حكايات زائفة تملأ «النت»

حكايات زائفة تملأ «النت»

حكايات زائفة تملأ «النت»

 العرب اليوم -

حكايات زائفة تملأ «النت»

بقلم: طارق الشناوي

أصبح لدينا عدد ضخم جداً من المتخصصين في الترويج للأكاذيب، التي نتابعها بنهم عبر «اليوتيوب»، الغريب أن تلك الحكايات الزائفة، تصبح من فرط تداولها هي الحقيقة، التي لا تحتمل حتى مجرد المراجعة.

آخر ما قرأت أن فريد الأطرش بعد رحيل شقيقته أسمهان كلف صديقه الشاعر عبد العزيز سلام بأن يكتبَ أغنية رثاء، فكتب تلك الكلمات التي تقطر شجناً «يا واحشني رد عليَّ... إزيك سلامات».

عندما همَّ فريد بتسجيلها غلبته دموعه، فقرر على الفور إسنادها إلى محرم فؤاد.

ولم يتنبه أحد إلى أن أسمهان لاقت حتفها غرقاً، وهي في طريقها إلى شاطئ «رأس البر» عام 1944، والأغنية سجلها محرم فؤاد عام 1959، فريد الأطرش ظل حزيناً على رحيل أسمهان حتى وفاته 1974، وكانت وصيته لشقيقه الكبير فؤاد الأطرش أن يواري جسده التراب بجوارها، وبرغم أن الكثير من الوقائع، تؤكد أنها جريمة مدبرة لأحد أجهزة المخابرات البريطانية أو الألمانية، فإن فريد، لم يتقدم أبداً طوال حياته بطلب للتحقيق، من الواضح أن هناك من نصحه بعدم فتح هذا الملف أبداً.

حكاية أغنية «يا واحشني رد عليه» شيقة جداً، كما رواها لي مؤلفها الراحل عبد العزيز سلام، وهو يحتل المرتبة الأولى بين كل شعراء الأغنية الذين تغنى فريد الأطرش بكلماتهم، يأتي في المركز الثاني في العدد الشاعر مأمون الشناوي.

حكاية الأغنية بدأت كفكرة تجمع لأول مرة بين صوت عبد الحليم وموسيقى فريد الأطرش، بناء على رغبة عبد الحليم، الذي تحمس كعادته في البداية، واستمع للحن أكثر من مرة، وكان سعيداً أن أمنيته ستتحقق، وسوف يغني من ألحان فريد، ووجدها الاثنان فرصة ليعلنا للجميع أن ما بينهما هو الحب والتقدير والإعجاب.

وأن ما تروجه الصحافة، هي افتراءات لا أساس لها من الصحة، كلما اقترب موعد التنفيذ ابتعد عبد الحليم، وصار الوصول إليه مستحيلاً، ووصلت الرسالة إلى فريد، فقرر أن يرد على الصفعة بأقسى منها، كان وقتها محرم قد لعب بطولة فيلم «حسن ونعيمة» أمام سعاد حسني، وحقق نجاحاً جماهيريا بأغنيتي «رمش عينية» و«الحلوة داير شباكها» بتلحين محمد الموجي. وبدأت معركة أخرى على صفحات الجرائد تؤكد أن محرم يشكل خطراً على عبد الحليم، خاصة وأن محمد الموجي بسبب خلاف عابر مع عبد الحليم، توقف عن التلحين لرفيق عمره، وهكذا وجد فريد أن الفرصة صارت مهيأة تماماً للرد العملي، وأسند الأغنية إلى محرم فؤاد، ولم يكتف بهذا القدر، الأغنية رددها محرم بعد ذلك داخل أحداث فيلمه الثاني «سلاسل من حرير».

ظلت مع الزمن هناك مشروعات متعددة لا تكتمل أبداً بين فريد وعبد الحليم، وغالباً ما يبدأ حليم مناوشة فريد قائلاً: «نريد أن نلتقي»، وكالعادة يتحمس فريد وبراءة الأطفال في عينيه، وكالعادة أيضاً يهرب عبد الحليم في اللحظات الأخيرة.

سؤال كثيراً ما راودني عن سر تراجع عبد الحليم؟ الإجابة التي كان فريد الأطرش مقتنعاً بها أن الموسيقار محمد عبد الوهاب، لم يكن متحمساً للمشروع اقتصادياً، فهو شريك عبد الحليم في شركة الإنتاج «صوت الفن»، فريد كانت لديه قناعة أخرى، تؤكد أن عبد الوهاب أيضاً كان يوعز لأم كلثوم بعدم الغناء من ألحانه.

قائلاً إنها الغيرة الفنية، إلا أن هناك سبباً آخر أراه منطقياً، ألحان فريد التي يقدمها للمطربين تلمح في أدائها روح ونبرة أداء فريد، العديد من الألحان التي غناها له مطربون رجال، لم تحقق نجاحاً جماهيرياً لهذا السبب، غنى من ألحانه محمد رشدي وفهد بلان وكمال حسني وعبد اللطيف التلباني وغيرهم، وكثيراً ما تشعر أن اللحن مصنوع ليتألق أساساً بصوت فريد، حتى «يا واحشني رد عليَّ»، يوجد تسجيل نادر على العود بصوت فريد ستكتشف أن أفضل من غناها هو فريد.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حكايات زائفة تملأ «النت» حكايات زائفة تملأ «النت»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab