عصر الانفتاح

عصر الانفتاح

عصر الانفتاح

 العرب اليوم -

عصر الانفتاح

بقلم - د. محمود خليل

يُتهم عصر الانفتاح -بدءاً من حقبة السبعينات من القرن الماضي- بأنه عصر دخول مصر إلى مرحلة الأسواق الاستفزازية، بعد فترة عاشتها في ظل معادلة "الأسواق المتوازنة"، التي لا توجد فيها تفاوتات كبيرة بين ما يأكله أو يشربه أو يركبه أو يلبسه أو يتعلمه الناس، لأن أسواق الطعام والشراب واللهو والتعليم والصحة والنقل وغير ذلك كانت متقاربة.

بدأت الأمور تختلف بعد ذلك في عصر الانفتاح، حين اتسعت الأسواق وتمددت وتباين المعروض فيها على كافة هذه المستويات، وبات من يملك يستطيع أن يقتني، ومن لا يملك يعيش حالة استفزاز، قد تخلق لديه حقداً أو طموحاً يدفعه إلى البحث عن المال.هذا التوصيف صحيح، فلا خلاف على أن سياسة الانفتاح لعبت دوراً مهماً في هز منسوب الأخلاق، وزرعت لدى من يملك المال إحساساً وهمياً بالقيمة، ولدى من لا يملكه غضباً وإحساساً بانعدام القيمة.

ودفعت كثيرين في ذلك الوقت إلى البحث عن المال من طرق متنوعة، كان أكثرها شيوعاً -وشرفاً- السفر إلى الخليج والعمل هناك.التحول الناتج عن الانفتاح الاقتصادي بدءاً من العام 1974 أدى إلى هز منسوب الأخلاق في مجتمعنا، لكنه لم يتسبب في انخفاضه، فقد بقيت الكثير من الأخلاقيات الجيدة لدى الناس طيلة السبعينات والثمانينات والتسعينات، لا لشىء إلا لأن البحث عن المال لدى الفئة الأكبر من المصريين حينذاك كان مداره طرق محددة، هي في الأغلب طرق منطقية ولا غبار عليها من الناحية الأخلاقية.

فالسفر والعمل في الخارج، وهو الطريقة الأكثر شيوعاً لتحسين الأوضاع المعيشية في السبعينات والثمانينات، كان يعبر عن رحلة غربة وتعب من أجل ستر الحال، بشراء شقة، أو سيارة، أو ادخار مبلغ للزمن، كل هذه الأمور جديرة بالاحترام، والثراء الذي تأسس على العمل الحرفي خلال السبعينات والثمانينات والتسعينات أيضاً مسألة ليس فيها شىء.البحث عن المال أيام الانفتاح كان يتم عبر طرق طبيعية لدى أغلب الناس، ولست أحدثك هنا عن القطط السمان التي أثرت بطرق ملتوية، أو عن طريق استغلال حالة "السداح مداح" التي سادت الانفتاح.

كما كان يصف الكاتب الكبير الراحل أحمد بهاء الدين، بل أتحدث عن الإنسان المصري العادي، المهندس، أو الطبيب، أو المعلم، أو أستاذ الجامعة، أو العامل، أو الفلاح، الذي كان يحاول تحسين أوضاعه داخل مجتمع تحول من السوق المتوازنة إلى السوق الاستفزازية المفتوحة، بطرق مستقيمة لا تمنح الفرصة لظهور حالات سعار، أو تمنح المساحة للحالات الأخلاقية الثعبانية أو الأفعوانية، التي تحاول بخ سمومها في كل اتجاه.

التحول الحقيقي في اتجاه السعار والسمية بدأ في تقديري مع مطلع الألفية الجديدة، وقد ارتبط بنوع آخر من الانفتاح -غير الانفتاح الاقتصادي- هو ببساطة الانفتاح التكنولوجي، والذي كان مداره شبكة الانترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي، حيث توفرت فرص لمسألتين في منتهى الخطورة، أولهما "المكسب الافتراضي"، وثانيهما "فوضى الآراء".

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عصر الانفتاح عصر الانفتاح



GMT 10:34 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
 العرب اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 10:29 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف
 العرب اليوم - نصائح لاختيار قطع الأثاث للغرف متعددة الوظائف

GMT 13:32 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب
 العرب اليوم - الشرع يبحث مع فيدان في دمشق مخاوف أنقرة من الإرهاب

GMT 09:16 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل
 العرب اليوم - أحمد العوضي يتحدث عن المنافسة في رمضان المقبل

GMT 20:21 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

غارة إسرائيلية تقتل 7 فلسطينيين بمخيم النصيرات في وسط غزة

GMT 16:46 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

صورة إعلان «النصر» من «جبل الشيخ»

GMT 22:23 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

إصابة روبن دياز لاعب مانشستر سيتي وغيابه لمدة شهر

GMT 06:15 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

جنبلاط وإزالة الحواجز إلى قصرَين

GMT 18:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

مصر تحصل على قرض بقيمة مليار يورو من الاتحاد الأوروبي

GMT 10:01 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الزمالك يقترب من ضم التونسي علي يوسف لاعب هاكن السويدي

GMT 19:44 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

هزة أرضية بقوة 4 درجات تضرب منطقة جنوب غرب إيران

GMT 14:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

استشهاد رضيعة فى خيمتها بقطاع غزة بسبب البرد الشديد

GMT 14:09 2024 الخميس ,19 كانون الأول / ديسمبر

كوليبالي ينفي أنباء رحيله عن الهلال السعودي

GMT 03:37 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 20:22 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يعلن صرف 10 ملايين يورو لوكالة "الأونروا"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab