بقلم - خالد منتصر
ما شاهدته فى معرض الكتاب من إقبال الشباب على شراء الكتب جعلنى مؤمناً بأن الكتاب الورقى قادر على المقاومة والعيش فى عصر الكتاب الإلكترونى وما زال قادراً على منافسته، بالطبع تغيرت ذائقة الشباب ونوعية ما ينتقيه من كتب ليست هى ما كانت تنتقيه الأجيال السابقة، لكن ما زال الغرام القديم هو نفس الغرام، ما زال عشق رائحة الورق وشكل الكتاب له نوستالجيا ونشوة، أنا شخصياً أتفاعل مع الكتاب بالتخطيط تحت الجمل المهمة وكتابة الأسئلة على الهامش وتوجيه النقد والحوار مع المؤلف وكأنه جالس إلى جوارى، كل هذه الأشياء تخلق عندى نوعاً من الحميمية مع الكتاب الورقى، لا أنكر أن هناك صراعاً وخوفاً من اندثار الكتاب الورقى، ولا شك أن هناك ميلاً وانحيازاً عند البعض للكتاب الإلكترونى، لكن قبلة الحياة للكتاب الورقى هى فى يد الناشر الذى أعرف أنه يعانى، خاصة فى مصر مع ارتفاع سعر الورق وبداية الهجرة إلى الإلكترونى، أعرف أن القابض على مهنة النشر هو كالقابض على الجمر، لذلك أفتح باب النقاش فى هذا المقال ومستعد بل وأتمنى استقبال مقترحات الناشرين والمؤلفين حول كيفية الحفاظ على استمرارية الكتاب الورقى فى سوق المنافسة، ما زلت حتى هذه اللحظة عاشقاً للون الأصفر للورق القديم وأعتبره كالعطر المعتق له حضور طاغٍ وجاذبية لا تقاوم.