هل يعيد التاريخ نفسه

هل يعيد التاريخ نفسه؟

هل يعيد التاريخ نفسه؟

 العرب اليوم -

هل يعيد التاريخ نفسه

بقلم - مشعل السديري

التاريخ (العربي الإسلامي) ممتلئ بالعجائب والغرائب، فيه ما يسر وفيه ما يضر، وسوف أطرح أمامكم أحد الأمثلة، ربما يلقي بعض الضوء على فترة من الفترات، وقد يكون فيها شيء من العبر – ولا أقول (العبرات).
ما روي عن أحمد بن أبي داؤود القاضي أنه قال: جيء بـ(تميم بن جميل) إلى (المعتصم) أسيراً، وكان قد خرج عليه فما رأيت رجلاً عرض عليه الموت فلم يكترث به، ثم دعا بالسيف والنِّطع، فلما مثل بين يديه نظر إليه المعتصم، فأعجبه حسنه وقده ومشيه إلى الموت غير مكترث، فأطال يفكر فيه ثم كلّمه لينظر أين عقله ولسانه من جماله، فقال: يا تميم إن كان لك عذر فائتِ به.
فقال تميم: أما إذ أذن أمير المؤمنين في الكلام فإني أقول: الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه. يا أمير المؤمنين جبر الله بك صدع الدين ولمَّ بك شعث المسلمين، وأخمد بك نار الباطل وأنار بك سبل الحق، إن الذنوب تُخرس الألسنة وتصدع القلوب، وانقطعت الحجة وساء الظن إلا فيك، وهو أشبه بك، وأَلْيق... ثم أنشد يقول:

 

 

أرى الموت بين السيف والنطع كامناً يلاحظني من حيث ما أتلّفت
وأكثر ظني أنك اليوم قاتلي وأي امرئ بما قضى الله يفلت
ومن ذا الذي يدلي بعذر وحجة وسيف المنايا بين عينيه مصلت
يعزّ على الأوس بن تغلب موقف يسيل عليه السيف فيه ويسكت
وما جزعي من أن أموت وأنني لأعلم أن الموت شيء مؤقت
ولكنّ خلفي صبية قد تركتها وأكبادهم من حسرة تتفتت
كأني أراهم حين أُنعى إليهم وقد لطموا حُمر الوجوه وصوّتوا
فإن عشت عاشوا في سرور ونعمة أذود الردى عنهم، وإنْ متُّ مُوَّتوا

   

 

 

وقيل: فبكى المعتصم، ثم قال: إن من البيان لسحراً، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام. يا تميم كاد والله أن يسبق السيف العذل، قد غفرت لك الهفوة ووهبتك للصبية، ثم عقد له ولاية على عمله، وأعطاه خمسين ألف دينار – انتهى.
فليس هناك أروع وأفضل من (العفو عند المقدرة)، وهذا هو ما فعله رسول الله عندما دخل مكة منتصراً، وقال لمن عادوه وحاربوه: اذهبوا فأنتم الطلقاء.
وتحضرني حادثة: أنه عندما أتى المنصور برجل ليعاقبه على شيء بَلَغَه عنه، فقال له: يا أمير المؤمنين، الانتقام عدل، والتجاوز فضل، ونحن نعيذ أمير المؤمنين بالله أن يرضى لنفسه بأوكس النصيبين دون أن يبلغ أرفع الدرجتين. فتعوذ المنصور من الشيطان وعفا عنه.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يعيد التاريخ نفسه هل يعيد التاريخ نفسه



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أشرف حكيمي يمدد عقده مع باريس سان جيرمان حتي عام 2029

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:37 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ثوران بركاني جديد في أيسلندا يهدد منتجع بلو لاجون الشهير

GMT 22:00 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 11:06 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مستشفى كمال عدوان بدون أكسجين أو ماء إثر قصف إسرائيلي مدمر

GMT 10:21 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل اعتقلت 770 طفلاً فلسطينيًا في الضفة منذ 7 أكتوبر

GMT 12:02 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

قصف إسرائيلي يقتل 8 فلسطينيين في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab