الأسطورة «الحسينية»

الأسطورة «الحسينية»

الأسطورة «الحسينية»

 العرب اليوم -

الأسطورة «الحسينية»

محمود خليل
بقلم - محمود خليل

لم ترتبط الأساطير باسم فى تاريخ الإسلام كما ارتبطت باسم الحسين بن على.

يذكر «عباس العقاد» فى كتابه «الحسين أبو الشهداء» بعضاً من الأساطير المرتبطة بطفولة الحسين فيقول إن بعض الرواة قالوا إنه وُلد لستة أشهر، مثله فى ذلك مثل عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام، وأن «فاطمة» رضى الله عنها لم تكن ترضعه، فكان النبى يضع إبهامه فى فمه فيرزقه الله بما يغذيه، فأنبت الله لحمه من لحم النبى صلى الله عليه وسلم.

أساطير أخرى عديدة تجدها مرتبطة بالحسين، وأظن أنها لا تحتاج إلى جهد لإثبات عدم معقوليتها، وكونها تمثل جانباً من جوانب الخيال الشعبى الذى أراد أن يرسم صورة للحسين مدارها التأكيد على أننا بصدد شخصية مختلفة، وربما كان للتشيع دور مهم فى رسم الصورة الحسينية على هذا الشكل.

لم يكن أى من المؤرخين أو أصحاب المخيلة الشعبية بحاجة إلى اختراع هذه الأساطير حتى تتعلم الأجيال المتتالية من المسلمين أننا بصدد شخصية مختلفة ونحن نقف أمام «الحسين»، فالمعقول فى سيرته يكفى جداً لإثبات أن شخصيته مختلفة أشد الاختلاف داخل السياق الذى ظهرت فيه، يكفى الإشارة إلى قدرتها على إلهام الأجيال المتتالية من المسلمين الذى رأوا فى «الحسين» تجسيداً لأسمى معانى الثورة الحالمة بإصلاح ما اعوجّ فى حياة الأمة.

شخصية «الحسين» كانت قريبة الشبه من أبيه «على» وما تمتعت به من نبل ومحبة للعدل وحُلم لا يتزحزح باستعادة الوجه الحقيقى للخلافة الراشدة، كما تحققت فى عصر الشيخين أبى بكر وعمر، وهى تركيبة تختلف عن شخصية «الحسن» الذى تعوّد أن يعالج الأمور بواقعية، وأن يتعامل مع البشر بأعلى درجات الحلم والصفح.

الواضح أن الحسين لم يكن راضياً عما آلت إليه أمور المؤمنين فى عصر عثمان بن عفان.

وليس أدل على ذلك من امتعاضه من مسألة خروج أبى ذر إلى «الربذة»، وثمة خلاف ما بين المؤرخين حول السبب فى ذلك، إذ يذهب فريق إلى أن أبا ذر خرج منفياً بقرار من «عثمان»، ويرى آخرون أنه فضّل الخروج ونفى نفسه بنفسه إلى هذا الموضع فى الشام، لكن أياً كان الأمر فقد حزن «الحسين» وهو يرى كبار الصحابة ينفضُّون من حول «عثمان»، سواء برغبته أو برغبتهم.

يذكر «العقاد» أن الحسين قال للصحابى الجليل وهو يودعه: «يا عماه إن الله قادر على أن يغير ما قد ترى والله كل يوم فى شأن. وقد منعك القوم دنياهم ومنعتهم دينك، وما أغناك عما منعوك وأحوجهم إلى ما منعتهم، فسل الله الصبر والنصر، واستعذ به من الجشع والجزع، فإن الصبر من الدين والكرم، وإن الجشع لا يقدم رزقاً، والجزع لا يؤخر أجلاً».

تترجم لك هذه الكلمات شخصية الحسين بأعلى درجات الأمانة، فهو رجل لا يبحث عن دنيا، بل يحلم بواقع مثالى، يحتكم إلى قيم الدين، وتسبح أحلامه فى سماء المطلق، ويشتاق إلى لحظة يعيش فيها الإنسان حياة عادلة بريئة من الجشع أو الجزع، إنه يبحث عن تحرر الروح كأساس لتحرر الإنسان.. أليست تلك قمة الأسطورة فى حياة هذا النبيل؟

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأسطورة «الحسينية» الأسطورة «الحسينية»



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 16:16 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل
 العرب اليوم - ميمي جمال تكشف سبب منع ابنتها من التمثيل

GMT 06:20 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

الحكومة والأطباء

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 07:59 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

النظام الغذائي الغني بالفواكه والخضراوات يحدّ من الاكتئاب

GMT 11:18 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

رسميًا توتنهام يمدد عقد قائده سون هيونج مين حتى عام 2026

GMT 13:28 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

5 قتلى جراء عاصفة ثلجية بالولايات المتحدة

GMT 19:53 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تعلن إسقاط معظم الطائرات الروسية في "هجوم الليل"

GMT 10:05 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

شركات الطيران الأجنبية ترفض العودة إلى أجواء إسرائيل

GMT 19:00 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

أوكرانيا تؤكد إطلاق عمليات هجومية جديدة في كورسك الروسية

GMT 10:12 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

انخفاض مبيعات هيونداي موتور السنوية بنسبة 8ر1% في عام 2024

GMT 11:11 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

إقلاع أول طائرة من مطار دمشق بعد سقوط نظام بشار الأسد

GMT 18:52 2025 الإثنين ,06 كانون الثاني / يناير

هوكستين يؤكد أن الجيش الإسرائيلي سيخرج بشكل كامل من لبنان

GMT 07:25 2025 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

استئناف الرحلات من مطار دمشق الدولي بعد إعادة تأهيله
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab