الاشتباك الاستراتيجي شرق أوسط يسع الجميع

الاشتباك الاستراتيجي: شرق أوسط يسع الجميع

الاشتباك الاستراتيجي: شرق أوسط يسع الجميع

 العرب اليوم -

الاشتباك الاستراتيجي شرق أوسط يسع الجميع

بقلم: يوسف الديني

بين نظرية القطب الواحد والولايات المتحدة، كما يطرح في الأدبيات الكلاسيكية، والصعود الصيني الذي عكسه الحضور الكبير الأخير في الرياض، أريق حبر كثير على مستوى الصحافة الغربية يعبر عن مخاوف السياسيين الغربيين، وبدرجة عكسية فهم مراكز الأبحاث والدراسات للتحولات الجديدة في المنطقة، بالأخص الأوزان السياسية لدول المنطقة، في مقدمتها السعودية وتحديات المرحلة المقبلة، وكان من أبرز توابع ذلك إعادة طرح مسألة الاشتباك الاستراتيجي بين الصين والولايات المتحدة في المنطقة، وهو ما يتجاهل مسألتين؛ السيادة لدول المنطقة، إضافة إلى تعدد اللاعبين والمصالح والانتقال من التحالف إلى الشراكات غير المشروطة، خصوصاً بملفات أصبحت محمولة برافعات آيديولوجية كملف الحقوق والشعارات المتصلة به، والهويات الفرعية والثقافات، وصولاً إلى تسييس ملف الطاقة.
دار لغط كثير على خلفية عدم القبول بتحولات الأوزان الثقافية اليوم والاعتراف بالصعود السعودي على أكثر من مستوى، وكان من جملتها مسألة الوساطة بين روسيا والولايات المتحدة بشأن إطلاق سراح لاعبة كرة السلة الأميركية بريتني غرينر، والقنوات الدبلوماسية التي نجحت السعودية في إطلاقها ضمن توجيه مباشر من ولي العهد كجزء من صعود السياسة الخارجية، وهو ما تم الاعتراف به من قبل مراكز أبحاث أميركية، منها تقرير لبينت نيوهوف المستشار في «معهد واشنطن»، الذي أكد أن «ولي العهد السعودي أحد قادة العالم القلائل الذين لديهم الرغبة وإمكانية الوصول اللازمتين لخلق مساحة من عمل الدبلوماسية، وتأثيرها على الحرب في أوكرانيا».
وإذا أضفنا إلى ذلك إعادة موضعة السعودية «Repositioning» كلاعب أساسي في الشرق الأوسط قادر على توسيع نطاق الشراكات الاقتصادية والتأثير على مستقبل المنطقة، يمكننا فهم إعادة طرح مسألة الشرق الأوسط مجدداً كمنطقة اهتمام للقوى الكبرى، على رأسها الولايات المتحدة، وهو ما جاء على لسان الرئيس بايدن، الذي صرح بأن أميركا «لن تنسحب من الشرق الأوسط، ولن تترك فراغاً تملؤه الصين أو روسيا أو إيران».
وبعيداً عن تصريحات الإدارة الأميركية، فإن ما توده دول المنطقة عطفاً على قراءة السياقات لإيقاع سياساتها الخارجية، يؤكد أنها لا تريد أن تكون رهينة حالة الاشتباك السياسي هذه، قدر أنها تؤمن بأنها قادرة على خلق شراكات استراتيجية مبنية على صناعة مستقبل أفضل وعلى حفظ أمنها وسيادتها، وبلغة أخرى مصلحة الشرق الأوسط تتمثل في توازن استراتيجي، وليس محاولات للرد على النفوذ الصيني، حسب التوصيف الغربي، أو الشراكات الجديدة، حسب رؤية دول المنطقة، خصوصاً مع حالة التخلي على مستوى التعامل الجدي مع الخطر الإيراني ومشروع طهران تجاه دول المنطقة بعيداً عن شعارات التهدئة المرسلة بين حين وآخر، فالدرس الذي تعلمته دول الخليج، والسعودية على وجه الخصوص، حول حالة «التخلي» الأميركي، التي بدأت حتى قبل وصول إدارة بايدن، عزز لديها مسألة أولوية أمنها بعد أن مرت حادثة تفجير منشآت النفط من دون موقف حازم، أو ما يعرف بالخط الأحمر الاستراتيجي في أدبيات التصريحات فيما يخص إمدادات الطاقة.
حسب مراقبين أميركيين، هناك فرصة سانحة للإدارة الأميركية خلال السنتين المقبلتين لبلورة استراتيجية خاصة بمنطقة الشرق الأوسط من شأنها إقناع شركائها الإقليميين بأن الولايات المتحدة قادرة على تلبية احتياجاتهم، خصوصاً في الشق الأمني والالتزام ضد التهديدات الخارجية، لا سيما أنه يترشح فشل الدبلوماسية الحثيثة وسياسة الأيادي الممدودة التي جربتها الدول الغربية بدوافع براغماتية في منع نظام طهران من حيازة سلاح نووي.
المنطقة تحتاج إلى ثقة مبنية على موقف جديد تفصيلي وواضح، حسب الخبراء الأميركيين قبل غيرهم بعيداً عما وصفوه بالمراوغة، والوعود الفضفاضة جداً، أو حتى التي توحي بأنها متضاربة يصعب معها معرفة شكل السياسات الأميركية.
الأكيد أنه بدون هذا الوضوح، فإن قائمة الدول التي تتجه إلى شق مسارها الخاص بمعزل عن واشنطن تتسع، وربما يصح القول أيضاً هنا إن إسرائيل التي تهم واشنطن على رأس تلك الدول في الاهتمام بمسارها الخاص في ظل التهديدات الإيرانية التي تزداد مع تأكد حالة الفشل في الوصول إلى مفاوضات بشأن طموحاتها النووية عطفاً على سلوكها في المنطقة.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاشتباك الاستراتيجي شرق أوسط يسع الجميع الاشتباك الاستراتيجي شرق أوسط يسع الجميع



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab