديات كبير: أول هذه التحديات يتعلق بموضوع التوسيع وانضمام مزيد من الدول إلى المجموعة. وما زالت هنالك تمايزات بشأن شروط ومعايير الانضمام وبشأن ما تُعرف بالمبادئ الإرشادية أو التوجيهية المتعلقة بعملية الانضمام. أضف إلى ذلك أن هنالك تنازعاً بين رؤية تود التوسيع السريع، وهذه تمثلها روسيا والصين الشعبية في إطار ما تعدها ضرورة تعزيز استراتيجية المواجهة مختلفة الأوجه مع الولايات المتحدة بشكل خاص ومعها دول الشمال، فيما هنالك رؤية أخرى تعبّر عنها كل من الهند والبرازيل، تقوم على التحفظ بشأن التوسيع السريع. من الخلافات أيضاً بين هذه القوى، وهو الأمر الذي يؤثر في حالات معينة في بلورة موقف مشترك مطلوب، الخلاف الحدودي التاريخي الصيني - الهندي وتداعياته المختلفة على العلاقات بين البلدين. من الخلافات أيضاً بين هذه القوى الخمس ما يتعلق بإصلاح مجلس الأمن وتحديداً ما يتعلق بتوسيع العضوية للمجلس وضم أعضاء دائمين جدد، حيث تطمح كل من الهند والبرازيل للحصول على مقعد دائم في المجلس. صحيح أن هذا الأمر ليس على جدول الأولويات الدولية الضاغطة، ولكنه قادر دائماً على أن يلقي بظلاله في لحظة معينة على العلاقات بين أعضاء المجموعة. هذه الأمثلة هي نموذج من الخلافات الطبيعية أساساً في العلاقات بين الدول لا تمنع أو لا تشكل عائقاً أمام التعاون بخاصة في إطار خدمة رؤية أو أهداف استراتيجية. ولكنَّ هذه الخلافات قادرة أحياناً على أن تشكل عنصر اضطراب أو عامل إعاقة أمام التعاون والتنسيق في لحظة مرتبطة بها...

أمام مجموعة الخمس جدول كبير من المهام - التحديات التي تأتي كلها تحت عنوان صياغة نظام عالمي جديد على الأصعدة كافة، وبخاصة السياسية والاقتصادية والتنموية، عبر تعزيز وتنويع التعاون جنوباً. من الأمثلة على ذلك إنشاء مصرف جديد للتنمية الذي هدف منذ إنشائه، ولو أن دوره ما زال متواضعاً نسبياً، إلى أن يكون بالنسبة إلى هذه الدول إطاراً موازياً وربما لاحقاً بديلاً للبنك الدولي ولصندوق النقد الدولي لتخفيض الاعتماد على هاتين المؤسستين الدوليتين بوصفهما تقعان تحت سيطرة «قوى الشمال». كما تهدف القمة إلى العمل على بلورة قواعد وآليات لتعزيز التجارة والاستثمار البينيّ في إطار الجنوب العالمي، والبحث في إنشاء عملة جديدة لتخفيف الاعتماد على الدولار والتخلي التدريجي عنه.

نحن أمام أجندة دولية تجري بلورتها تدريجياً. أجندة تحمل أهدافاً ورؤى، بعضها قريب المدى مثل التوسيع التدريجي للمجموعة، وهو أمر أكثر من ضروري لبلورة هذه الأجندة وترجمتها إلى واقع على الأرض، في سياق تعزيز التعاون مختلف الأوجه في إطار الجنوب العالمي. وبعضها بعيد المدى لخلق أطر وآليات بديلة عن تلك القائمة، التي تتحكم بها بشكل كبير قوى الشمال العالمي. يندرج ذلك كله في مسار تحول استراتيجي على المستوى الدولي أطلقته مجموعة «بريكس»: تحول أمامه الكثير من العوائق والتحديات لخلق نظام عالمي جديد متعدد الأقطاب، متشابك المصالح، أكثر توازناً وتمثيلاً وشراكة بين مختلف أطرافه.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قمة «بريكس» تحديات مستقبلية قمة «بريكس» تحديات مستقبلية



صبا مبارك تعتمد إطلالة غريبة في مهرجان البحر الأحمر

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - اكتشاف تمثال يكشف الوجه الحقيقي لكليوباترا في معبد تابوزيريس

GMT 15:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

حريق يطال قبر حافظ الأسد في القرداحة وسط غموض حول الفاعلين
 العرب اليوم - حريق يطال قبر حافظ الأسد في القرداحة وسط غموض حول الفاعلين

GMT 14:35 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم
 العرب اليوم - عادل إمام يكشف كواليس لقائه الوحيد بأم كلثوم

GMT 16:39 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

التأثير الإيجابي للتمارين الرياضية على صحة الدماغ

GMT 06:13 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

تجربة علاج جيني جديد تظهر تحسناً مذهلاً في حالات فشل القلب

GMT 06:09 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

روبوت كروي ذكي يُلاحق المجرمين في الشوارع والمناطق الوعرة

GMT 20:19 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

الفنان جمال سليمان يبدي رغبتة في الترشح لرئاسة سوريا

GMT 18:20 2024 الأحد ,08 كانون الأول / ديسمبر

بشار الأسد يصل إلى روسيا ويحصل على حق اللجوء

GMT 02:54 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

480 غارة إسرائيلية على سوريا خلال 48 ساعة

GMT 22:09 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

داني أولمو مُهدد بالرحيل عن برشلونة بالمجان

GMT 08:24 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

سوريا... محاولة في إعادة ترتيب الآمال والمخاوف

GMT 04:49 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزارة الصحة الكينية تسجل 5 حالات إصابة جديدة بجدري القردة

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

استئناف عمل البنك المركزي والبنوك التجارية في سوريا

GMT 05:03 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

وزير الدفاع الكوري الجنوبي السابق حاول الانتحار في سجنه
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab