هل السمنة مرض نفسي

هل السمنة مرض نفسي؟

هل السمنة مرض نفسي؟

 العرب اليوم -

هل السمنة مرض نفسي

بقلم - خالد منتصر

السمنة هى أكبر وباء يجتاح العالم على الإطلاق. يصنف أكثر من ثلثى (69٪) من الأمريكيين على أنهم إما يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، حيث يتم تعريف السمنة على أنها مؤشر كتلة جسم يزيد على 30 ويتم تعريف زيادة الوزن على أنها مؤشر كتلة جسم يتجاوز 25. ويصنف الأشخاص الذين يزيد مؤشر كتلة الجسم لديهم على 40 بأنهم يعانون من السمنة المفرطة، مما يعرضهم لخطر أكبر من مجموعة من المشكلات الصحية.

فى مركز روتشستر للطب السلوكى، الذى يعمل غالباً مع المرضى الذين يعانون من السمنة وغيرها من مشكلات الصحة النفسية والعقلية. فى الواقع، هذه ظاهرة شائعة فى عيادات الصحة النفسية فى جميع أنحاء البلاد. السمنة فى حد ذاتها ليست مرضاً نفسياً، ولكنها مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بعدد من مشكلات الصحة النفسية. علاوة على ذلك، فإن الضغط الناتج عن السمنة فى مجتمع هاجسه النحافة والرشاقة يمكن أن يقوض رفاهية حتى أكثر العقول السليمة نفسياً.

فى عالم مهووس بالرشاقة، غالباً ما يتم نبذ الأشخاص ذوى الأجسام الضخمة، ويتم التعامل معهم على أنهم أقل من غيرهم. هذه الظاهرة، التى تسمى أحياناً رهاب الدهون أو السمنة، أو التفرقة فى الحجم، أو التمييز فى الحجم، هى شكل من أشكال الاضطهاد الذى يقوض نوعية حياة الملايين من الأشخاص الأكبر حجماً فى جميع أنحاء البلاد. حتى إن البعض يلجأ إلى المخدرات أو الانتحار أو إيذاء النفس.

ليس من العدل أن نفترض أنه لمجرد أن شخصاً ما يعانى من زيادة الوزن، فإنه يعانى من حالة صحية عقلية. فى الواقع، العديد من الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن يتمتعون بصحة نفسية جيدة، وأصحاء جسدياً للغاية، ويعانون من زيادة الوزن بسبب سوء الحظ، أو تاريخ من الحياة غير الصحية، أو حالة طبية. لا تفترض أنك تعرف الحالة الصحية لشخص آخر بمجرد النظر إليه أو إليها، ولا تخبر الشخص الذى يعانى من زيادة الوزن أبداً بأن يفقد الوزن.

اضطراب الأكل بنهم هو اضطراب فى الأكل يجبر الناس على تناول كميات كبيرة من الطعام فى فترات زمنية قصيرة. قد يستهلك الأكل بنهم 1000 سعر حرارى أو أكثر فى بضع دقائق فقط. على عكس اضطرابات الأكل الأخرى، فإن الأشخاص الذين يفرطون فى تناول الطعام لا يتقيأون بعد ذلك، لكنهم غالباً ما يشعرون بالذنب أو الخجل أو الاكتئاب.

هناك بعض الأشخاص الذين لديهم تاريخ من السمنة يدخلون ويخرجون من السمنة واضطرابات الأكل المقيدة للطعام. على الرغم من أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل غالباً ما يكونون نحيفين، إلا أن هذا ليس هو الحال دائماً، خاصةً مع أمراض مثل الشره المرضى. يمكن أن يؤدى الضغط للتوافق مع معيار غير واقعى للجمال إلى دفع بعض الأشخاص المصابين بالسمنة إلى فقدان الشهية أو الشره المرضى، أو يتسبب فى تقييد سعراتهم الحرارية بشدة بحيث يفقدون العناصر الغذائية الحيوية. هذا فقط أحد الأسباب العديدة التى تجعل من المهم عدم إهانة مظهر أو قيمة الأشخاص الذين يعانون من وزنهم، أو إلقاء اللوم على جميع المشكلات الصحية فى مشكلات الوزن. إذا وضعنا تحت ضغط كافٍ، فإن اضطراب الأكل هو النتيجة الطبيعية للرغبة فى إنقاص الوزن فى أسرع وقت ممكن.

ليس من السهل التحدث عن المشاعر المؤلمة، لذلك لا عجب أن يلجأ الكثير من الناس إلى الطعام لإغراق مشاعرهم. الاكتئاب والقلق واضطراب ما بعد الصدمة شائعة بين الأشخاص المصابين بالسمنة. فى كثير من الأحيان، يجب على الأطباء معالجة هذه الأعراض قبل أن يبدأ فقدان الوزن الحقيقى.

فى إحدى الدراسات الحديثة، وجد الأطباء أن الإجهاد الناتج عن الصدمة -مثل إساءة معاملة الأطفال أو الاغتصاب- يزيد بشكل كبير من احتمال زيادة الوزن أو السمنة لدى الشخص. الخطر واضح بشكل خاص بين النساء. قد يلجأ الأشخاص المصابون بصدمات نفسية إلى الطعام لتجنب آلامهم، وقد يؤذون أنفسهم بالطعام كمظهر من مظاهر كراهية الذات، أو قد يشعرون باليأس لدرجة أن فكرة الشروع فى خطة إنقاص الوزن تبدو مستحيلة.

إن مجرد زيادة الوزن يعرض الناس لعدد من مخاطر الصحة النفسية، بسبب الضغط الاستثنائى الذى يواجهه معظم الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ليكونوا نحيفين. فى الواقع، حتى الأطباء أحياناً يصفون الشخص الذى يعانى من زيادة الوزن بأنه غير صحى بناءً على مظهره الجسدى فقط. تتضمن بعض المشكلات التى يواجهها الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن ما يلى:

- أسئلة مزعجة ولكن حسنة النية وتعليقات من أحبائهم.

- مقدمو الخدمات الطبية الذين لا يأخذون مخاوفهم على محمل الجد.

- تعليق مؤلم من الأطفال وغيرهم من الأشخاص الذين لا يعرفون أفضل.

- التمييز فى العمل.

بمرور الوقت، يمكن لهذه العوامل أن تؤثر سلباً، وتستنفذ نوعية الحياة، وربما تؤدى إلى الاكتئاب والقلق ومجموعة من العلل الأخرى. قد تكون السمنة مشكلة صحية، لكن وزن شخص آخر ليس بالضرورة موضوعاً مناسباً للمحادثة؛ قد يؤدى التصرف بخلاف ذلك إلى مجموعة من التحديات النفسية التى تعقد فقدان الوزن.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل السمنة مرض نفسي هل السمنة مرض نفسي



الأسود يُهيمن على إطلالات ياسمين صبري في 2024

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 15:17 2025 الجمعة ,10 كانون الثاني / يناير

خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة
 العرب اليوم - خالد النبوي يوجه نصيحة لنجله ويكشف عن أعماله الجديدة

GMT 04:11 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 14:36 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مورينيو ومويس مرشحان لتدريب إيفرتون في الدوري الانجليزي

GMT 14:39 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

وست هام يعلن تعيين جراهام بوتر مديراً فنياً موسمين ونصف

GMT 09:33 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أنغام تحتفل بألبومها وتحسم جدل لقب "صوت مصر"

GMT 14:38 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتى يحسم صفقة مدافع بالميراس البرازيلى

GMT 14:30 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

جوزيف عون يصل إلى قصر بعبدا

GMT 20:44 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

مانشستر يونايتد يعلن تجديد عقد أماد ديالو حتي 2030

GMT 14:32 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

كييف تعلن إسقاط 46 من أصل 70 طائرة مسيرة روسية

GMT 15:26 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

أحمد مكي يخلع عباءة الكوميديا في رمضان 2025
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab