البوهيمية السياسية أم الدولة العاقلة

البوهيمية السياسية... أم الدولة العاقلة؟!

البوهيمية السياسية... أم الدولة العاقلة؟!

 العرب اليوم -

البوهيمية السياسية أم الدولة العاقلة

بقلم - يوسف الديني

مع كل موجة استهداف للمملكة العربية السعودية في الصحافة الأميركية، التي باتت العدو الأول للمؤسسات الأميركية، والشخصيات السياسية بسبب هيمنة تيار «ثقافة الاستيقاظ» (Woke Culture)، الذي يمثل مزيجاً عبثياً مما يمكن وصفه بالبوهيمية السياسية الجديدة التي نقلت أفكار اليسار من أروقة الصحافة وبعض الجامعات إلى محاولة خلقه كخطاب ضد السلطة والسائد في المجتمع الأميركي من خلال التناول المؤدلج لقضايا الأقليات والهويات الفرعية، وتضخم الفردانية، على حساب القيم والمفاهيم الأساسية الناظمة لعلاقة السلطة بالمجتمع.
انتقال هذا التيار من الصفحات الداخلية للمقالات والتحقيقات لصحف بات يملكها أثرياء يبحثون عن شرعية «السلطة الرابعة» إلى منصات التأثير في «السوشيال ميديا»، ومحاولة امتلاك تدفق «المحتوى»، والتأثير على الرأي العام عبر الخوارزميات الموجهة، ينذر بفوضى كبيرة لا يمكن السيطرة عليها، ومنها هنا نفهم موجات الاستهداف لشخصيات أميركية، ولاحقاً تيارات سياسية، وصولاً إلى دول بعينها، إلا أن مسلسل استهداف المملكة السابق لهيمنة هذا التيار وصعوده يعود أيضاً لأسباب إضافية، وهي «المحتوى التضليلي» الشعبوي الرائج عن حلفاء أميركا الأكثر تأثيراً على حياتها العامة، لا سيما فيما يتعلق بأسعار الطاقة والشركات والعلاقة المتينة مع مؤسسات الدولة الكبرى، خصوصاً الأمنية منها، التي يشعر «البوهيميون الجدد» بالحنق من استقرارها وتجذرها وعودتها دائماً إلى مسار العقلانية في أحلك الأزمات، وربما كان بيان الخارجية الأميركية التوضيحي قبل أيام ومقالات مختلفة من شخصيات مؤثرة في الإعلام، وبعضها كان على خلاف مع السعودية ونقد لها، كفريد زكريا الذي يدعو اليوم إلى الفصل بين اتجاهين أساسيين يحددان العلاقات الأميركية الدولية: خيار الآيديولوجيا أو الاستراتيجية، وحسب عبارته «إذا أرادت أميركا أن تنتصر في الصراع اليوم مع روسيا فعليها أن تفكر طويلاً في المسار الاستراتيجي لا الآيديولوجي».
الأهم بالنسبة للخليج ومحور الاعتدال بقيادة السعودية، هو أن يفكر الساسة طويلاً في مسألة هذا الانفصال بين خطاب الاستراتيجية الذي يقتضي بالضرورة احترام السيادة والشرعية، وبين خطاب الآيديولوجيا الذي يكتسح الإعلام الموجه المدفوع بالرغبة في الإثارة، والذي تحولت فيه أي مادة عن السعودية، ولو غير سياسية، ولو تعارضت مع شعارات حرية الأفراد الذي يكفلها القانون، إلى مادة محببة للمنصات الإعلامية التي باتت تفكر بشكل رغبوي وانتهازي يدعو للقرف في كثير من مخرجاته وأكاذيبه، والأمثلة كثيرة يتنزه عنها من يحترم مهنة الصحافة والقلم.

أطروحات العقلاء من الكتاب السياسيين في الولايات المتحدة هي صيحة نذير ضد ارتباك الإدارة في واشنطن تجاه فوضى المحتوى وحملات الاستهداف، وهو الذي يجب أن يقلق المعنيين في الولايات المتحدة، خصوصاً مراكز البحث والتخطيط الاستراتيجي أكثر من غيرهم.
في السعودية هذه الحملات لا تزيد هذه الموجة إلا ثباتاً وانكشافاً وعلى كل المستويات، وباتت تزيد من مناعة السعوديين ضد المحتوى التضليلي والاستهداف، لا سيما مع التصريحات العاقلة والمسؤولة التي لا تكترث بالرد قدر أنها تعمق مفهوم الدولة العاقلة، وكان من آخرها التصريح بأن كل التحولات الكبرى في السعودية التي بدأت مع رؤية 2030 إنما هي لصالح الداخل ونابعة منها، فالسعودية الجديدة اليوم ترفع شعار «التمحور حول المواطن»، وتعتبر الاستثمار في أبناء الوطن رأس مالها الحقيقي.
بيت الحكم السعودي لديه تاريخ عريق وثوابت راسخة من التقاليد السياسية التي بدأت مع المغفور له الملك عبد العزيز، الذي أكد في لقاء بروزفلت التاريخي على السيادة، وبشكل واضح «نحن لم نقع تحت احتلال أو انتداب، ولأننا مستقلون فصداقتنا حقيقية، لأن الصداقة تقوم على الاحترام المتبادل».
السيادة والشرعية ونموذج الدولة العاقلة في الأزمات والملفات الخارجية صبغت التجربة السعودية منذ انطلاقها، لا سيما التعامل مع الأزمات والمنعطفات الخطرة في تاريخ دولة تحولت إلى نموذج في تقديم فضيلة الاستقرار، وهي اليوم تقدم برؤيتها الطموحة نموذج الدولة الناجحة في التحولات التي تسابق الزمن وتطال عنان السماء.
ذات مرة قال جون كيندي، «السياسة الداخلية قد تخذلنا ليس إلا، أما السياسة الخارجية فبإمكانها قتلنا».  
arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

البوهيمية السياسية أم الدولة العاقلة البوهيمية السياسية أم الدولة العاقلة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 00:21 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة
 العرب اليوم - مشروب طبيعي يقوي المناعة ويحمي من أمراض قاتلة

GMT 14:11 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"
 العرب اليوم - محمد سعد يشيد بتعاونه مع باسم سمرة ونجوم فيلم "الدشاش"

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab