أولاد «توفيق»

أولاد «توفيق»

أولاد «توفيق»

 العرب اليوم -

أولاد «توفيق»

بقلم - محمود خليل

. و«توفيق» هذا، هو الخديو توفيق نجل الخديو إسماعيل الذى حكم مصر بعد نفى أبيه عام 1879، وفى عهده وقعت الثورة العرابية عام 1882، واحتل الإنجليز مصر.

ولدان من أبناء توفيق كانت لهما قصة عجيبة مع عرش الخديوية المصرية، أولهما هو الخديو عباس حلمى الثانى (النجل الأكبر لتوفيق)، وقد اعتلى السدة الخديوية بعد وفاة أبيه، وأظهر نوعاً من الرفض للإنجليز، ترجمه فيما بعد فى صورة تحدٍّ للسلطة الإنجليزية التى تحتل البلاد، ودعّم الحركة الوطنية التى قادها الزعيم مصطفى كامل المنادية بجلاء الاحتلال عن مصر، وبالغ فى التودد للمصريين والتقرب منهم فأحبوه، لكن حساباته السياسية خانته عام 1914، ففى اللحظة التى اندلعت فيها شرارة الحرب العالمية الأولى قرر الإنجليز الثأر منه ونفيه إلى خارج البلاد، وتولية عمه حسين كامل مكانه ليصبح سلطاناً على مصر، لكن أثر الرجل فى المصريين ظل باقياً رغم بعده عن البلاد، فقد أعجبوا بخديوهم الذى تحدى سلطة الإنجليز، خلافاً لأبيه الذى جاء بالإنجليز إلى مصر، وظل الأطفال فى الشوارع يرددون النداء له: «الله حى.. عباس جاى».

الابن الثانى هو الأمير محمد على توفيق، الشقيق الأصغر للخديو عباس حلمى، وقد كان حلم استعادة عرش حكم مصر يداعب خياله، منذ نفى أخيه خارج البلاد، ورأى أنه أحق الناس بالعرش، كان يعلم أن شقيقه «عباس» يشتاق إلى العودة إلى مصر واسترداد عرشه، لكنه اعتبر ذلك محض خيال أو شكلاً من أشكال أحلام اليقظة، فما ذهب لا يعود، راجع تجربة أخيه فى الحكم وخلص إلى أنه أخطأ فى حسبته السياسية، حين عادى الإنجليز وتلحّف بالشعب، وبعض رموز الحركة الوطنية بالبلاد. آمن بأن الإنجليز هم أصحاب الحل والعقد فوق تراب المحروسة، فهم الذين أطاحوا بـ«عباس» من سدة الخديوية -حين رفض الحماية الإنجليزية- وأجلسوا عمه مكانه.

اشتعلت أحاسيس الأمير محمد على توفيق بالآمال بعد وفاة عمه السلطان حسين كامل، ورفض نجله الأمير كمال الدين حسين وراثة العرش، وقال فى نفسه: «آن الأوان ليسترد أولاد توفيق الحكم من جديد»، لكن الرياح أتت بما لا تشتهيه سفينة آماله، فقد قرر الإنجليز تولية أحمد فؤاد الأول السلطة خلفاً لحسين كامل، وأصبح الأمير المشتاق ولى عهد له.

لم يتخلّ الأمير محمد على عن الأمل، خصوصاً بعد تعثر «فؤاد» فى إنجاب ذكر يرث العرش من بعده، لكن سرعان ما تبخرت الآمال حين أنجب فؤاد ولده «فاروق»، ليتولى الحكم بعد وفاة أبيه عام 1936، ويصير الأمير محمد على من جديد ولياً لعرش الابن، بعد أن كان ولياً لعرش الأب. تنتعش آماله، وهو يلاحظ أن «فاروق» لا ينجب غير «البنات»، ويظل الحال كذلك، حتى يرزق الملك بولده الأول ووريث عرشه أحمد فؤاد الثانى، فتتبدد الآمال من جديد.

كان محمد على توفيق على استعداد لفعل أى شىء من أجل العرش. ارتمى بشكل كامل فى أحضان الإنجليز، وتأمّل لحظة حصار الإنجليز لقصر «فاروق» عام 1942 أن يطيحوا به كما أطاحوا من قبل بشقيقه «عباس» ليجلس مكانه، لكن الملك انصاع لأوامرهم، وفاتت الفرصة، ثم تحول العشم إلى وهم بعد أن أنجب «فاروق» ولداً، وما هى إلا شهور بعد هذا الحدث، حتى قامت ثورة يوليو 1952 لتطوى صفحة الملك والملكية فى مصر، وكان هذا الحدث بالنسبة للأمير محمد على إشارة إلى انتهاء التجربة، فرحل عن الحياة عام 1954.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أولاد «توفيق» أولاد «توفيق»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 19:56 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
 العرب اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 15:50 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل
 العرب اليوم - مفاوضات غامضة بين محمد صلاح وليفربول وسط تصريحات مثيرة للجدل

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة
 العرب اليوم - ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا
 العرب اليوم - روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 10:18 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

الوجدان... ليست له قطع غيار

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 22:55 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تتجه نحو اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان

GMT 21:25 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

هوكشتاين يُهدّد بالانسحاب من الوساطة بين إسرائيل ولبنان

GMT 10:02 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

اثنان فيتو ضد العرب!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab