الروح الطيبة تحلق في السماء

الروح الطيبة تحلق في السماء

الروح الطيبة تحلق في السماء

 العرب اليوم -

الروح الطيبة تحلق في السماء

بقلم - د. محمود خليل

عاني الشيخ "محمد رفعت" -خلال السنوات الثمان الأخيرة من عمره- من روم في الأحبال الصوتية، كان يسبب له (الزغطة)، واحتباس الصوت. وفي عدد خاص من مجلة "المصور" عن الشيخ جاء أن صحته -رحمه الله- تدهورت خلال هذه الفترة، وأصيب بأمراض أخرى، فارتفع ضغط دمه، وأصيب بالتهاب رئوي حاد.

وظني أن كل هذه الأمراض تكالبت عليه في النهايات بسبب سوء حالته النفسية، وذلك لسببين، أولهما بعده عن تلاوة القرآن الكريم، وكان يجد في ذلك نفسه وهو الرجل الذي وهب حياته لخدمة القرآن الكريم، وثانيهما سوء الحالة المعيشية والتي غذاها تنكر البعض له، ومن بينهم المسئولين عن الإذاعة المصرية.

كان الشيخ شديد التعلق بابنته، وقد سبق واشترط على الدكتور "عبده فراج"، حين خطبها منه، أن يعيشا معه في منزله أسبوعاً، ويبيت هو في منزلهما أسبوعاً، وقد كان عند ابنته حين وافته المنية، ومكث عندها ثلاثة أيام قبل وفاته، قضاها في عزلة كاملة عن كل من حوله، وانطلق يستغفر ربه ويناجيه، وفجر الليلة الثالثة دخلت عليه ابنته لتوقظه لأداء صلاة الفجر، فوجدت أن الله استرد أمانته، وأن روحه صعدت إلى بارئها. وكانت وفاته -كما ولد- يوم 9 مايو عام 1950، الموافق 22 رجب 1369 هجرية (كان مولده يوم اثنين ووفاته يوم ثلاثاء). يقول محمود السعدني في كتابه ألحان السماء: "أقسم أحد كبار الجزارين أن جسد العبقري لن يدفن إلا في المقبرة التي أعدها له، وكان قد أعد في صمت وبلا ضجيج، مقبرة عظيمة، تليق بعظمة الراحل الكريم، وأصر الجزار الطيب على أن يحمل نعشه إلى مثواه الأخير. ووفد على مأتم الشيخ آلاف من مختلف أنحاء البلاد لم تكن لهم صلات بالشيخ إلا صلة التقدير والإعجاب".

ويعني ذلك أن محبي الشيخ من البسطاء هم من شيعوه إلى مثواه الأخير، وحضروا مأتمه، وحزنوا على فقده، أما المشاهير، فلم أجد ما يدل على أنهم حضروا جنازته، رغم أن بعضهم تحدث عنه وعن عبقريته وعلاقتهم به، وكان ذلك بعد رحيله. فرحيل الشيخ شكل ميلاداً جديداً له، إذ لم يستطع أي من منافسيه أن يحظى بالمكان أو المكانة التي شغلها، أو يسد الفراغ الذي تركه في عالم التلاوة، فقد ظل صوته متفرداً من وجهة نظر العديد من الأجيال التي لم تعاصره، هؤلاء الذين سمعوه وسمعوا غيره من قراء القرآن الكريم ممن عاصروه، فاتفقوا على الشيخ "رفعت"، واختلفوا على غيره، وبات بالنسبة للكثيرين رمزاً لكل ما هو مقدس في حياة المسلمين، وعلى رأسها شهر رمضان، وأنوار الفجر الجديد الذي يطل على أبناء الحياة في كل يوم. حدث ذلك بعد أن سكت الصوت الصادح بكتاب الله بصوت لم يكن له مثيلاً من قبله، ولا من بعده. هدأ الجسد المتعب وسكنت الجراحات أخيراً، وها هي الروح التي ظلت تتوق إلى السماء وتنشد كلمتها على الأرض تحلق أخيراً في السماء.

arabstoday

GMT 06:33 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

الجميلات؟!

GMT 06:27 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان!

GMT 06:10 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تحالفان ومرحلة جديدة

GMT 06:08 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

من أفسد العالم؟

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

ليس آيزنهاور

GMT 06:49 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

والآن الهزيمة!

GMT 06:47 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

مسؤولية تأخر قيام دولة فلسطينية

GMT 06:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

... عن «الممانعة» و«الممانعة المضادّة»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الروح الطيبة تحلق في السماء الروح الطيبة تحلق في السماء



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا
 العرب اليوم - تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية
 العرب اليوم - وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 العرب اليوم - كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان
 العرب اليوم - تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 12:55 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح
 العرب اليوم - دينا الشربيني ورانيا يوسف تستعدّان للقائهما الأول على المسرح

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 08:12 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

التغذية السليمة مفتاح صحة العين والوقاية من مشاكل الرؤية

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 02:48 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

المحكمة العليا الأميركية ترفض استئناف ميتا بقضية البيانات

GMT 07:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تحوّل جذري في إطلالات نجوى كرم يُلهب السوشيال ميديا

GMT 13:18 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة

GMT 01:58 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يستهدف مناطق إسرائيلية قبل بدء سريان وقف إطلاق النار

GMT 07:25 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

وجهات سياحية راقية تجمع بين الطبيعة الساحرة وتجارب الرفاهية

GMT 07:39 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

كيف تختار الأثاث المناسب لتحسين استغلال المساحات
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab