الجميلة والفهم

الجميلة والفهم

الجميلة والفهم

 العرب اليوم -

الجميلة والفهم

بقلم - د. محمود خليل

سألته عن الحرب التى تدور رحاها بين العراق وإيران (1980- 1988) فرد عليها قائلاً: أنا عاوز أنصحك نصيحة تحافظى بيها على شبابك وجمالك.. إوعى تحاولى تفهمى حاجة.. دار هذا الحوار بين أحمد زكى ونورا فى أحد مشاهد فيلم «أربعة فى مهمة رسمية»، والهدف منه بالطبع هو الكوميديا والإضحاك، لأن الفهم فى الأول والآخر يضىء سبل الحياة، بغض النظر عن كلفته، وكل مفيد فى الحياة له كلفته، حتى ولو كانت هماً وغماً يذهب بالجمال والرونق.

الكاتب الكبير محمد دوارة مؤلف فيلم «أربعة فى مهمة رسمية» ومخرجه على عبدالخالق أنتجا هذا العمل عام 1987، فى ذروة اشتعال الحرب العراقية الإيرانية، ولم تكن وسائل الإعلام وقتها بالتعددية المعروفة حالياً، ولم تكن الإنترنت قد دخلت الخدمة بعد، ومواقع التواصل الاجتماعى فى رحم الغيب.

بطلة الفيلم كانت تبحث عمن يمنحها أى معلومة عن الحرب تساعدها على توقع مصير شقيقها الذى سافر إلى العراق ولم يعد.

تُرى لو أعيد بناء المشهد فى عصرنا الحالى هل ستكون البطلة فى حاجة إلى من يساعدها على فهم رحى الحرب التى تدور هنا أو هناك؟

أظن أن حاجتها إلى الفهم ستظل قائمة، رغم سيول المعلومات التى أصبحت تتدفق من كل حدب وصوب، من المحطات الإخبارية فى التليفزيون، ومنصات التواصل الاجتماعى، ومواقع الإنترنت وغير ذلك.

فالمعلومات تبدو متضاربة فى أحيان، ومغرضة تعكس مصالح من يقف وراء بثها فى أحيان أخرى.

فالمعلومة لم تعد محايدة، بل تعكس فى أغلب الأحيان غرضاً معيناً، وأحياناً ما يتم الدفع ببعض المعلومات الزائفة بين المعلومات الصحيحة لتحقيق أهداف معينة يتغياها صاحب الخدمة.

حاجة بطلة فيلم «أربعة فى مهمة رسمية» إلى الفهم سوف تظل قائمة، رغم تعدد وتنوع الروافد التى يمكن أن تحصل منها هى وغيرها على المعلومات.

ليس معنى ذلك بالطبع التهوين من قيمة نتاج تكنولوجيا المعلومات، لكنها دعوة للتفكير فى بعض التأثيرات الجانبية التى تنتج عنها، وسعى بعض الأفراد والجهات إلى توظيفها عكس الهدف منها.. العلم مهم.. والمعلومات جوهر من جواهر الحياة الأكثر توازناً واتزاناً.. لكن بشرط أن يستخدم العلم لصالح الإنسان، وليس كأداة لاستغلاله أو سحقه.

وأن تستخدم المعلومات كأداة لترشيد حياة الإنسان وتحسين مستوى معيشته، وليس كأداة لتضليله أو تعريته والوصول إليه وتحويله إلى مجرد هدف بيعى أو ربحى.العلم قد يؤدى فى أحوال إلى الغم، والحكمة قد تؤدى إلى الهم، ولكن يبقى أن ذلك يقع فى أحوال وفقط.

ولكن فى أغلب الأوقات لا يستطيع الإنسان أن يعيش بدون علم ومعرفة، أو يتحرك بدون غطاء معلوماتى، وتظل الحكمة دائماً أكبر ثروة يمكن أن يحوزها إنسان، لأنها تمثل الأساس الذى يبنى عليه القرار الراشد، والأكثر تحقيقاً لمصالح الفرد والجماعة.مؤكد أن حال بطلة فيلم أربعة فى مهمة رسمية ستكون أفضل لو فهمت بشكل دقيق ما يحدث حولها.

arabstoday

GMT 09:21 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الفشل الأكبر هو الاستبداد

GMT 09:19 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

حافظ وليس بشار

GMT 09:18 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

سلامة وسوريا... ليت قومي يعلمون

GMT 09:16 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

تحديات السودان مع مطلع 2025

GMT 09:15 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

«لا حل إلا بالدولة»!

GMT 09:14 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

لعنة الفراعنة

GMT 09:08 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

الأسرى... والثمن الباهظ

GMT 09:06 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

التسويف المبغوض... والفعل الطيِّب

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجميلة والفهم الجميلة والفهم



الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 05:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
 العرب اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 06:53 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار
 العرب اليوم - إيران تتراجع عن تسمية شارع في طهران باسم يحيى السنوار

GMT 09:35 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب
 العرب اليوم - طريقة طهي الخضروات قد تزيد خطر الإصابة بأمراض القلب

GMT 08:49 2024 الخميس ,26 كانون الأول / ديسمبر

بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل
 العرب اليوم - بوستر أغنية مسابقة محمد رمضان يثير الجدل

GMT 07:07 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

GMT 15:04 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

تركيا تعلن أعداد السوريين العائدين منذ سقوط نظام الأسد

GMT 08:04 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صبحي يواجه أزمتين قبل نهاية العام ويكشف تفاصيلهما

GMT 08:35 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أندلس قاسم سليماني... المفقود

GMT 06:53 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

إسرائيل تكشف نتائج تحقيق جديد حول مقتل 6 رهائن قبل تحريرهم
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab