بقلم : دكتور زاهي حواس
حاولنا العثور على مقبرة الملكة كليوبترا داخل أسوار معبد تابوزيرس ماجنا الذي يقع غرب مدينة الإسكندرية، وذلك بعد أن قمتُ بتشكيل بعثة أثرية مصرية مشتركة مع فريق من جمهورية الدومينيكان، بقيادة الدكتورة كاثلين مارتينيز. وقمنا معاً بالحفر لمدة 11 سنة. وعلى الرغم من ثراء هذه الحفائر التي أدَّت إلى الكشف عن مئات القطع الأثرية؛ فإنني تأكدتُ من أنه لا يوجد دليل واحد يشير من قريب أو بعيد إلى أن كليوبترا وحبيبها مارك أنطوني قد دُفِنا في ذلك الموقع، ولذلك أوقفت عمل فريقي. ولا تزال الدكتورة كاثلين وفريقها يعملون بالموقع، ولا يزالون بحلم العثور على كليوبترا، وأتمنى لهم التوفيق، وأن يثبتوا أنهم كانوا على حق، ولم يهدروا كل هذه السنوات بحثاً عن سراب.
عثرت الدكتورة كاثلين مؤخراً على عدد من الخرائط والصور القديمة التي تؤكد (من وجهة نظرها) أن نصف مدينة تابوزيرس ماجنا موجود الآن أسفل مياه البحر المتوسط! ولذلك فربما أن المعبد الكائن حالياً فوق الأرض كان هو المخصَّص لعبادة الإله أوزيريس، بينما المعبد الموجود تحت المياه كان هو المخصَّص لعبادة الإلهة إيزيس، ولذلك بدأت أعمال الحفائر خارج المعبد، وجرى الكشف عن بئر عميقة، وقد قمتُ (كاتبَ المقال) بمحاولة النزول إلى قاع البئر. ووصلت بالفعل إلى عمق نحو 20 متراً، بعدها تأكدت أن البئر تتصل بأنفاق أسفل الأرض. وقمنا بالفعل بالحفر داخل هذه الأنفاق. وكشفنا أنها تستمر حتى تصل إلى البحر. ولكن يقطعها الطريق الحالي للعربات، وبالتالي لم نستطع الاستمرار في أعمال الحفر.
عثرنا داخل هذه الأنفاق على العديد من الأواني الفخارية والقطع الأثرية الصغيرة المصنوعة من الفيانس. وبعد ذلك قامت الدكتورة مارتينيز بالاتصال ببيل بلارد، الذي قام بالكشف عن الباخرة «تيتانيك»، ويُعتبر من أشهر الغطاسين في العالم كله. وجاء بيل إلى المنطقة بكل معداته ومساعديه، وقاموا بالغطس أسفل المياه، وعثروا على العديد من القطع الأثرية والفخار. ولكنهم لم يعثروا على بقايا المدينة الغارقة حتى الآن. ولكن ما زال العمل جارياً حتى الآن، ويشترك معه العديد من الشباب المصري الذين يعملون في إدارة الآثار الغارقة بالإسكندرية. وعثر أيضاً خارج المعبد على العديد من المقابر التي تعود إلى العصر اليوناني الروماني، وداخل هذه المقابر تم الكشف عن عدد من المومياوات في حالة جيدة جداً. وبعض هذه المومياوات مغطّى بالذهب. وأسفل المنارة الموجودة خارج المعبد عثر على مقبرة كبيرة رائعة قد تخص شخصاً مهماً، وداخلها عثر على مجموعة وجوه جميلة. وما زال البحث عن كليوبترا أسفل المياه جارياً.