توابع الستارة السوداء

توابع الستارة السوداء

توابع الستارة السوداء

 العرب اليوم -

توابع الستارة السوداء

بقلم - طارق الشناوي

بعد مقال جورج وسوف والستارة السوداء، تلقيت العديد من التعليقات، وعلى رأسها هل كان ينبغى لـ(سلطان) الطرب أن يعود الآن أم ينتظر حتى تعود إليه لياقته الجسدية أو على الأقل جزء منها؟. هل حجبت الستارة مشاعر الإشفاق على جورج، أم أنها زادتها إشفاقًا؟.

الفنان يأكل ليعيش، ويعيش لكى يبدع، ستكتشف أن مَن دخلوا التاريخ هم فقط مَن قدسوا الإبداع وصار وحده فى حياتهم ولا شريك له، عبد كان يقول فنى ثم فنى ثم فنى، وبعد ذلك يأتى البيت والزوجة والأولاد.

أحمد زكى كان يردد أنا بعيدًا عن الاستوديو مجرد (شخبطة ع الحيط). أم كلثوم عندما وجدت فى نهاية الأربعينيات أن إعلان زواجها من الموسيقار محمود الشريف من الممكن أن يعرقل مسيرتها الفنية، ضحت بالشريف، ليس فقط بعدم إعلان الزواج، بل تعمدت طوال المشوار ألّا تغنى أى لحن له حتى لا يتذكر الجمهور أنه كان فى يوم من الأيام حبيبها.

عبدالحليم حافظ تتناثر عنه هذه الحكاية التى أكدها أكثر من طبيب بأنهم كان لديهم وسيلة لعلاج جذرى لدوالى المرىء التى كان يعانى من تبعاتها، كان هناك احتمال، مجرد احتمال، أن يؤدى ذلك إلى فقدانه التركيز وقد ينسى كلمات أغانيه على المسرح، ورفض حليم أن يتخلص من آلامه، لو كان الثمن هو احتمال أن يفقد جزءًا من تألقه على المسرح.

المخرج الصديق محمد خان قال لى أوصيت زوجتى وسام سليمان عندما أعجز عن الحركة أن تحضر كل أشرطة الأفلام التى أحبها إلى غرفتى، وسوف أزحف على ركبتى لكى أُديرها، فأنا لا أتخيل أننى من الممكن أن أعيش بعيدًا عن السينما، حتى لو لم أستطع الذهاب إلى الاستوديو لإخراج فيلم جديد، سوف أحضر الأفلام إلى منزلى، وعندما رحل خان، اكتشفنا بين أوراقه ثلاثة أفلام تعاقد عليها، وبينها سيناريو (نسمة فى مهب الريح) من تأليفه.

صباح كانت وصيتها بعد القداس فى الكنيسة أن يخرج جثمانها على إيقاع رقصة الدبكة، (شحرورة الوادى) هى معادل موضوعى للفن وللبهجة حتى آخر لحظة.

بين الحين والآخر ربما نقرأ عن اعتزال فنان، إلا أنه بمجرد أن يُعرض عليه عمل فنى يعود متجاهلًا قراره بالاعتزال. أتذكر أن المخرج الكبير صلاح أبوسيف عندما بلغ الثمانين أعلن اعتزاله، واشترط فقط للعودة موافقة الرقابة على سيناريو فيلم يتناول البرودة الجنسية بين الأزواج، وعاش أبوسيف عامًا بعدها، وبعد الرحيل وافقت الرقابة، وقدم ابنه المخرج محمد أبوسيف فيلم (النعامة والطاووس)، وشاهدنا عملًا منزوع الجرأة يعبر عن مفهوم (السينما النظيفة)، على عكس ما أراده أبوسيف الأب. يوسف شاهين، قبل أسبوع من رحيله، كان يتحدث مع الكاتب ناصر عبدالرحمن على سيناريو (الشارع لنا).

لم يكن يوسف شاهين وقتها فى حالة صحية جيدة، وغالبًا فى (الشارع لنا) مثل (هى فوضى) كان سيشاركه خالد يوسف الإخراج، ورغم ذلك لم تكن أبدًا كلمة الاعتزال بين قاموس شاهين.

الستارة السوداء التى حجبت رؤية جورج وسوف وهو يتحرك بصعوبة، قبل أن يجلس على الكرسى، أمام الفرقة الموسيقية، فى المسرح الرومانى المكشوف، من المؤكد أنها لم تحجب الإحساس بالإشفاق على المطرب الأسطورى، استطاع «وسوف» أثناء غنائه أن ينقل الجمهور من سيطرة تلك المشاعر الحزينة ليحلقوا معه فى سماء السعادة.

عند الوداع ومغادرة المسرح عادت الستارة السوداء، بينما قلوب العشاق كانت تحيط سلطان الطرب بقوس قزح من السعادة، فهو رغم المعاناة (عاصمة) البهجة!!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توابع الستارة السوداء توابع الستارة السوداء



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية
 العرب اليوم - التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات
 العرب اليوم - المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab