بقلم - خالد منتصر
١-لاتدخل معركة التنوير بمنطق خناقات أنور وجدي في أفلام الأبيض والأسود والذي يريد أن يخرج من الخناقة بالبدلة نظيفة والشعر مصفف ،وتنتهي المعركة بدون نقطة دم وبخدش بسيط ظاهر جداً أنه ماكياج.
٢-لاتدخل في جدل مع داعشي متطرف فلاطائل منه ولاجدوى ،ليكن هدفك الحيارى التائهين الذين لايعرفون شطاً لهم ومن السهل سقوطهم في فخ هذا المتطرف.
٣- التنوير له فاتورة ،وفاتورة باهظة التكاليف، والتنويري الذي يتصدى لقضية تغيير الفكر لابد أن يعرف ذلك وأن يعيه، لايوجد تنوير مجاني .
٤- كما أنه لايوجد تنوير مجاني، أيضاً لايوجد تنوير دليڤري ،يصل اليك وأنت كسول مأنتخ ،لابد أن تسعى وتشتغل على نفسك وتوسع مداركك وثقافاتك .
٥- التنوير لايتم تسوله، سواء من سلطة أو من شخص ،التنوير معركة شارع ،عليك أن تخوضها حتى الثمالة .
٦- التنوير ماراثون طويل ،ومن يكسبه هو طويل النفس الذي يحتفظ بصبره وينظم نفسه ولا ييأس ، ازرع البذرة ولا تنتظر الثمرة في حياتك ،يكفي أن ترى البراعم والأزهار ،وثق بأن ثمرة التنوير ستسقط في حجر أبنائك أو حتى أحفادك.
٧- هستيريا الشتائم والتهديدات والوقاحات استقبلها بهدوء،وترجمها فورياً الى ضعف منطقهم الذي يضطرهم الى استخدام مثل هذه الوسائل الوضيعة ،والهستيريا على قدر الوجع ،واذا لم تكن مؤثراً كانوا سيهملوك ،لكن من يشتمك مفزوع ومرعوب من مدى تأثيرك وقوة حجتك وثباتك في فضح تناقضاتهم.
٨-أفضل المعارك التي تكسب بها أرضاً في معركة التنوير هي المعارك المتعلقة بالعلم وفشل الفكر الأصولي في حل تناقضه معها والعداء لها، حتماً ستنتصر فيها وتخصم من رصيدهم وتضم أنصاراً اليك ،لأن الناس مصلحتها الحقيقية مع العلم ،فهو الذي يطعمهم ويعالجهم ويمنحهم الرفاهية.
٩- التنوير ليس حديثاً في التراث الديني فقط ومحاولة تجديده ،بالرغم من أهميته إلا أنه ليس كل التنوير ،إنه مجرد جزء، فتعليم الناس كيف يقرأون لوحة أو كونشرتو أو باليهاً أو عرضاً مسرحياً أو لقطة سينما ..كل هذا يصب في مساحة التنوير.
١٠- هناك مجتمعات تعالج الظلامية والرجعية بمجرد كبسولات وتنجح ، ولكن هناك مجتمعات الرجعية لديها تصل لدرجة الشيزوفرينيا وتتجاوز مجرد القلق أو الوسوسة ،وهذه المجتمعات لن تجدي معها الكبسولات ،ولكن لابد لها من صدمات كهربائية.