طريق العودة

طريق العودة

طريق العودة

 العرب اليوم -

طريق العودة

بقلم - د. محمود خليل

هل من المتصور حال عودة المسيح -أو أي من أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام- أن يختلف حال البشر فتنصلح أحوالهم، ويذوب الشر بداخلهم، ويمسون زهورا ورياحين يفوح من عطرها الخير؟رسالات الأنبياء بالديانات السماوية الثلاث معلومة، وتعاليمهم معروفة.

فوصايا نبي الله موسى عليه السلام مدونة ويحفظها الكثيرون، ولكن كم من الناس يعمل بها، ويجعلها دستوراً أخلاقياً لحياته؟ وتعاليم السيد المسيح ووصاياه في موعظة الجبل معروفة، ويحفظها المؤمنون بالمسيحية وغيرهم، فكم عدد من يلتزمون بما تحمله من قيم رفيعة وأخلاقيات سامية، لو تمثلها الناس في سلوكياتهم لشيدوا جنتهم على الأرض؟ والبناء الأخلاقي الذي رفعه النبي محمد صلى الله عليه وسلم واضح في كل سطر من سطور رسالته، تجده في آيات القرآن الكريم، وفي أحاديثه الشريفة.. فكم من المسلمين يلتزم به؟.. كم منهم يتجنب الغيبة والنميمة، وسوء الظن، والكذب على الذات أو على الغير، وظلم النفس أو الغير، وقطع الرحم، وكم منهم بتمسك بالعدل، والإحسان، وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؟

ما نوع العودة التي تحتاج إليها البشرية؟.. هل هي عودة لنبي.. أم عودة إلى التعاليم الفاضلة التي رسخها أنبياء الله ورسله؟.. في تقديري أن البشر بحاجة إلى استعادة تعاليم الأنبياء والرسل، أكثر مما هم بحاجة إلى عودة الأنبياء والرسل. وظني أن تعلقهم بفكرة ظهور منقذ أو مخلص قد يعبر عن محاولة للهروب من الاستحقاق الأشق، المتمثل في العودة إلى تعاليم الله التي علمها لهم الأنبياء والرسل.. فالأسهل بالنسبة للكثيرين هو تعليق ضياع الحياة على غيرهم من الظالمين أو المفسدين، أما الصعب والعسير حقا فهو الالتزام بتعاليم الأديان في نبذ الظلم والفساد، والأخذ على أيدي من ينشرهما في الحياة.الخلاص الحقيقي في استعادة تعاليم السماء في عالم بات القتال تحت رايات الدين هو الحالة الأكثر شيوعاً للحروب التي يخوضها البشر، ذلك على الرغم من أن كل الأديان تحث على احترام الإنسان، وتنظر إلى حماية حياته وصونها كأمر مقدس، بغض النظر عن دين الإنسان أو معتقده.. فالحياة من حق الجميع.الله تعالى هو "رب الناس" جميعاً، وليس رب أصحاب ملة أو اعتقاد معين دون غيرهم، والله تعالى يحث على حماية الروح البشرية دون تمييز: "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا"، والله تعالى يأمر بأن تؤدى الأمانات إلى أهلها والعدالة بين جميع البشر: "إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل".. كما يأمر بالعدل حتى في حالات الكراهية: "ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي".البشر هم الذين يحتاجون إلى عودة لتعاليم الأديان التي يؤمنون بها، على الأقل حتى يكونوا أهلاً لاستقبال المسيح حين يعود، كما يعتقدون.

arabstoday

GMT 06:24 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

بري رجلُ السَّاعة

GMT 06:22 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

الوزير السامي

GMT 06:19 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

أية حقيقة؟

GMT 06:17 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

لبنان أبقى من كل هؤلاء

GMT 06:15 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حرب العلاقات العامة!

GMT 06:12 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

مناظرة حضارية... وهدوء العاصفة الانتخابية

GMT 06:09 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

العودة التي لا مفرّ منها إلى غزّة

GMT 06:07 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حرب من نوع خاص

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طريق العودة طريق العودة



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - طائرة مساعدات إماراتية عاجلة لدعم لبنان بـ100 مليون دولار

GMT 08:54 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية
 العرب اليوم - منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية

GMT 22:38 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل مصريين حادث إطلاق النار في المكسيك

GMT 04:42 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مفكرة القرية: تحصيل دار

GMT 06:26 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ذبحة صدرية تداهم عثمان ديمبلي

GMT 05:00 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خروج بلا عودة

GMT 18:55 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

3 قتلى و3 جرحى نتيجة انفجار ضخم في حي المزة وسط دمشق

GMT 09:22 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الحوثيون يعلنون استهداف تل أبيب بعدد من طائرات الدرون

GMT 22:23 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

18 قتيلا بضربة إسرائيلية على مقهى في طولكرم

GMT 15:25 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تقرر ضرب هدف استراتيجي في إيران

GMT 08:13 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

18 شهيدًا في غارة للاحتلال الإسرائيلي على مخيم طولكرم

GMT 13:05 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

كوريا الجنوبية تستعد لإعصار "كراثون"

GMT 09:21 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تقصف 5 بلدات في جنوب لبنان بالمدفعية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab