الهروب من المدرسة
الجيش الإسرائيلي يقول إن سلاح الجو استهدف منشأة يستخدمها حزب الله لتخزين صواريخ متوسطة المدى في جنوب لبنان أكثر من 141 قتيلا في اشتباكات بين القوات السورية وهيئة تحرير الشام في ريفي حلب وإدلب بوتين يقول إن الهجوم الضخم على أوكرانيا كان "ردًا" على الضربات على روسيا بأسلحة أميركية وبريطانية الجامعة العربية تطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في غزة والسماح بدخول المساعدات الخطوط الجوية الفرنسية تواصل تعليق رحلاتها إلى تل أبيب وبيروت حتى نهاية العام قطر ترحب بوقف النار في لبنان وتأمل باتفاق "مماثل" بشأن غزة وزير الدفاع الإسرائيلي يوعز بالتعامل بشكل صارم مع الأشخاص المحسوبين على حزب الله العائدين إلى الشريط الحدودي مع إسرائيل الجيش الإسرائيلي يصدر أوامر إخلاء لسكان عدد من المناطق في صور ويأمرهم بالتوجه إلى شمال نهر الأولي الدفاع الجوي الأوكراني يعلن إسقاط 50 مسيرة روسية من أصل 73 كانت تستهدف مواقع أوكرانية الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا
أخر الأخبار

الهروب من المدرسة

الهروب من المدرسة

 العرب اليوم -

الهروب من المدرسة

بقلم: د. محمود خليل

مقاومة الذهاب إلى المدرسة مسألة قديمة متجددة منذ أن عرف المصريون التعليم، ولم يزل صدى هذه المقاومة يعمل حتى اللحظة، بالأمس كان لهم أسباب واليوم لهم أسباب أخرى.

دعا محمد على الناس إلى إلحاق أولادهم بالمدارس مبدأ إنشائه لها، فلم يستجب له أحد. سمعة السلطة لم تكن طيبة لدى الشعب، بسبب اعتمادها على القسر وسوق الناس بالسخرة إلى ما تريد، خاف الناس على أولادهم من أن يكون مآلهم مثل من سبقهم إلى الاندماج فى مشروعات الوالى، وتقلبوا فى بلاد الله، ولم يعد أهلهم يعرفون شيئاً عن مصائرهم.

قرر محمد على اتباع الأسلوب المعتاد حينذاك لجمع الأطفال للدراسة بالمدارس، فكان يتم اختطافهم وانتزاعهم من أحضان أهليهم، ويدفع بهم إلى المدارس قهراً، قاوم الأهالى -خصوصاً فى القرى- قدر ما استطاعوا، وهرب من الأطفال من استطاع الهرب، لكن آلة جمع الأنفار واصلت العمل، وبالغ مسئولو الأقسام داخل المراكز الحكومية فى تحقيق رغبات الوالى فى هذا السياق، فداهموا البيوت والميادين والحوارى والأزقة لجمع الأطفال، وما أكثر ما كانوا يجمعون عدداً أكبر من المطلوب، إظهاراً للإخلاص والولاء، وكله على حساب الأهالى.

نظام الدراسة فى المدارس أيام الوالى كان داخلياً، فكان الطفل يدرس ويأكل ويشرب ويزود بالملابس وينام فى المدرسة، ويظل معزولاً عن أهله على مدار سنوات الدراسة الطوال، ولا يزور أهله بعد ذلك إلا بإذن الوالى، وعلى ما فى النظام المدرسى من ميزات، إلا أنه لم يغر رب أى أسرة بأن يدفع بولده إليه. أبوالتعليم فى مصر -على باشا مبارك- يحكى فى مذكراته أن نفسه لم تنزع إلى التعليم ولم تمل إلى دخول المدرسة فى بدايات رحلته فى الحياة!.

ظلت الحال كذلك حتى بدأت المدارس فى تخريج أول نماذجها. انبهر الناس بالمتعلمين الذين عادوا إلى أهليهم، رأوهم يرتدون الزى الحسن النظيف، وينالون مرتبات طيبة، وينعمون بالرضا السامى لولى النعم، سمعوا عن التحولات التى حدثت لأسرهم بعد أن أصابوا مناصب أو مواقع مميزة فى دواوين الدولة، والثراء الذى نعموا به بعد جوع وقحط، هذه العوامل وغيرها أغرت الناس بإدخال أولادهم إلى مدارس الوالى، حيث رأوا فى التعليم أداة للصعود الاجتماعى والاقتصادى المجانى، ووسيلة لتحويل أبنائهم إلى أفندية «أبناء الباشا».

فى اللحظة التى بدأت فيها المدرسة تكتسب وجاهتها وحيثيتها من وجهة النظر الشعبية، بدأت تفقد بريقها لدى الوالى محمد على، بل وبدأت تخيفه على ملكه وسلطانه. لقد كتب الوالى محمد على إلى نجله «إبراهيم باشا» مشيراً إلى ما تعانيه أوروبا عندئذ من نتائج تعميم التعليم بين أبناء العامة، أبرزها دفعهم إلى التفكير والتمرد، بما يحمله ذلك من مخاطر.

إنها المعادلة العجيبة التى حكمت المدرسة فى مصر منذ ظهورها، سلطة ترى فيها أداة لإيجاد عناصر موالية ونخبة قادرة على القيام بوظائف معينة لصالحها وفى معيتها، ولا تريد أن تجعل من التعليم علماً ينير العقول وينضجها لأن فى ذلك خطراً عليها، بسبب تناقضه مع هدفها فى سياسة الناس بسلاسة وطاعة. على الطرف الآخر لم تعجب فكرة المدرسة الأهالى فى بدايتها واعتبروها مؤسسة سخرة مثل كل المؤسسات التى تعودوا عليها، فلما بان الأثر الربحى -اجتماعياً واقتصادياً- للأمر دفعوا بأولادهم إليها، لكن تجارب المعلمين الأوائل تشهد على أن أسرهم كانت ترفض منهم أى نوع من التفكير الصدامى مع الأفكار السائدة ورأوا فى ذلك شروداً وإضراراً بثوابت المجتمع، وواجهوها بحسم، لأن الأهالى هم الآخرون لم يكونوا يريدون من المدرسة «العلم» بل الشهادة التى تجلب المال (أيامها طبعاً).

 

arabstoday

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

GMT 06:11 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

اكتشافات أثرية مهمة بموقع ضرية في السعودية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الهروب من المدرسة الهروب من المدرسة



إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الفخامة والحداثة بأسلوب فريد

عمّان ـ العرب اليوم

GMT 21:53 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يناقش إبعاد بعض وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله
 العرب اليوم - ترامب يناقش إبعاد بعض  وسائل الإعلام من البيت الأبيض مع نجله

GMT 09:20 2024 الجمعة ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد
 العرب اليوم - كريم محمود عبد العزيز يشوّق جمهوره لفيلمه الجديد

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024
 العرب اليوم - كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 18:57 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

العين قد تتنبأ بالخرف قبل 12 عاما من تشخيصه

GMT 09:17 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

فواكه طبيعية لتحسين وظائف الكلى ودعم تطهيرها بطرق آمنة

GMT 04:28 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

تناول الزبادي الطبيعي يومياً قد يقلل من خطر الإصابة بسرطان

GMT 06:06 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

راجعين يا هوى

GMT 04:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 19:14 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الملك سلمان بن عبد العزيز يفتتح مشروع قطار الرياض

GMT 08:52 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

كيا EV3 تحصد لقب أفضل سيارة كروس أوفر في جوائز Top Gear لعام 2024

GMT 20:30 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن إسقاط مسيرة تحمل أسلحة عبرت من مصر
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab