مسيرة خبير نفطي عراقي

مسيرة خبير نفطي عراقي

مسيرة خبير نفطي عراقي

 العرب اليوم -

مسيرة خبير نفطي عراقي

بقلم - وليد خدوري

واجه تسويق النفط الخام العراقي، بعد تأميم شركات النفط الامتيازية في عام 1972، تحديات متعددة: التأميم، ومحاولات الشركات الدولية عرقلة تسويق وتكرير النفط المؤمم، والحروب وما أدت إليه من تخريب العديد من المنشآت النفطية، ووجود بعض موانئ التصدير في دول مجاورة، مما عرَّض البلاد لضغوط عدة، والاعتماد الكبير على الريع النفطي، مما جعل الاقتصاد الوطني تحت رحمة معدلات ارتفاع أو انهيار الإنتاج والأسعار.

قررت الحكومة العراقية تأميم صناعة النفط في يونيو (حزيران) 1972 بعد عقود من المفاوضات مع الشركات النفطية، تم على أثرها إنشاء مؤسسة تسويق النفط «سومو» لتسويق النفط في الأسواق المحلية والعالمية، وتعيين المهندس النفطي الدكتور رمزي سلمان مديراً عاماً للمؤسسة، حيث استمر بمسؤوليته هذه حتى مطلع عام 1991 عندما التحق بمنظمة «أوبك» نائباً للسكرتير العام. أسس د. سلمان «سومو» في ظروف داخلية صعبة وحساسة جداً، وطوَّر «سومو» لتصبح واحدة من المؤسسات التسويقية المهمة والمحترمة لشركات أقطار «أوبك».

صدر عن د. سلمان كتاب بعنوان «مسيرتي» في بيروت عام 2023 عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر. يرسم الكتاب صورة للماضي، فهو ليس مذكرات أو سيرة حياة، لكنه يدوّن وقائع مهمة ذات صلة بالسياسات النفطية والعامة العراقية لمسؤول عراقي كبير المسؤولية.

ومن أهم هذه الوقائع، تدوين التطورات التي أدت إلى غزو الكويت في عام 1990. ويذكر د. سلمان: «كتب الكثير عن علاقات الكويت والعراق، والتاريخ حافل بالقصص والحقائق عن الموضوع، ولا أنوي هنا التطرق إلى ذلك، وإنما الاكتفاء بسرد ما لمسته أو شاهدته شخصياً بما يخص غزو الكويت، والفترة التي تلت الحرب العراقية الإيرانية. ولا بد أن أذكر أنه بعد توقف الصادرات العراقية عبر سوريا، كانت الكويت والسعودية قد خصصتا من نفطهما ما يعادل الصادرات المتوقفة عبر الخطوط السورية، وكنت شخصياً المسؤول عن توقيع وتنفيذ العقود النفطية مع الدولتين، وعلى أساس أنها عقود تبادل زمني، أي أن على العراق إعادة ما يوازي قيمتها بالنفط الخام حال عودة منافذه التصديرية إلى العمل الاعتيادي. كان التعامل مع الإخوة في السعودية والكويت وبقدر تعلق الأمر بهذه العقود وتنفيذها سلمياً وأخوياً».

ويضيف الكاتب: «لا بد وأنه كان للبعض أجنداتهم لموضوع الكويت والعراق، وهنا لا أقصد على الجانب العراقي فقط؛ بل جهات عديدة إقليمية ودولية، ولا شك أن للترسبات التاريخية دورها، وأسلوب تعامل العراق مع العلاقات الكويتية، وخاصة بعد انتهاء الحرب الإيرانية، لم يعكس أي امتنان لموقف الكويت تجاه وخلال تلك الحرب».

وتابع المسؤول العراقي السابق: «لاحظت ولمست الكثير من محاولات التصعيد لخلافات لم تكن مهمة، بحيث تقود إلى غزو وتدمير وحرب، وكالمعتاد ليس هناك رابح لأي حرب، وإنما هناك طرف أقل خسارة من الآخر. فموضوع اتهام الكويت سرقة النفط العراقي بحفر آبار مائلة تحت الحدود إلى الحقول العراقية في منطقة غير محددة الحدود كان أمراً تافهاً، وكذلك موضوع اتهام الكويت بإغراق الأسواق النفطية لخفض الأسعار، الذي اعتبر حرباً لما يسببه من انخفاض في عوائد العراق من مبيعاته».

وفي نقطة مثيرة، يقول الكاتب: «قام العديد ممن يسمون خبراء بحساب كميات النفط، التي تنتجها الكويت من الحقول العراقية خلسة، بل إنهم كانوا يحسبون قيمتها شهرياً باعتماد 18 دولاراً للبرميل، وهو مستوى نفط الإشارة، الذي اعتمدته «أوبك» هدفاً، في الوقت الذي كان فيه النفط العراقي يباع بسبعة دولارات للبرميل فقط. ولتاريخه لم يثبت أن الكويت كانت تنتج نفطاً عراقياً خلال تلك الفترة. أما موضوع قيام الكويت بإغراق السوق لخفض الأسعار للنيل من العراق، فهو أمر لم يذكره أو يعترض عليه أي من الدول المنتجة، خليجية أو غيرها، وكلهم متضررون من انخفاض صادراتهم وتدني أسعارها. وعليه استمر التصعيد بلا هوادة، وتبرع كثيرون مع الأسف الشديد لتشجيع العراق في نهجه، كل حسب أجندته، وكذلك مساعدة الكويت باتهام العراق بنكران الجميل، والعراق بمشاكله الكثيرة التي أراد إبعادها عن الواجهة، والاستفادة من زخم نشوة النصر، واتخاذ موقف منقذ الجبهة الشرقية وحامي الكويت ودول الخليج من التوسع الإيراني».

وفيما يتعلق بالسياسة التسويقية، يذكر د. سلمان أن «المبدأ الأساسي الذي اعتمد سياسةً للتسويق هو تصدير أكبر كمية ممكنة وبأعلى مردود ممكن، مع المحافظة على أكبر عدد من المشترين، واستهداف تغطية أكبر عدد من الدول المستهلكة، وإعطاء الأولوية إلى الشركات الوطنية في الدول ذات السياسة المساندة للعراق والقضايا العربية». ويضيف أن «أهم أسباب نجاح السياسة التسويقية كان الالتزام الكامل والمطلق بنصوص العقود المبرمة، بغض النظر عن التطورات قصيرة الأمد في الأسواق العالمية. فعندما كانت الأسعار تحدد من قبل (أوبك) كانت العقود كافة تبرم بالأسعار الرسمية المقررة، وتنفذ كذلك بالرغم من ارتفاع الأسعار في الأسواق الفورية، كما حدث مطلع السبعينات، حتى في وقت كان فيها السعر الفوري ضعف السعر الرسمي، نفذ العراق عقوده بالكامل بالأسعار المتعاقد عليها وللمدة المتعاقد عليها»

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسيرة خبير نفطي عراقي مسيرة خبير نفطي عراقي



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
 العرب اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab