كريم عبدالعزيز وكريم محمود عبدالعزيز خذلهما السيناريو

كريم عبدالعزيز وكريم محمود عبدالعزيز خذلهما السيناريو!

كريم عبدالعزيز وكريم محمود عبدالعزيز خذلهما السيناريو!

 العرب اليوم -

كريم عبدالعزيز وكريم محمود عبدالعزيز خذلهما السيناريو

بقلم - طارق الشناوي

النجومية منحة إلهية، لا يمكن إخضاعها لمقياس علمى صارم، ستكتشف، ببعض التأمل، أن ما هو فى الأعماق أكثر بكثير مما يبدو على السطح، إلا أن استمرار وهج النجم لأكبر فترة زمنية يخضع قطعا لقدرة الفنان على إدارة موهبته، الذكاء هو الوقود اللازم لاستمرار الوهج.

كريم عبدالعزيز تجسيد نموذجى لهذا المعنى، رحب العام الماضى بأن يشاركه أحمد عز بطولة (كيرة والجن)، وهذه المرة شاركه البطولة فى (بيت الروبى) أيضا نجم صاعد بقوة كريم محمود عبدالعزيز.

قطعا فى المرتين لو لم يكن كريم عبدالعزيز مرحبا، ما كان من الممكن التنفيذ، وبقدر ما كان رهانه صائبا على سيناريو (كيرة) بقدر ما خذله (الروبى).

هناك قدر لا ينكر من الذكاء فى الطرح المبكر للفيلم ليسبق باقى أفلام العيد، التى بدأ عرضها قبل ساعات لتنقض بشراهة على (العيدية)، الفيلم لا ينطبق عليه توصيف سينما العيد بمعناه المباشر، إنها الأفلام التى تتكئ على الحدث الصاخب أو النكتة الصارخة أو المعركة الدموية، الأفلام الأخرى مثل (تاج) بطولة تامر حسنى ودينا الشربينى، (البعبع) أمير كرارة وياسمين صبرى، (مستر إكس) أحمد فهمى وهنا الزاهد، تستطيع أن تعتبرها سينما العيد (كما يقول الكتالوج).

اسم كريم عبدالعزيز جاذب للجمهور ولو أضفت إليه حالة البهجة التى بات يحققها تواجد كريم محمود عبدالعزيز خاصة بعد فيلمه (من أجل زيكو) ستزداد جرعة الترقب، إلا أن الواقع الذى شاهدناه على الشاشة تضاءل كثيرا عن سقف التوقع، الفكرة صارت أشبه بمعادلة صارمة، كتبها محمد الدباح وريم القماش، السيناريو يبحث عن معادل موضوعى مباشر للتعبير عنه، مثلما تختار مريض المهق (الالبينية)، الذى نطلق عليه فى الثقافة الشعبية (عدو الشمس)، ثم تضعه فى مواجهة عين الشمس، ليزداد الأمر حساسية.

العمق الذى يتبناه الفيلم هو احتياج الإنسان إلى الخصوصية، كحق طبيعى فى الحياة، وجاء اختراع (الموبايل)، ليحطم المسافة بين الخاص والعام، اختار السيناريو كل من كريم محمود عبدالعزيز وزوجته نور يعيشان فى مدينة بعيدة عن صخب القاهرة، وعن عيون الناس، ثم يصبحان بعدها فى بؤرة الضوء، وكأنك تضع الثلج على النار.

المخرج بيتر ميمى واحد من أكثر أبناء جيله موهبة، وأيضا غزارة، دائما لديه مشروع يعيش فيه على شاشتى السينما أو التليفزيون، بيتر قارئ جيد للجمهور، كما أنه يقدم رؤية إخراجية عصرية، لديه مساحة مشتركة ومقننة مع المتلقى، دائما ما يمنح خيال المتفرج حرية الإضافة، كما أنه يجيد رسم الجو العام، وهكذا شاهدنا فى البداية أسرة الروبى، فى مدينة نائية على شاطئ البحر الأحمر، تبتعد نحو 300 كيلومتر عن القاهرة، ساهم مدير التصوير حسين عسر وديكور أحمد فايز فى تأكيد أجواء العزلة، تركيبة العائلة تصنع دائرة محكمة الإغلاق، امرأة ورجل وطفلان، بالمناسبة أعجبتنى الطفلة (الكلبوظة) لوسيندا سليمان، تملك طلة محببة وخفة ظل، حافظ المخرج على تدفقها.

هذا البيت عاش فى سكون وبرودة، أبدعت إضاءة المخرج فى رسمها، عاد كريم محمود عبدالعزيز من أوروبا، بعد أن تورط فى خناقة، فكان لابد من ترحيله، كان يعمل هناك حلاقا، المهنة التى ورثها عن العائلة، ومعه زوجته تارا عماد، الفتاة المهووسة بـ(السوشيال ميديا)، لم يجد كاتبا السيناريو الكثير ليقدماه، سوى مجرد البحث عن عقدة مفتعلة للشخصيات الرئيسية لتفسير العزلة، اتهام كاذب لنور التى تؤدى دور طبيبة أمراض نساء وتوليد، ثم أغنية يرددها كريم عبدالعزيز فى فرح تتحول إلى (تريند)، لنجد أنفسنا داخل إطار درامى هش.

حاول المخرج تقديم الكوميديا من خلال الشخصيات الثانوية، الأشبه بضيوف شرف، مثل شريف الدسوقى وحاتم صلاح ومصطفى أبوسريع، كل منهم يبحث عن (قفشة).

استوقفنى محمد عبدالرحمن سارق الضحك الذى يرشق فى القلب، رغم أن مشاهده كلها من الممكن حذفها، كذلك الممثلة الجديدة سارة عبدالرحمن لديها حضور خاص.

السيناريو نقطة الضعف، وهى قطعا مسؤولية المخرج، بين كل مشهد وآخر يبحث عن موقف صاخب لجذب الجمهور، خناقة فى الشارع أو أغنية فى فرح، الشريط السينمائى، الذى يتناول حق الإنسان فى الخصوصية، يفتقد أساسا فى بناء السيناريو أى ملمح للخصوصية.

(بيت الروبى) لن يتبقى له من (العيدية) إلا (الفكة)!!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كريم عبدالعزيز وكريم محمود عبدالعزيز خذلهما السيناريو كريم عبدالعزيز وكريم محمود عبدالعزيز خذلهما السيناريو



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 01:25 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

الأوركسترا التنموية و«مترو الرياض»

GMT 06:28 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السجائر الالكترونية قد تحمل مخاطر صحية غير معروفة

GMT 00:18 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

قصة غروب إمبراطوريات كرة القدم

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من عقار لعلاج الربو يؤثر على الدماغ

GMT 00:08 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

ماذا يحدث فى حلب؟

GMT 01:36 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

عودة ظاهرة الأوفر برايس إلى سوق السيارات المصري

GMT 12:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

بدء أعمال القمة الخليجية الـ 45 في الكويت

GMT 02:12 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

السفارة الروسية في دمشق تصدر بيانًا هامًا

GMT 00:03 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

مي عمر أفضل ممثلة في "ملتقى الإبداع العربي"

GMT 10:19 2024 الأحد ,01 كانون الأول / ديسمبر

يسرا تتفرغ للسينما بعد خروجها من دراما رمضان

GMT 15:37 2024 السبت ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

أسلوب نقش الفهد الجريء يعود بقوة لعالم الموضة
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab