دراما هاشم فؤاد

دراما هاشم فؤاد

دراما هاشم فؤاد

 العرب اليوم -

دراما هاشم فؤاد

بقلم - د. محمود خليل

شخصية غنية درامياً كان الدكتور هاشم فؤاد، درامية إلى حد أن البعض يذهب إلى أن الروائى الكبير إحسان عبدالقدوس استدعاها فى روايته «أنف وثلاث عيون»، التى تحولت إلى فيلم سينمائى، ولا يوجد دليل على ذلك اللهم إلا فى اختيار اسم البطل «هاشم»، وبعض الإشارات إلى ما تمتع به الدكتور هاشم من وسامة وتأثير خاص على بنات حواء، وهى أمور لا علاقة لأحد بها، لأنها تتصل بالحياة الشخصية لرجل ناجح، كان من الطبيعى أن يكون محط إعجاب الكثيرين، خصوصاً من الجنس الآخر.

فى كل الأحوال لم يكن الدكتور هاشم فؤاد تركيبة عادية، وما تمتع به من جاذبية وهيبة لم يكن منبعهما اعتسافاً أو اصطناعاً، بل كانت سمات أصيلة فيه ترتكن إلى منظومة قدرات امتاز بها الرجل على المستويات العلمية والمهنية والإدارية، ورغم ما تمتعت به شخصيته من هيبة وحضور، إلا أنه فى المقابل عرف كيف يكون إنساناً مع طلابه ومع من يعملون معه، من أصغرهم إلى أكبرهم.

يحكى بعض الطلاب الذين تتلمذوا على يد المرحوم هاشم فؤاد بكلية الطب، خلال فترتى السبعينات والثمانينات، أنه لم يبِع مؤلفه المهم فى الأنف والأذن والحنجرة لطالب طب، سواء بكلية طب قصر العينى أو غيرها من كليات الطب، فبمجرد أن يقدم الطالب كارنيه «طب» للمكتبة كان يحصل على الكتاب بالمجان، وفى عيادته لم يكن طالب من طلابه أو أى من أقربائه من الدرجة الأولى (خصوصاً الوالد والوالدة) ثمن الكشف، وذلك فى وقت كان هاشم فؤاد يأتيه المرضى من كل أنحاء الدول العربية.

يحكى بعض طلبته أيضاً أنه كان يجازى العمال بقصر العينى على أى إهمال فى العمل بالخصم من المرتب، ثم يعطيهم ما خصمه منهم من جيبه بعد ذلك.بدا هاشم فؤاد، فى هذا الأداء الإنسانى مع تلامذته ومن يعملون معه وكذلك مرضاه، متأثراً بتجربة الحكيم الثانى الذى حكيت لك حكايته، وهو الدكتور أنور المفتى، فالحس الإنسانى عند هذه الأجيال كان عالياً، ويمثل ملمحاً أساسياً من ملامح ناجحيهم، خلافاً لأجيال أخرى من الأطباء، لم تكن واعية أو مكترثة بالقدر الكافى بهذا الجانب الإنسانى، وركبت قطار الطب من محطة «الاستثمار»، مثله فى ذلك مثل العديد من المهن الأخرى بالطبع.

الكل يعترف لهاشم فؤاد بالإنسانية رغم ما اشتهر به من صرامة وحسم ناتجين عن شعوره بذاته.

وشعور هاشم فؤاد بذاته كان كبيراً، وجانب العظمة فى هذا الشعور تجلى فى ثباته وقوته أمام الكبار ذوى القدرة والنفوذ، لأنه لم يكن يطمح إلى أى منصب -مثلاً- يستمد منه حيثيته وكينونته، فهو يستمدهما من ذاته، وفى المقابل كان الرجل ودوداً أشد الود هيناً ليناً أمام الأضعف منه، يحيطه بعطفه ودعمه قدر ما تيسر له الظروف.. هذه التركيبة هى التى جعلت «هاشم فؤاد» يزهد فى منصب وزير الصحة، الذى كان يمثل فى السبعينات والثمانينات حلماً لكبار أساتذة الطب فى مصر، فقد كان يرى أن موقعه كأستاذ جامعى مرموق، وكمهنى ناجح لا ينافسه أحد فى تخصصه، يمثل بالنسبة له قيمة أهم بكثير من الموقع الوزارى.إنها دراما حياة يمكن وصفها بـ«دراما هاشم فؤاد»

 

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دراما هاشم فؤاد دراما هاشم فؤاد



هيفا وهبي تعكس الابتكار في عالم الموضة عبر اختيارات الحقائب الصغيرة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:08 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل
 العرب اليوم - أفضل خامات الستائر وتنسيقها مع ديكور المنزل

GMT 13:03 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025
 العرب اليوم - البطولات النسائية تسيطر على دراما رمضان 2025

GMT 13:51 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

إيران لم تيأس بعد من نجاح مشروعها!

GMT 17:42 2025 السبت ,01 شباط / فبراير

برشلونة يتعاقد مع مهاجم شاب لتدعيم صفوفه

GMT 02:25 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

سنتان أميركيتان مفصليتان في تاريخ العالم

GMT 12:15 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

زلزال بقوة 4.1 درجة يضرب جنوب شرق تايوان

GMT 12:05 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

انفجار قنبلة وسط العاصمة السورية دمشق

GMT 02:41 2025 الأحد ,02 شباط / فبراير

ترامب والأردن... واللاءات المفيدة!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab