لماذا لا يقرأ «طه حسين» القرآن

لماذا لا يقرأ «طه حسين» القرآن؟

لماذا لا يقرأ «طه حسين» القرآن؟

 العرب اليوم -

لماذا لا يقرأ «طه حسين» القرآن

بقلم - د. محمود خليل

كان الدكتور طه حسين نموذجاً للشخصية شديدة الاعتزاز بالنفس، صلبة الرأس والمراس فيما تراه من رأى. وقد حدث صدام بينه وبين الشيخ محمد رفعت، حين جمعت بينهما الإذاعة. فقد كان العميد عضواً فى لجنة تقييم واختبار القراء بالإذاعة -كما يحكى «عبده فراج» فى كتاب «أصوات من نور»- وحينما طالب الشيخ «رفعت» بزيادة أجره رفض الدكتور طه حسين قائلاً: «هو يعنى الشيخ رفعت ده بيعمل إيه علشان يطلب زيادة أجره.. وهو بيألف فى القرآن ولا غيره؟».

لا نستطيع أن نؤكد هذه الرواية أو ننفيها، لكنها واردة، إذا أخذنا فى الاعتبار طبيعة شخصية الدكتور طه حسين، وميله إلى النقد اللاذع والحاسم، وأحياناً المستخف بالغير، فوجهة نظره أن الشيخ مجرد صوت يردد القرآن الكريم، مثل آلاف الأصوات، والفضل فيما يتلوه لله تعالى، الذى أنزل كتابه الكريم على رسول الله، صلى الله عليه وسلم. طبعاً غضب الشيخ «رفعت» غضباً شديداً بسبب هذا القول، فقال لمن أبلغه بذلك: إذا كان الأمر سهلاً هكذا فلماذا لا يقرأ طه حسين القرآن بصوته لنستمع إليه وننظر كيف يقرأ؟

رد الشيخ محمد رفعت بدا منطقياً وحاسماً أيضاً، فإذا كانت المسألة مجرد صوت يردد، وليس قلباً يشعر، ونفساً تذوب فى المعنى الذى تتلوه، فليقرأ الدكتور طه حسين القرآن فى الإذاعة ويريح المسئولين بها من أزمتها مع الشيخ رفعت.

وللإنصاف، كان الدكتور طه حسين متعسفاً فى هذا الرأى. فأى مطربة أو مطرب ممن كان يحب العميد الاستماع إليهم، ويضعون الشروط الحاسمة لكى يغنوا «وصلاتهم» عبر أثير الإذاعة، كانوا يرددون كلمات ألفها غيرهم على نغمات أبدعها غيرهم أيضاً، يأتى على رأس هؤلاء السيدة أم كلثوم ومحمد عبدالوهاب، فالإبداع الصوتى والأداء هما أكثر ما يميزان مطرباً عن آخر، ومع الفارق فى التشبيه، ولله وكلام الله المثل الأعلى، فقد تميز الشيخ محمد رفعت، بشهادة كل معاصريه، وإقرار الأجيال التى تعاقبت داخل دول العالم الإسلامى بعد رحيله، بموهبة ربانية، وأداء روحانى يليق بجلال القرآن الكريم، وقدرة فذة على إبراز المعانى القرآنية بألوانها المختلفة من خلال طريقته فى الهبوط والصعود، والقرار والجواب، وتوظيف القراءات السبع التى أجادها، ولو كان الشيخ «رفعت» يقرأ القرآن الكريم كغيره، ما بقى صوت الخلود فى الوجدانين المصرى والعربى.

وظنى أن الدكتور طه حسين أحب الاستماع إلى القرآن الكريم بصوت الشيخ محمد رفعت، وأعجب به، وأدرك عبقريته، وهو الرجل الذى استوعب موسيقى القرآن الكريم، وعرف أكثر من غيره كيف تفاعل «رفعت» مع تنويعاتها، وكيف عبّر عن معانيها. وربما يكون العميد قد أدرك فى أواخر حياته قيمة ومقام الشيخ محمد رفعت، ودأب على الاستماع إلى القرآن الكريم بصوته، خصوصاً بعد أن تعددت إذاعاته عبر محطة «القرآن الكريم» التى نشأت عام 1964. وقد قال العميد فى حوار أجرته معه الإذاعة الكويتية نصاً: «أستمع إلى إذاعة القرآن الكريم دائماً كلما وجدت فراغاً من الوقت». وفى حوار تليفزيونى له مع الأستاذة سميرة الكيلانى عام 1970 -أى قبل وفاته بثلاثة أعوام فقط- أكد أن أقرب كتاباته إلى عقله وقلبه هى كتاباته الإسلامية، وعلى رأسها كتاب «على هامش السيرة»، وقال إنه حاول عبر سطوره التعبير عن محبته لشخص النبى، صلى الله عليه وسلم، وكتاب «الوعد الحق» الذى تناول فيه سيرة عدد من صحابة النبى وإيمانهم العميق بالله ورسالته، وتضحياتهم الكبرى فى سبيل الدفاع عن الإسلام، بالإضافة إلى كتاب «مرآة الإسلام» و«الفتنة الكبرى» بجزأيه، وغيرها.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لماذا لا يقرأ «طه حسين» القرآن لماذا لا يقرأ «طه حسين» القرآن



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 11:26 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا
 العرب اليوم - وزيرا خارجية فرنسا وألمانيا يتفقدان سجن صيدنايا في سوريا

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول

GMT 06:02 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

ريال مدريد يخطط لمكافأة مدافعه روديجر

GMT 00:30 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

25 وجهة سياحية ستمنحك تجربة لا تُنسى في عام 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab