بقلم : طارق الشناوي
شاهدت إحدى الفنانات من زمن جيل السبعينيات، وهى تحاول أن تبرر للجميع سر تعثر مسيرتها، ولماذا لم تعانق النجومية، مثل الأخريات، برغم أنها كانت فى بداية المشوار واعدة بمكانة أفضل على الخريطة السينمائية؟.
الرسالة التى تسعى لتصديرها، أن الإجابة تكمن فى رفضها القبلات، وحكت تحديدا أنها اعتذرت عن أحد الأفلام بسبب قبلة لعادل إمام، وهكذا ضاعت عليها الفرصة، ولكننا لم نعرف هل عرض عليها بطولات أخرى مع محمود عبد العزيز وأحمد زكى ونور الشريف وفاروق الفيشاوى وغيرهم، وكانوا هم نجوم تلك المرحلة، وفى كل مرة هل وقفت القبلة حائلًا عن استكمال المسيرة؟!.
سوف أمد الخيط حتى آخره، هل تنجح الفنانة بسبب موافقتها على أداء المشاهد الجريئة، آثار الحكيم كانت دائمة الاعتراض على مثل هذه المشاهد، ولها واقعة شهيرة مع عادل إمام فى فيلم (النمر والأنثى)، عندما احتجت على نشر صورة فوتوغرافية، تبدو فيها وكأنها تقبل عادل إمام، ورغم تحفظات آثار المتعددة، وجزء كبير منها يخاصم المنطق، إلا أن هذا لم يمنع آثار من أن تترك رصيدًا معتبرًا فى السينما والتليفزيون.
الفنان لا ينجح لأنه يقدم مشاهد جريئة، ويفشل لو اعترض، استعانت المخرجة إيناس الدغيدى لأول مرة بهند صبرى فى فيلمها (مذكرات مراهقة) واستدعتها من تونس، بعد أن اعتذرت كل من حنان ترك وزينة ونجلاء بدر، عن أداء مشاهد يطلق عليها ساخنة، صارت هند حاليا تتقدم الصف، بينما اعتزلت حنان ترك ولم تستطع زينة أو نجلاء استكمال طريق النجومية، هند نجحت لأنها اتكأت على موهبتها.
هل سعاد حسنى صارت سعاد حسنى لأنها كانت جريئة فى التعامل مع السينما، أم لأن الله منحها موهبة استثنائية؟.
رفض القبلات أراها حجة البليد، عندما لا يجد سببًا يلقى عليه مشاكله ليصبح هو سر تعثره، صارت تلك القبلة هى واحدة من الأسئلة الدائمة والشائكة فى برامج (التوك شو)، هل توافق أو توافقين على القبلة؟
الجيل الجديد من نجوم الشاشة يتحفظون تماما، رغم أن آباءهم لم يتحفظوا أبدًا، كريم محمود عبد العزيز مثلا فى آخر أفلامه (الهنا إللى أنا فيه) مفروض أنه متزوج من اثنتين دينا الشربينى وياسمين رئيس، وينتظر ليلة الدخلة على دينا، وهى أيضا تنتظر، أقصى ما يمكن السماح به قبلة بريئة على الخد، ورغم ذلك انتهى الفيلم بأن دينا أصبحت حاملًا من كريم.
محمد إمام وأحمد الفيشاوى كل منهما يرفع شعار السينما النظيفة، قبل أن ترفعه النجمات، أحمد عز وكريم عبد العزيز يبتعدان تماما عن تلك المشاهد، النجمات يخشين غضب المجتمع ولهذا ترفضن، منة شلبى ومنى ذكى تتعاملن مع الأمر بمنطق فنى، ولا تضعان تحفظات المجتمع فى المعادلة، عدد من النجوم مثل حسن يوسف، كان يضطر يعد سنوات الشقاوة السينمائية عندما يسأل عن القبلة، أن يعلن بأنه كان يسارع بالمضمضة بعد كل قبلة، وعندما سئل فى حوار عن ابنه عمر حسن يوسف، قال مازحًا: (مفيش مانع من أنه يأخذ شوية قبلات، أبوه أخذ كثير).
السؤال هل القبلة حقيقية أم مجرد تمثيل؟ يلقى أيضا إجابات مختلفة، ومن تقول إنها خالية من المشاعر، لأنها أمام عشرات من العمال فى الاستوديو، فلا يمكن أن يسفر هذا الأمر عن أى قدر من الاندماج، ومن تتحفظ عن الإجابة القاطعة حتى لا تتناقض مع الحقيقة، محيى إسماعيل قال إنه رفض فى البداية تقبيل سعاد حسنى فى فيلم (بئر الحرمان)، لكنه بعد ذلك فعلها، وكانت على حد قوله (قبلة جميلة).
وتبقى أغرب إجابة عن القبلة هى تلك التى ذكرها عادل إمام (أمير القبلات) السينمائية، أن السر وراء رفضه أن ابنته تمارس الفن، أنه يرفض أن يقبل أحد ابنته، وهكذا أعادتنا إجابة (الزعيم) للمربع رقم واحد !.