بقلم:خالد منتصر
ونحن نحتفل بمرور ٦٣ سنة على بدء البث التليفزيونى من ماسبيرو، شريط ذكريات طويل على شاشة العقل والخيال يمر أمامى، منذ أن كانت الأسر تذهب للفرجة على هذا الاختراع فى بعض الميادين قبل انتشاره فى البيوت، بالنسبة لنا كان المكان الذى اختاره أبى هو عند عمارات الأعلام بجانب مسرح البالون، كانت الأسر منبهرة بتلك المعجزة، لم تكن تلك الجماهير المتحلقة حول هذا المكعب الذى تتحرك فيه الأشباح يفهمون ما وراءه من علم فيزيائى، لكنهم كانوا يتابعون بحب وعشق وإعجاب.
ماسبيرو شكَّل العقول المصرية وساهم فى حركة التنوير بشكل كبير، تذكّروا ليلى رستم وحلقاتها، خاصة حلقة طه حسين التى كان يعدها أنيس منصور، تذكّروا حلقات أمانى ناشد، خاصة مع العقاد.
كل الفنون علَّمنا إياها ماسبيرو، سمحة الخولى علمتنا الموسيقى الكلاسيك، رتيبة الحفنى الموسيقى العربية، برنامج الباليه منى جبر، برامج الأطفال سلوى حجازى، الفن التشكيلى ورشا مدينة، تكنولوجيا ومظهر، عالم الحيوان ومحمود سلطان، الفن الشعبى أحمد مرسى، المتعة والمنوعات مع فوازير الثلاثى ثم نيللى وشيريهان، النادى الدولى وسمير صبرى.
علمنا ماسبيرو كيف نقرأ الفيلم السينمائى مع «نادى السينما» ودرية شرف الدين، و«زووم» مع سلمى الشماع، «سينما لا تكذب ولا تتجمل» مع عبدالرحمن على، «أوسكار» مع سناء منصور ويوسف شريف رزق الله، فرق التليفزيون المسرحية التى أسسها سيد بدير، قطاع الإنتاج بكل الكنوز التى أنتجها تحت إشراف المنتج والسيناريست الكبير ممدوح الليثى: «ليالى الحلمية ورأفت الهجان وأرابيسك وزيزينيا والعائلة»... إلخ.تراث ماسبيرو كنز يجب الحفاظ عليه.