أصحاب المال وصاحبة المقام

أصحاب المال.. وصاحبة المقام

أصحاب المال.. وصاحبة المقام

 العرب اليوم -

أصحاب المال وصاحبة المقام

بقلم: د. محمود خليل

على الخط المتصل ما بين ميدان السيدة زينب وميدان السيدة نفيسة يعيش البسطاء من أهالى الخليفة والصليبة وطولون حياة هادئة مطمئنة، حتى فى اللحظات التى اهتزت فيها الأرض من تحت أقدامهم، كما حدث خلال زلزال 1992، كما حكيت لك، فمن وجهة نظرهم لا قلق على من يعيش فى حمى أهل البيت.

إنها القناعة القديمة المتجدّدة الراسخة فى نفوس الكثير من بسطاء المؤمنين من أهل بلادنا، والتى تجدها حاضرة فى رواية نجيب محفوظ «خان الخليلى»، وهو يحكى عن أسرة «عاكف أفندى»، التى تركت حى «السكاكينى» خلال الحرب العالمية الثانية بسبب قُرب معسكرات الإنجليز منه، وتعرّضها لهجمات متكرّرة من طيران الألمان، وانتقلت إلى حى الحسين لتعيش فى حماه. اعتقد عاكف أفندى أن «هتلر» رجل مؤمن ويفهم مقام «الحسين» ومكانته، وأنه ليس من التغفيل ليضرب هذا الحى من القاهرة فيوغر صدر المسلمين عليه، حتى لو سولت له نفسه هذا فللمقام رب يحميه.

اللافت أن سكان الخط الممتد من السيدة زينب إلى السيدة نفيسة يقبعون فى حمى سيدات أهل البيت النبوى الكريم، ويفخرون بأنهم يعيشون فى المكان الذى يحتضن ترابه: زينب بنت على، ونفيسة بنت الحسن الأنور، وسكينة بنت الحسين، ورقية بنت الإمام على الرضا، وعائشة بنت الإمام جعفر الصادق، وغيرهن، مما يؤشر إلى الوضعية الفريدة التى حظيت بها المرأة فى الإسلام منذ عصوره الأولى، والمكانة الخاصة التى اكتسبتها لدى المصريين أبناء الحضارة.

لكن يبقى أن السيدتين الجليلتين: زينب ونفيسة، رضى الله عنهما، تتمتعان بمكانة فريدة فى قلوب أهل هذا الحى من المصريين، بل ولدى أهل بر مصر قاطبة. وقد حكيت لك عن السيدة زينب المؤمنة المناضلة، التى تحول ضريحها إلى قبلة للضعفاء والعواجز وطلاب الحاجات، خلافاً للسيدة نفيسة وضريحها الذى يُعد قبلة للمشاهير وكبار القوم، جنباً إلى جنب مع بسطاء المصريين. هل هذا التوجّه الطبقى نحو ضريحى الكريمتين له ما يبرره؟

السيدة نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على بن أبى طالب، وكان أبوها نائباً للخليفة المنصور على المدينة، وكان ثرياً كبيراً، ورثت عنه الابنة مالاً كثيراً، دأبت على إنفاقه، حين وفدت إلى مصر، على المرضى والفقراء والمساكين، وبالإضافة إلى جودها كانت السيدة نفيسة عابدة زاهدة عالمة بأمور الدنيا والدين.

السيدة نفيسة كانت ثرية للغاية، فهى ابنة لوالٍ وكانت أيضاً زوجة لوالٍ «إسحق المؤتمن» والمال كان تحت يديها كثيراً، ولم تكن من البشر الذين يميلون إلى الحياة وزخرفها، بل على العكس تماماً حبّب الله إليها الصلاة وتلاوة القرآن الكريم وفعل الخيرات، وفضيلتها الكبرى أنها أعطت الأثرياء درساً فى كفالة المرضى والمحتاجين من الضعفاء، وربما فسر لك ذلك ميل الكثير من مشاهير المجتمع من مسئولين وفنانين ورياضيين ورجال أعمال إلى زيارة ضريحها الكريم والصلاة بمسجدها العامر. فقد يكون بعضهم ميالاً إلى تمثّل سلوكها الراقى، وقد يكون آخرون ميالين إلى التمسح بجوارها السعيد، وتلمس بركة الرزق الوفير أو الحفاظ على الثروة منها، لكن المؤكد أن ثمة خيطاً إيمانياً يختلف فى مستوى متانته يربط بينهم وبين صاحبة المقام الكريم.

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أصحاب المال وصاحبة المقام أصحاب المال وصاحبة المقام



جورجينا رودريغيز تتألق بالأسود في حفل إطلاق عطرها الجديد

القاهرة ـ العرب اليوم
 العرب اليوم - طائرة مساعدات إماراتية عاجلة لدعم لبنان بـ100 مليون دولار

GMT 08:54 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية
 العرب اليوم - منة شلبي تعلن رأيها في الألقاب الفنية

GMT 09:20 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف
 العرب اليوم - الألعاب الإلكترونية منصة سهلة لتمرير الفكر المتطرف

GMT 22:38 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مقتل مصريين حادث إطلاق النار في المكسيك

GMT 04:42 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

مفكرة القرية: تحصيل دار

GMT 06:26 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

ذبحة صدرية تداهم عثمان ديمبلي

GMT 05:00 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

خروج بلا عودة

GMT 18:55 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

3 قتلى و3 جرحى نتيجة انفجار ضخم في حي المزة وسط دمشق

GMT 09:22 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

الحوثيون يعلنون استهداف تل أبيب بعدد من طائرات الدرون

GMT 22:23 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

18 قتيلا بضربة إسرائيلية على مقهى في طولكرم

GMT 15:25 2024 الأربعاء ,02 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تقرر ضرب هدف استراتيجي في إيران

GMT 08:13 2024 الجمعة ,04 تشرين الأول / أكتوبر

18 شهيدًا في غارة للاحتلال الإسرائيلي على مخيم طولكرم

GMT 13:05 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

كوريا الجنوبية تستعد لإعصار "كراثون"

GMT 09:21 2024 الخميس ,03 تشرين الأول / أكتوبر

إسرائيل تقصف 5 بلدات في جنوب لبنان بالمدفعية
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab