«لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً»

«لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً»

«لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً»

 العرب اليوم -

«لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً»

بقلم - محمود خليل

إفادة بليغة تجدها فى قوله تعالى «لَا تَدْرِى لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً»، وهى الجملة التى تختتم بها الآية الأولى من سورة الطلاق وتقول: «يَا أَيُّهَا النَّبِىّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ وَأَحْصُوا الْعِدَّةَ وَاتَّقُوا اللَّهَ رَبَّكُمْ لَا تُخْرِجُوهُنَّ مِن بُيُوتِهِنَّ وَلَا يَخْرُجْنَ إِلَّا أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لَا تَدْرِى لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً».

الطلاق بمعناه الخاص يعنى انفصال أحد الزوجين عن الآخر، وهو كما تعلم أبغض الحلال، والآية الكريمة تنصح بعدم الإقدام عليه إلا بعد منح النفس فرصة للمراجعة والفحص حتى تطمئن إلى هذا القرار الخطير، فلربما أدى تأمل الرجل لعلاقته بزوجته إلى تذكر بعض النقاط الإيجابية المضيئة التى أهملها وهو يصدر قراره الغاضب. ذلك هو المعنى فى الجملة القرآنية التى تقول: «لَا تَدْرِى لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذلِكَ أَمْراً»، فالأمر هنا مقصود به مراجعة القرار، فقد يؤدى ذلك إلى العدول عنه فى اللحظة الأخيرة، بهدى من الخالق العظيم «لله الأمر من قبل ومن بعد».

أما الطلاق بمعناه العام فيعنى الانفصال أو اتخاذ قرار بالمفاصلة بين شخص وآخر، أو بين شخص ومكان، أو بين شخص وعمل، أو بين شخص وسلوك، أو بين شخص وعادة معينة وهكذا.

الطلاق بمعناه العام لا يحمل قيمة سلبية فى المطلق، بل فى أحيان يكون إيجابياً كل الإيجابية، فطلاق الإنسان لصاحب سيئ، أو مكان قبيح، أو عمل غير أخلاقى، أو سلوك معوج، أو عادة سيئة، يقع فى مربع الإيجابية، التى تؤدى إلى تطوير حياة الإنسان إلى الأفضل. ولعلك تذكر العبارة الآسرة التى ترددت على لسان على بن أبى طالب وهو يعلن طلاقه للدنيا: «يا دنيا غرى غيرى.. قد طلقتك ثلاثاً».

العكس أيضاً صحيح. ففى كثير من الأحيان يحمل معنى الانفصال أو المفاصلة دلالات سلبية تدل على تسرع الإنسان، خصوصاً عندما يتخذ قراراً معيناً تحت ضغوط ظروف طارئة. الإنسان فى هذه الحالة مطالب بالتمهل والتفكير المتأنى قبل اتخاذ أى قرار، قد يندم عليه.. فالظروف تتغير والأحوال تتباين، ولا يشابه اليوم الذى يعيشه الإنسان أمسه أو غده «كل يوم هو فى شأن»، وليس من العقل أن يحسب الإنسان حسابات أيام متصلة بناء على لحظة أو ظرف يقبع تحت ضغطه، الصواب فى مثل هذه المواقف أن يتأمل الإنسان خيراً فى القادم «لَا تَدْرِى لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً».

فقد تأتى لحظة تالية تحمل أمراً أو حدثاً جديداً يقلب حسابات الإنسان رأساً على عقب، وبالتالى فمهما أحاطت بالإنسان الضغوط عليه أن يتعشم فى وجه الكريم الرحيم الودود اللطيف بعباده الذى كتب على نفسه الرحمة والرأفة بمخلوقاته.

الآية الكريمة تحمل معنى عميقاً يمنح المؤمن به طمأنينة وثقة وأملاً فى الله الذى يغير إن يرد حالاً بحال.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً» «لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب
 العرب اليوم - يحيى الفخراني يختار التمثيل ويترك مهنة التدريس في كلية الطب

GMT 07:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام
 العرب اليوم - ميتا تطلق أدوات ذكاء اصطناعي مبتكرة على فيسبوك وإنستغرام

GMT 02:56 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

مقتل وإصابة 40 شخصا في غارات على جنوب العاصمة السودانية

GMT 10:42 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

عواقب النكران واللهو السياسي... مرة أخرى

GMT 10:46 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

إيران بين «طوفان» السنوار و«طوفان» الشرع

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 10:22 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

توتنهام يضم الحارس التشيكي أنطونين كينسكي حتى 2031

GMT 10:38 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

المشهد في المشرق العربي

GMT 10:27 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

سبيس إكس تطلق صاروخها فالكون 9 الأول خلال عام 2025

GMT 08:03 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

وجهات سياحية مناسبة للعائلات في بداية العام الجديد

GMT 14:02 2025 السبت ,04 كانون الثاني / يناير

الاتحاد الإسباني يعلن رفض تسجيل دانى أولمو وباو فيكتور

GMT 11:47 2025 الجمعة ,03 كانون الثاني / يناير

كيروش يقترب من قيادة تدريب منتخب تونس
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab