جيل الألفية

جيل الألفية

جيل الألفية

 العرب اليوم -

جيل الألفية

محمود خليل
بقلم - محمود خليل

أذكر أننى حدثتك ذات مرة عن «الجيل زد»، وهو جيل الشباب من مواليد أواخر التسعينات وبداية الألفية الجديدة، هذا الجيل كان محل اهتمام كبير وخطير خلال تفاعلات انتخابات التجديد النصفية للكونجرس الأمريكى (أوائل شهر نوفمبر الحالى)، وأسفرت عن فوز «الحزب الجمهورى» بأغلبية بسيطة، ولم يكتسح «الحزب الديمقراطى»، كما كان متوقعاً، والفضل فى ذلك يعود إلى الجيل زد، أو جيل الألفية، سمِّه ما شئت.نشأ هذا الجيل فى ظرف تكنولوجى يختلف أشد الاختلاف عن الأجيال التى سبقته.

فهو لم يشعر بالمفاجأة التى شعرت بها الأجيال الأقدم وهى ترى أجهزة الكمبيوتر الشخصى تقتحم حياتها، لتخرجها من كهوف الورق إلى العالم الإلكترونى، ولم يحس بما أحسّت به من دهشة وهى تمسك فى يدها الساحر الصغير المسمّى الموبايل، وتنتقل به حيث تشاء، وتتواصل منه مع غيرها وقتما تريد، وتواصلت دهشة الأجيال الأقدم بعد ذلك حين اقتحمت شبكة الإنترنت الحياة، وباتت منصاتها الأداة الأهم للتعليم، والعمل، والتسوق، والبيع والشراء، والتسلية وإشباع الهوايات، والتواصل مع الآخرين.

اهتمام كبير يوليه الأمريكان لهذا الجيل، إذ يرون فيه محركاً مهمّاً لأحداث الحاضر وتفاعلات المستقبل، وأن مساحة تأثيره تزيد شيئاً فشيئاً مع انسحاب الجيل الأقدم من ساحات العمل ومسارح الحياة، وقد كانت انتخابات التجديد النصفى مناسبة جيدة للحديث عن هذا الجيل والتأثير الذى يمكن أن يُحدثه فى نتائجها، فهو يضم كتلة عريضة من المواطنين الشباب يصل تعدادها إلى 50 مليون شخص، وتتراوح أعمارهم بين 18 و23 عاماً، ويمتاز برؤية أكثر حسماً نحو ما يواجهه فى كثير من قضايا، يرى أن الأجيال القديمة تلكأت فى حسمها، واعتمدت فى معالجتها على منهجية «تقديم رجل وتأخير رجل»، مثل قضايا الإجهاض، والحق فى الدفاع عن النفس، وغير ذلك، وهو لا يتحرك بولاء ثابت لأىٍّ من الحزب الجمهورى أو الديمقراطى، بل ولاؤه الأول لما يؤمن به.

توجه كل جيل يبدو طبيعياً، فالأجيال الأقدم نشأت وتربّت وتعلّمت وتثقفت وعملت فى ظل أجواء يسودها التحفّظ، فى حين أن جيل الألفية نشأ فى بيئة تكنولوجية وفّرت أدوات جديدة تدخّلت فى تربية وتعليم وتثقيف وتحديد أساليب ومجالات العمل، بالنسبة لأفراده، وقد توسّع تأثير هذه الأدوات بصورة أكثر حدّة لدى الجيل التالى، الذى يطلق عليه الجيل «ألفا»، الذى وُلد خلال العقد الثانى من الألفية الجديدة (من 2010 - 2020).

الأجيال الجديدة، سواء زد أو ألفا، وُلدت وتربت فى ظل أجواء حدثية شديدة التقلب، تجد ذلك حاضراً فى أحداث 11 سبتمبر 2001، والغزو الأمريكى للعراق 2003، ثم أحداث الربيع العربى 2011، وغير ذلك.

تفاعل جيل الألفية مع هذه الأحداث وغيرها كان يتم بشكل مغاير كل المغايرة للطرق التى اعتمدت عليها الأجيال السابقة عندما تفاعلت مع الأحداث التى عاشتها.

أبناء جيل الألفية هم الأكثر جدارة بوصف «المواطن الرقمى»، لأنهم أقدر من غيرهم على التعامل مع مصادر المعلومات الرقمية، بخيرها وشرها وحلوها ومرها، وهو الأشد تأثّراً بها، بحيث يمكن القول إن هذا الجيل بات يشكل الكتلة الحرجة داخل الكثير من المجتمعات، يشهد على ذلك الالتفات الواضح من جانب المحللين السياسيين لدوره فى الانتخابات الأمريكية الأخيرة

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جيل الألفية جيل الألفية



أحلام تتألق بإطلالة لامعة فخمة في عيد ميلادها

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 11:01 2025 الجمعة ,21 شباط / فبراير

كويكب مخيف... وكوكب خائف
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2025 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab