افتقاد البوصلة

افتقاد البوصلة

افتقاد البوصلة

 العرب اليوم -

افتقاد البوصلة

محمود خليل
بقلم - محمود خليل

افتقاد البوصلة فى أى مجال يؤدى إلى التحرك فى الاتجاه الخطأ.

قبل يوليو 1952 وتحديداً فى عام 1948 كانت مصر تكافح ضد الاحتلال الإنجليزى الذى جثم على صدرها منذ عام 1882، ورغم ذلك انطلق الملك فاروق يدعو إلى الزحف نحو فلسطين لتحريرها من عصابات اليهود التى توشك على السيطرة عليها.

دولة محتلة تريد أن تخلص غيرها من الاحتلال!.

وكانت النتيجة أن فشلت الجيوش العربية فى أداء المهمة وأُعلن قيام الدولة العبرية، وظل الاحتلال يرتع فى مصر حتى اتفاقية الجلاء عام 1954 ثم انسحاب آخر جندى إنجليزى من مصر عام 1956.

بعد يوليو 1952 شهدنا أوقاتاً فقد فيها النظام السياسى الناصرى البوصلة.

ففى وقت كنا نتحدث فيه عن أن إسرائيل هى عدونا الأول وأنها الدولة التى قامت باحتلال سيناء فى حرب 1956، ثم انسحبت منها، ومعها القوات الإنجليزية والفرنسية عقب الإنذار الأمريكى، إذا بالمصريين حينها يفاجأون بتحرك القوات إلى اليمن (عام 1962) لنخوض حرباً ضد الرجعية الإمامية المدعومة بقوى الرجعية العربية.

دولة تعرف أن عدوها الأول «إسرائيل» يستهدفها، تنقل معركتها إلى أرض بعيدة جرياً وراء تحقيق نصر وهمى يعوض فشل الوحدة بين مصر وسوريا عام 1961.

والنتيجة شهداء ومصابون فى حرب طال أمدها على عكس ما كان متوقعاً، وإنهاك لقواتنا واستهلاك لمعداتنا العسكرية بان أثره بعد ذلك فى المواجهة التى خضناها مع عدونا الحقيقى إسرائيل عام 1967.

فى التسعينات من القرن الماضى تعرض الرئيس مبارك لمحاولة اغتيال فاشلة فى «أديس أبابا» عاد على أثرها إلى القاهرة.

بعدها بدأت الاهتمامات الأفريقية لمبارك فى التراجع، رغم أن العلاقات المصرية الأفريقية كانت على رأس أجندة أولوياته طيلة فترة الثمانينات وحتى محاولة الاغتيال الفاشلة عام 1995.

على مدار 15 عاماً لم تعد بوصلة السياسة الخارجية المصرية تؤشر بسهمها إلى أفريقيا، بل غيّرت وجهتها إلى دول أخرى فى المنطقة.

وفى ظل الغياب المصرى، أو قُل تراجع أدوار مصر فى أفريقيا، تحرك غيرنا ممن أرادوا ملء الفراغ أو استغلال غيابنا عن الساحة الأفريقية لتحقيق أهداف خاصة به، لا تصب فى الأغلب فى صالح مصر.

وجود مصر على الساحة الأفريقية خلال الفترة التى أعقبت محاولة الاغتيال الفاشلة لمبارك كان وجوداً كروياً بالأساس، حين وفقنا الله للفوز بكأس الأمم الأفريقية 3 مرات.

وعندما وصلنا إلى العام 2010 كانت قمة عنتيبى قد انعقدت (فى شهر مايو) ووقع عدد من دول حوض النيل على اتفاقية عنتيبى التى ألغت كل الاتفاقيات التاريخية التى سبقتها وصادرت على مبدأ الحقوق التاريخية للدول - مصر والسودان على وجه التحديد - فى مياه النيل.

وقبل أيام من ثورة يناير 2011 كانت رحى الاستفتاء على انفصال أهل جنوب السودان عن شمالها تدور، وانتهت بقسمة السودان على اثنين.

العاقل من يتعلم من أحداث التاريخ، ويتفهم كيف يوجه البوصلة فى الاتجاه الصحيح إذا ضلّت الاتجاه.

وقد وجّهنا بوصلة التعامل مع إثيوبيا منذ عام 2015 وحتى الآن فى اتجاه التفاوض، وأظن أننا نعيش لحظة تفرض علينا إعادة توجيه البوصلة لحماية حقنا وحق الأجيال المقبلة فى مياه النيل.

تعديل بوصلة الحاضر ضرورة.. لأن التاريخ لا يغفر.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

افتقاد البوصلة افتقاد البوصلة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 02:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

طائرات الاحتلال المسيرة تقصف مستشفى العودة شمال غزة
 العرب اليوم - طائرات الاحتلال المسيرة تقصف مستشفى العودة شمال غزة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 02:42 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

فردوس عبد الحميد تروي تفاصيل موقف إنساني جمعها بـ سعاد حسني
 العرب اليوم - فردوس عبد الحميد تروي تفاصيل موقف إنساني جمعها بـ سعاد حسني

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab