«أشقوان»

«أشقوان»

«أشقوان»

 العرب اليوم -

«أشقوان»

بقلم - د. محمود خليل

«أشقوان» اسم عجيب.. أظنه كذلك، وما أكثر الأسماء العجيبة التى يختزنها تاريخنا، مثل صخر ونار وحرب وغيرها، وكذلك واقعنا مثل «مناع» و«الشحات» وغيرهما.

سمعت اسم «أشقوان» أول ما سمعته فى فيلم «آه يا ليل يا زمن» للراحلة الجميلة «وردة» والفنان الراحل الكبير رشدى أباظة.. وكان اسماً لأمير قام بتجسيد شخصيته -بعبقرية- الراحل الجميل «سمير غانم»، «سمير» كان ضيف شرف فى الفيلم، إذ لم يظهر إلا فى هذا المشهد، لكنه عرف كيف يطبعه فى ذاكرة المشاهدين.

«أشقوان» فى فيلم «آه يا ليل يا زمن» يقدم لنا شخصية أمير «مُدّعى» و«مهياص»، فهو يدّعى أمام مَن حوله والملتفين حول «أمواله» أنه موسيقار كبير، ومؤلف موسيقى عظيم، يأخذ هذه السيمفونية أو تلك لأحد الموسيقيين العالميين، ثم يعزفها أمام ضيوفه، ليصفقوا له بحرارة، رغم أن جلهم يعلم أن السيفونية مسروقة رسمى، وهو من ناحيته يكذب الكذبة على نفسه وعلى الناس، ثم يكون أول من يصدقها.

«أشقوان» كان «مهياصاً» أيضاً يحب الغرق فى متع الحياة، يساعده على ذلك ماله الكثير، وكان يجد السماسرة الذين يأتون إليه بما يحب ويشتهى، مقابل العمولة السخية التى يقبضونها منه. أحدهم كان إلياس -الرائع عادل أدهم- الذى أتى له بفاتن هانم الجميلة بنت الأصول، التى كانت تغنى فى البار الذى يملكه، وسلمها له نظير رزمة من الدولارات، لكن صاحبة النفس الأبية الحريصة على كرامتها، رفضت أن تسلم نفسها لذلك «الأشقوان» الذى اعتاد على شراء كل شىء بماله، وأوقعته أرضاً وداست على ماله وعبرت، فى حين حاول هو إدراكها فى مشهد شديد الكوميدية والدلالة، دون أن يفلح فى ذلك.

فيلم «آه يا ليل يا زمن» مأخوذ عن قصة لإحسان عبدالقدوس تحكى مأساة فتاة ابنة باشا من باشوات مصر الملكية، وما تعرضت له من مشكلات بعد قيام حركة يوليو 1952، والتى تحولت فيما بعد إلى ثورة، كان من ضمنها الموقف الذى عاشته مع الأمير «أشقوان» الذى ساقها إليه السمسار «إلياس» الذى لا يعرف له أحد ملة أو جنسية.

عاش «أشقوان» بماله وفى ماله حتى غرق فيه، اشترى به أشياء كثيرة، لكنه عجز عن توظيفه فى شراء بشر كانوا يعلمون قيمتهم وجدارتهم بالحياة وفى الحياة، رغم أن جيبهم كان خالياً من أى مال، مثل فاتن ابنة الأصول، التى أبت أن تكون سلعة يحصل عليها «أشقوان» مقابل حفنة من المال.

المال السهل الرخيص سبب من أسباب الشقاء فى الحياة وإشقاء أهلها، ذلك ما تقوله شخصية «أشقوان».. فالمال كان فى يده كثير، وكان ذلك سراً من أسرار شقائه، بعد أن أصبحت شغلته فى الدنيا هى شراء كل شىء به، بما فى ذلك المجد والتاريخ، لقد سرق إبداع غيره ونسبه إلى نفسه، وحمى عالم سرقته التى يعلمها الجميع بما يملكه من مال، وبعد أن أشبع نفسه شقاء التفت إلى الآخرين فأشقاهم معه بماله، إلا من رحم الله.

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أشقوان» «أشقوان»



نجوى كرم تُعلن زواجها أثناء تألقها بفستان أبيض طويل على المسرح

بيروت ـ العرب اليوم

GMT 07:43 2024 السبت ,06 تموز / يوليو

اكتشاف السبب الكامن وراء الصداع النصفي
 العرب اليوم - اكتشاف السبب الكامن وراء الصداع النصفي

GMT 14:50 2024 السبت ,06 تموز / يوليو

إياد نصار يكشف سبب حبه للشخصيات «التوكسيك»
 العرب اليوم - إياد نصار يكشف سبب حبه للشخصيات «التوكسيك»

GMT 17:06 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

سوريا تعلن وفاة مستشارة الرئاسة لونا الشبل
 العرب اليوم - سوريا تعلن وفاة مستشارة الرئاسة لونا الشبل

GMT 08:55 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

ارتفاع كبير في حالات حمى الضنك من حول العالم

GMT 07:43 2024 السبت ,06 تموز / يوليو

اكتشاف السبب الكامن وراء الصداع النصفي

GMT 16:37 2024 الجمعة ,05 تموز / يوليو

سوناك يقر بالهزيمة في انتخابات بريطانيا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab