وردة على قبر «القمني»

وردة على قبر «القمني»

وردة على قبر «القمني»

 العرب اليوم -

وردة على قبر «القمني»

بقلم - خالد منتصر

مات وهو يحلم، رحل وهو يحلق خارج السرب باحثاً عن الحقيقة، مؤمناً بأن السؤال فريضة وأن التغيير هو الثابت الوحيد على هذه الأرض، ظل عاشقاً للبحث والشك والتنقيب، مؤكداً طوال الوقت أن السماء لا يتم احتكارها، وأن الدين لا يصح أن يباع فى بوتيكات أو أن يستخدمه السماسرة فى مزادات الابتزاز، قبل رحيله بأيام اتصل بى بعد انقطاع طويل وعزلة اكتئاب بعد حادث سرقة مسكنه فى العاشر من رمضان، هاتفنى وكأنه يودعنى، حكى لى عن إحساسه بمتاعب فى الصدر، كان يثق فى اختياراتى الطبية، وكنت مستشاره الطبى، حجزت له عند د. عادل الإتربى، الذى أخبرنى بعد الفحوصات أنه لا بد من إجراء قسطرة ودعامات فوراً، قلت له د. عادل ينتظرك غداً فى مستشفى فلسطين، وأكد على ضرورة الحضور، وأنه قال: «يخلى الفلوس آخر حاجة يفكر فيها، يدفع جزء والباقى بعدين لو مش معاه دلوقتى»، عرضت عليه ألا يشغل باله ونحن جميعاً طوع الأمر، ولكنه بعناد الصعيدى الشريف المتعفف قال لى بحسم: «سأنتظر حتى تنزل فوايد الشهادات!»، صرخت فى التليفون أتوسل إليه، ولكن الفرمان القمنى كان سداً منيعاً أمام أى توسلات، بعدها بيومين تلقيت خبر الوفاة وأنا داخل معرض الكتاب، بكيت فى وسط ساحة المعرض وأنا أسترجع ما يكتبه ضباع الفيس بوك عن مليارات الدولارات التى يقبضها «القمنى» من الماسونية العالمية، إلى آخر تلك الترهات، منتهى الظلم والافتراء من «زومبى» يلبسون أقنعة بشر، مر أمامى شريط الأيام الأخيرة لفرج فودة ونصر أبوزيد ونجيب محفوظ، هذا قدر التنوير والتنويريين، الفاتورة غالية وملح الدمع هو الرفيق، ونشيج القلب هو الصاحب فى الترحال والسفر، يا من علمتنا أن أى فكر فى الدنيا حتى الدين لا بد أن يوضع على مائدة التشريح البحثى والدراسى، وهناك علم اجتماع دين جديد وأنثروبولوجى وأديان مقارنة ولسانيات لغوية.. إلخ، لا بد أن تضىء دراساتنا للدين، لن ننساك، يا من علمتنا أن الحفاظ على الدين لن يحدث إلا بفصله عن السياسة، لن ننساك، يا من جعلتنا نحترم الأساطير كترجمة للوعى الجمعى ومصدر ملهم وثرى للأفكار من بعدها لن ننساك، ستعيش كالوشم فى القلب والروح والعقل، بصوتك المثقل ببحة التدخين وسخريتك المحملة بكل التراث المصرى الفلاحى من الفلاح الفصيح حتى عبدالله النديم، دفعت فاتورة التنوير غالية من أمانك وسمعتك ومالك واستقرارك، ولكنك عندما رحلت جعلتنا أمام دين فى رقابنا جميعاً، أخجلتنا أمام أنفسنا، هل نهرب من دفع تلك الفاتورة؟ أعدك بأننا لن نهرب وسنستكمل مشوارك، وثق بأن التنوير قادم لا محالة، ولكن علينا دفع الثمن، وأعرف أننى وجيلى لن نحصد الثمار ولكن يكفينا وضع البذرة فى طمى تلك الأرض التى كانت فجر الضمير وستظل.

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وردة على قبر «القمني» وردة على قبر «القمني»



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 21:12 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
 العرب اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 19:32 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما
 العرب اليوم - رانيا فريد شوقي تكشف سبب ابتعادها عن السينما

GMT 08:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 02:40 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

القهوة والشاي الأسود تمنع امتصاص الحديد في الجسم

GMT 06:59 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فلسطين و«شبّيح السيما»

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

كفاءة الحكومة

GMT 06:45 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

لبنان يقترب من وقف النار

GMT 10:19 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

جهود هوكستين: إنقاذ لبنان أم تعويم «حزب الله»؟

GMT 16:54 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

روسيا تتعاون مع الحوثيين لتجنيد يمنيين للقتال في أوكرانيا

GMT 02:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

11 شهيدًا في غارات للاحتلال الإسرائيلي على محافظة غزة

GMT 06:56 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

فرصة إيرانية ــ عربية لنظام إقليمي جديد

GMT 19:23 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

ميادة الحناوي تحيي حفلتين في مملكة البحرين لأول مرة

GMT 03:09 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

عدوان جوي إسرائيلي يستهدف الحدود السورية اللبنانية

GMT 07:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 07:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"

GMT 06:54 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

النموذج السعودي: ثقافة التحول والمواطنة

GMT 07:10 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

تحذير أممي من تفشي العنف الجنسي الممنهج ضد النساء في السودان
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab