نجح الفنان وفشل الجمهور

نجح الفنان وفشل الجمهور

نجح الفنان وفشل الجمهور

 العرب اليوم -

نجح الفنان وفشل الجمهور

بقلم - طارق الشناوي

كُثر من الفنانين عندما ألتقى الواحد منهم وأسأله: لماذا وافقت على هذا العمل الذى لا يليق بك ولا بتاريخك؟، تأتى الإجابة غالبًا أنه سعيد جدًا بالتجربة، ويضيف: «مع الزمن سوف تكتشفون، كيف كنت ثاقب الرؤية، وكأننى (زرقاء اليمامة) أرى عن بعد آلاف الكيلومترات»، وربما بعد مضىّ أشهر قلائل على هذا الرأى، يعلن أنه اكتشف أن (زرقاء اليمامة) أصيبت بمياه بيضاء، فى عينيها أفقدتها الرؤية!.

يومًا سألوا أنتونى كوين: ما هى أحلى أفلامك؟، أجابهم: أردؤها، وعندما قرأ الدهشة على الوجوه، أضاف: لأننى أتعلم منها. قال لى محمود حميدة إنه فى بداية المشوار شارك فى العديد من الأفلام المتواضعة والتى كان يطلق عليها من فرط تهافتها وتفاهتها (سينما المقاولات)، فلقد اعتبرها حقل تجارب لفن التمثيل.

الصراحة هى المفتاح السحرى الذى أضعناه، نبدأ بإنكار الخطأ، وهكذا يأتى خط الدفاع الأول لمواجهة المشكلة، مستبعدًا أساسًا وجود مشكلة.

أتذكر قبل نحو 22 عامًا عندما قدم المخرج شريف عرفة فيلمه الثالث من الراحل علاء ولى الدين (ابن عز)، كان قد سبقه بفيلمين رائعين الأول (عبود ع الحدود) والثانى (الناظر)، والذى تحديدًا أضعه بين قائمة الأفضل فى تاريخنا السينمائى الكوميدى.

كان الترقب للـفيلم الثالث (ابن عز) كبيرًا، إلا أن الشريط خيب الآمال، كنا ندرك تفاقم الصراعات المتعلقة بإنتاج وتوزيع الفيلم، وكانت الحجة جاهزة، الفيلم يُضرب من خارجه وكلنا شهود، إلا أن شريف عرفة حسم الأمر مبكرًا، عندما أعلن أنه يتحمل بمفرده مسؤوليته كمخرج عن الهزيمة.

أتذكر فى مطلع الثمانينيات وداخل مهرجان الإسكندرية السينمائى، كان موعدنا مع ندوة فيلم (العربجى)، تأليف وحيد حامد وإخراج أحمد فؤاد، الفيلم بعيد تمامًا عما ألفناه مع وحيد، قرأ وحيد فى العيون الغضب والاستهجان، وقبل أن يبدأ المؤتمر، أدار دفة الحوار إلى الوجه الآخر للحكاية، ونظر إلى المائدة التى نجلس عليها متفحصًا الوجوه، يبحث عن مسؤول المهرجان الذى اختار الفيلم للعرض الرسمى، قال وحيد: «المشكلة ليست فى أن يقدم الفنان، أيًا كان اسمه وتاريخه، فيلمًا رديئًا، وهذا وارد جدًا، الخطأ هو كيف تسلل هذا الفيلم للمهرجان، حاسبوا المسؤول الذى اختاره». ولم يلق أبدًا باللائمة على أحد غيره، تساءل: «كيف يمثل السينما المصرية، بالمهرجان فيلم بهذا المستوى؟».

أتذكر المخرج الكبير يوسف شاهين الذى كان يدخل فى معارك متعددة من أجل الدفاع عن فيلمه، موجهًا ضرباته للجميع، متجاوزا كل الأعراف والتقاليد، إلا أنه بعد أن ينتهى زمن المعركة بانتهاء عرض الفيلم، من الممكن ساعتها أن يعود مجددًا إلى هدوئه مكتشفًا أخطاءه، ويوجه أيضا رسالة للجمهور.

حدث ذلك بالضبط، مع كاتب هذه السطور، عندما عرض فيلمه (سكوت ح نصور)، قبل 23 عامًا كتبت مقالًا نقديًا عنوانه (سكوت ح نهرج)، قلت إن يوسف شاهين يلعب سينما، إلا أنه لم يتقبل هذا التعبير المهذب، وهاجمنى بضراوة وبألفاظ يعاقب عليها القانون، وفى كل الفضائيات العربية. وبعدها بنحو عام كنت أقدم برنامجا اسمه (عمالقة الفن السابع) عبر قناة (أوربت) وسألته فى نهاية اللقاء، ما هى الأفلام التى تسقطها من تاريخك الذى يربو على أكثر من 40 فيلمًا؟،

أجابنى: فيلمان فقط (نساء ورجال) و(سكوت ح نصور)!.

الفشل لو استوعبناه من الممكن أن يصبح بداية طريق النجاح، إلا أن هناك من يبدد طاقته، معتقدًا أن هناك مؤامرة كونية يتعرض لها، وكلما ازداد فشله زادت قناعته بأن سكان المجموعة الشمسية كلها لا همّ لهم سوى إنكار عبقريته واغتيال إنجازه.

بعضهم يردد نجحت وفشل الجمهور فى الاستيعاب، أفسدوا ذوقه وذاقته، ولكنى لن أتنازل أبدا عن مبادئى لإرضاء هؤلاء.

عدد منهم يخترع حكايات وهمية يلعب فيها دور البطل المغوار، الذى لا يخشى فى قول الحق لومة لائم، تؤكد له أنه مستهدف من قوى شريرة، تخشى أن يفضح عجزها بحضوره، وهكذا يواصل حياته وحيدا وسعيدا فى جزيرة (لا لاند)!!.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجح الفنان وفشل الجمهور نجح الفنان وفشل الجمهور



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ضربات أمريكية لمنشآت بمحافظة عمران اليمنية

GMT 15:00 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الأهلى القطرى يعلن تجديد عقد الألمانى دراكسلر حتى 2028

GMT 14:49 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الاحتلال يقتحم عدة بلدات في القدس المحتلة

GMT 02:00 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

حرائق ضخمة في لوس أنجلوس تجبر الآلاف على إخلاء منازلهم

GMT 14:26 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

"الخارجية الفلسطينية" تدين جريمة الاحتلال فى جنوب شرق طوباس

GMT 17:23 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هيا الشعيبي تسخر من جامعة مصرية والشيخة عفراء آل مكتوم ترد

GMT 10:42 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

رامي صبري يتحدث عن إمكانية تقديمه أغاني خليجية

GMT 23:27 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

زوجة رامي صبري تبدي رأيها في أغنية فعلاً مبيتنسيش
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab