التضحية بورقة

التضحية بورقة

التضحية بورقة

 العرب اليوم -

التضحية بورقة

بقلم - محمود خليل

كلمة «صك» من الكلمات التى تحمل تسميعاً غير إيجابى لدى البعض، خصوصاً حين يرتبط الصك بمسألة دينية، فالكلمة تستدعى مباشرة عبارة «صكوك الغفران» كفكرة تنتمى إلى القرون الوسطى.

لعل أشهر عبارة يتم تداولها فى الإعلانات الميدياوية والسوشيوميدياوية خلال هذه الأيام الطيبة التى نحياها من شهر ذى الحجة هى عبارة «صكوك الأضحية». والصك كما تعلم عبارة عن ورقة يحصل عليها المضحى مقابل دفع مبلغ معين. لا توجد فروق كبيرة بين أسعار كيلو اللحمة لدى الجهات الموزّعة للصكوك، وهو يصل فى الأغلب إلى 150 جنيهاً، ويغطى الصك 27 كيلوجراماً، يحصل المضحى على ثلثها (9 كيلوجرامات)، أما الباقى فيُوزع بالتعاون بين جهة إصدار الصكوك والجمعيات الخيرية التى تفتش عن الأسر الفقيرة والأولى بالرعاية فى جميع المحافظات.

مع ميلاد الفكرة منذ عدة سنوات، بادرت بعض الجهات الدينية، مثل الإفتاء، إلى الحديث عن شرعيتها، وأشارت إلى أن الصك نوع من أنواع الوكالة، وهى جائزة فى النيابة عن الذابح فى الأضحية.

لا خلاف على أن الفكرة تنطوى على وجه إيجابى، يتمثل فى الوصول بلحوم الأضاحى إلى من يحتاج إليها فى الأماكن المختلفة، بالإضافة إلى تنظيم عملية الذبح، لكن ثمة وجه أو عدة وجوه أخرى غير إيجابية تستحق التوقف أمامها.

أول هذه الوجوه يتمثل فى تعليم المواطن السلبية فى التعامل مع شعيرة دينية. فالمضحى يدفع مبلغاً من المال ثم يتّكل على الله، ومؤكد أنه لا يفتّش وراء الجهة التى تعتمد على القسمة المتعارَف عليها فى توزيع لحوم الأضاحى: الثلث للمضحى، والثلث للعائلة (هدايا)، والثلث للمحتاجين من المصريين دون تمييز.

اللجوء إلى الصك يطمس وجه التواصل العائلى فى فكرة الأضحية، وإنعاش الروابط العائلية فى مثل هذه المناسبات يعد جانباً من الجوانب المهمة أرانا أحوج ما نكون إليه فى الفترة الحالية. فكرة أن تذهب إلى قريب يربطك به رباط عائلى واحد لتهاديه بهدية فضيلة باتت غائبة فى ظل الحياة الافتراضية المصنوعة التى يعيش فى ظلها الجميع، ويخيل إلىّ أن تنشيط فكرة الهدايا العائلية من الأضاحى يمثل أداة من الأدوات التى يمكن أن تعيدنا إلى الحياة الطبيعية الإنسانية.

وجه آخر يتوجّب التوقف أمامه فى فكرة الصكوك يتعلق بعدم بذل المضحى أى جهد فى البحث عمن يستحقون أن توضع لحوم الأضاحى بين أيديهم، وهى ثغرة فى الأداء المصرى المتعلق بهذه الشعيرة، تجد صداه فى سعى بعض أفراد الطبقة الوسطى -تحديداً- إلى إلقاء لحم الأضحية فى أقرب يد (حارس العمارة فى الأغلب)، لأنه لا يريد على سبيل المثال أن يُتعب نفسه ويعود إلى مسقط رأسه فى الحى الفقير الذى نشأ فيه ليبحث عن المحتاجين الحقيقيين ويعطيهم، كما يعطى حارس عمارته أيضاً. وليس هناك خلاف على أن عدد المضحين فى العيد أكبر بكثير من عدد مندوبى الجهات الخيرية التى توزع لحوم الصكوك.

التضحية فى العيد الأكبر شعيرة واجبة على من يقدر، وأساسها ذبح الأضاحى فى الأماكن المخصّصة لذلك بشكل متحضر لا يضر، وهى تعبر عن جوهر من جواهر التقوى «لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ».

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

التضحية بورقة التضحية بورقة



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة
 العرب اليوم - زيلينسكي يتهم الغرب باستخدام الأوكرانيين كعمالة رخيصة

GMT 07:57 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

لبلبة باكية في عزاء بشير الديك وتتحدث عن عادل إمام
 العرب اليوم - لبلبة باكية في عزاء بشير الديك وتتحدث عن عادل إمام

GMT 05:19 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

جنوب السودان يثبت سعر الفائدة عند 15%

GMT 19:57 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

دراسة حديثة تكشف علاقة الكوابيس الليلية بالخرف

GMT 09:06 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

القضية والمسألة

GMT 09:43 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

استعادة ثورة السوريين عام 1925

GMT 09:18 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

الكتاتيب ودور الأزهر!

GMT 10:15 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

لماذا ينضم الناس إلى الأحزاب؟

GMT 18:11 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

النصر يعلن رسميا رحيل الإيفواي فوفانا إلى رين الفرنسي

GMT 18:23 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

حنبعل المجبري يتلقى أسوأ بطاقة حمراء في 2025

GMT 21:51 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

انفجار سيارة أمام فندق ترامب في لاس فيغاس

GMT 22:28 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

27 شهيدا في غزة ومياه الأمطار تغمر 1500 خيمة للنازحين

GMT 19:32 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صاعقة تضرب مبنى الكونغرس الأميركي ليلة رأس السنة

GMT 10:06 2025 الأربعاء ,01 كانون الثاني / يناير

صلاح 9 أم 10 من 10؟

GMT 08:43 2025 الخميس ,02 كانون الثاني / يناير

باكايوكو بديل مُحتمل لـ محمد صلاح في ليفربول
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab