لحظة صدق عابرة

لحظة صدق عابرة

لحظة صدق عابرة

 العرب اليوم -

لحظة صدق عابرة

بقلم - د. محمود خليل

لحظة صدق عابرة عاشها المصريون في يناير 2011 راجعوا فيها أنفسهم، بدا لهم فيها بشاعة المشهد الذي يعيشونه، وهم يرون قطاعاً لا بأس به منهم وقد أخرج مخالبه لينهش في غيره، ويخطف منه ويجري.

كثيرون كانوا يخطفون ويهرولون، كله يضع يده في جيب الآخر، ويهبش دون أن يبالي، بعض الموظفين لا يتوانون عن القبض من جيب من يريد تخليص أي مصلحة، رغم أنها حق لصاحبها، بعض المعلمين لا يؤدون عملهم في المدارس ليستنزفوا جيوب أولياء الأمور في الدروس الخصوصية، الطبيب يكتب لك الدواء الأغلى بغض النظر عن فاعليته، ليقبض أرباحاً ويحصد منافع من شركات الأدوية، بعض الصيادلة يبيعون ما يضر ويربحون منه أكثر مما يبيعون ويربحون مما ينفع، وبعض مهندسي الأحياء تحولوا من حماية المباني ومطابقتها للمواصفات الهندسية إلى مانحي تراخيص لكل ما هو آيل للسقوط، المواطن لا يستنكف أن يبيع صوته لاختيار من يمثله في المجالس النيابية والمحلية بخمسين جنيها، ومن يزعمون لأنفسهم تمثيل الدين لا يتوانون عن شراء الأصوات بأكياس الأرز والسكر وزجاجات الزيت، والمتاجرة بالدين نفسه في أسواق السياسة، والدعاة إلى الله تفرغوا للحكاوي والأقاصيص، فحولوا الدين إلى وسيلة للتسرية والتسلية، ونسوا دوره الأهم في الارتقاء الأخلاقي ودعم المفاهيم المستقيمة في الحياة.

لم يسقط المصريون جميعهم في "فخ الهبش" و"التخطيف من أطباق بعضهم البعض"، أو تحولوا إلى "أكلة لبعضهم البعض"، كان منهم قطاع ينظر بأسى إلى ما يحدث، ويخاف من تأثيره على واقع الحياة فوق أرضنا الطيبة ومستقبلها، أوجعهم أن يكون صوت الفساد هو الأعلى، وأن يكون "إهدار الكرامة" مفتاح الحياة أو الاستمرار في الحياة، وأن عليك أن تتنازل عن كرامتك مهما كان لك حق فيما تريد، وأن تتحول في مواقف إلى طبال أو زمار لكل من لديك حق عنده حتى تناله: "دواليك دواليك.. لكي يعطيك واليك فما".لحظة عابرة كانت في يناير 2011 اجتمع فيها من انتفضوا على أنفسهم أو انتفضوا على واقعهم في صعيد واحد، وأكلوا من طبق واحد، ودافعوا عن أنفسهم بمنطق "الكل في واحد"، وصرخوا بصوت واحد، مطالبين باستعادة كرامتهم المهدرة، والاحتكام إلى معادلة الحق والواجب، والعدالة ما بين الجميع دون تمييز على أي أساس. دوى هتافهم في كل الأنحاء، فأطرب البعض، وأزعج البعض.

فانطلق المنزعجون المتعايشون مع معادلة الهبش والتخطيف وأكل الغير إلى تفكيك ما يحدث، وقد كان.

في أيام معدودات تاهت لحظة الصدق العابرة، وتمكن الفريق الآخر من حسم الموقف لصالحه. وحين تفشل لحظات الصدق في حياة المجتمعات في تصحيح الأوضاع السيئة التي سبقتها.. فعليك أن تتوقع الأسوأ.. كذلك تؤكد قوانين التاريخ.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لحظة صدق عابرة لحظة صدق عابرة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 العرب اليوم - أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله

GMT 10:04 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

البيت الأبيض يكتسى بالثلوج و5 ولايات أمريكية تعلن الطوارئ

GMT 08:21 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

أحمد الفيشاوي يتعرّض لهجوم جديد بسبب تصريحاته عن الوشوم

GMT 06:39 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

زلزال قوي يضرب التبت في الصين ويتسبب بمصرع 53 شخصًا
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab