بقلم - مشعل السديري
هناك أسطورة زائفة تقول؛ إن للقط 7 أرواح، وأنا لست ممن يؤمنون بالأساطير، ولولا ذلك لأسبغت هذا الوصف على (بايسون كولا) من مالاوي الذي حُكم عليه بالإعدام بسبب جريمة قتل عام 1991. لكنه نجا من تنفيذ العقوبة 3 مرات...في المرة الأولى خلال عملية تطبيق حكم الإعدام عليه، مرض الشرطي المنفذ، فتم تأجيل عقوبته لعام 1992. وفي المرة الثانية قام الشرطي المنفذ بإعدام 71 شخصاً، وعندما حان دور بايسون شعر بالتعب، وأجل لعام 1993. في المرة الثالثة، رغم إدراج اسم بايسون في أعلى طابور الإعدام، تغيب الشرطي المنفذ بداعي المرض، فتم تأجيل تنفيذ الإعدام فيه لعام 1994. أما في عام 1994 وقبل يومين فقط من موعد تنفيذ عقوبة الإعدام به، ألغت دولة مالاوي عقوبة الإعدام واستبدلت بها المؤبد.
وظل بايسون في السجن والتحق بالتعليم من داخله، وحصل على الشهادة الابتدائية والإعدادية والثانوية، وبعد 23 سنة من الحبس، تم إثبات براءة بايسون عام 2014 بعد اعتراف القاتل الحقيقي بالجريمة، وأفرج عنه وتحول من مزارع بسيط إلى نجم مشهور يجوب العالم سفيراً للأمم المتحدة للنوايا الحسنة، وهو يعيش اليوم في قريته يعول أمه، وهي الوحيدة التي كانت تؤمن ببراءته.
ويقول؛ كنت أعلم أن الله عادل ولن يخذلني حتى لو ظلمني الناس.
***
بدون شك، أقوى امرأة في العالم هي المستشارة الألمانية (ميركل) التي تُصدّر بلادها ما قيمته 1550 مليار دولار سنوياً من مصنع سيارات واحد، ورغم ذلك هي لا تتلقى أي خدمات مجانية من الدولة؛ لا سكن ولا كهرباء ولا غاز ولا ماء ولا حتى هاتف مجاناً من الميزانية، ولهذه المرأة نفس الحقوق والواجبات كأي مواطن ألماني بسيط، وهي تتسوق بنفسها، وتقود سيارتها، وتدفع ضرائبها، وإذا ارتكبت مخالفة تدفعها من جيبها.
وقد شاهدها مصور صحافي، وهي عائدة من التسوق مع زوجها، فقال لها، يريد أن يحرجها؛ أذكر أني التقطت لكِ صورة بنفس هذا الفستان قبل 10 سنوات؟! فردّت عليه سريعاً، وهي تبتسم؛ أنا مهمتي خدمة الشعب الألماني، ولست عارضة أزياء يا سيد. ومضت في طريقها، كأن شيئاً لم يكن - ويا جبل ما يهزك ريح.
***
أيها الرجل، خذها نصيحة مني؛ لا تتورط في مجادلة امرأة، فإنك إن انتصرت عليها أبغضتك، وإن انتصرت هي عليك احتقرتك.
خليّك زيّي (سكتم بكتم)، لهذا أنا محبوب ومحترم (وجايب العيد)!