كيندي جونيور ومخاوف ترامب وبايدن

كيندي جونيور.. ومخاوف ترامب وبايدن

كيندي جونيور.. ومخاوف ترامب وبايدن

 العرب اليوم -

كيندي جونيور ومخاوف ترامب وبايدن

بقلم - إميل أمين

على الرغم من وجود عدد من الأحزاب الأميركية في الداخل، إلا أن العُرْف جرى دومًا على أن يكون السباق النهائي إلى البيت الأبيض من نصيب الحزبَيْن الكبيرين فقط، الجمهوري والديمقراطي، ومن غير أدنى حظٍّ لطرف ثالث.

على أن انتخابات الرئاسة الأميركية 2024 غريبةٌ في كلّ أوضاعها ومآلاتها، وما من أحد قادر على التنبّؤ بدقّة بشأن سياقاتها، وإلى أين تمضي، وبخاصّة في ظل الكثير من الغبار المُثار من حولها.

على صعيد المرشَّح الجمهوري الإشكالي دونالد ترامب، يظل المشهد غائمًا، سيّما أنّ الرجل يواجه عدة محاكمات بعضها خطير، وقد يتعرض بالفعل لمواجهة أحكام جنائية عقوبتها السجن، ما يخلق حالة غير مسبوقة في تاريخ انتخابات الرئاسة الأميركية وحتى الساعة لا يوجد لدى القانونِيّين جواب عن علامة استفهام: "ماذا لو فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية، وفي الوقت عينه تمّ الحكم عليه بالسجن؟

على الجانب الديمقراطي، تبدو الحالة الصحية والذهنية للمرشَّح الديمقراطي جو بايدن مثيرة جدًّا لمخاوف الديمقراطيين، فقد أظهر آخرُ استطلاع للرأي أجراه مركز "هارفارد" بالاشتراك مع مؤسسة هاريس استمرار تقدم دونالد ترامب بستّ نقاط على الأقل على منافسه جو بايدن.

هل يعني ذلك أن حظوظ بايدن أيضًا مُعرَّضة للإخفاق؟

مهما يكن من أمر الرجلَيْن، الديمقراطي والجمهوري، فقد بات من الواضح أن مرشَّحًا ثالثًا مستقلاًّ، روبرت كيندي جونيور، بات يشكل أهمية وازنة جدًّا، ولعبه دور المرشح المستقل في هذه الانتخابات ليس أمرًا صوريًّا أو مشهدًا رمزيًّا، ولكنه فاعلٌ ومغيِّرٌ حقيقيّ ممكنٌ في سياقات اللعبة الكبيرة الجارية على سطح جغرافية الإمبراطورية الأميركية.

ولأن ذاكرة العوام لا تزيد عن ثلاثة أعوام، فربّما يتوجّب علينا، ولو في عجالة من أمرنا، أن نُذَكِّرَ بمن هو الديمقراطي روبرت كيندي جونيور، والذي فَضَّلَ أن يخوض غمار السباق مستقلاًّ وبعيدًا عن حزب عائلته الدراماتيكية الأشهر في تاريخ عائلات الولايات المتحدة الأميركية.

يحتل روبرت المرتبة الثالثة في تعداد أحد عشر طفلاً، هم أبناء السيناتور والمُدَّعي العام روبرت كينيدي وإيثيل كينيدي.

نشأ في منازل عائلته في ماكلين، فيرجينيا، وكيب كود، ماساتشوستس، كان عمره تسعة أعوام عام 1963، عندما اغتيل عمُّه الرئيس جون كينيدي، وكان يبلغ من العمر 14 عامًا في 1968، عندما اغتيل والدُه أثناء ترشّحه للرئاسة في الانتخابات التمهيديّة في ذات العام.

بعد حصوله على الشهادة الثانوية، واصل كينيدي تعليمه في هارفارد وكلية لندن للاقتصاد، وتخَرَّجَ من كلية هارفارد في عام 1976، بدرجة بكالوريوس في الآداب في التاريخ الأميركي والأدب، وحصل بعد ذلك على دكتوراه في القانون من جامعة فيرجينيا وماجستير في القانون من جامعة بيس.

يُعَدُّ روبرت كينيدي الابن من أهمّ المحامين الأميركيّين العاملين في مجال القانون البيئي، لدرجة أنه يُعرَف باسم "حارس النهر".

والشاهد أنّنا لسنا في سياق تناول السيرة الذاتية للرجل، وإن جاءت مليئةً بالأحداث والفاعليات، وحال مقارنته مع دونالد ترامب، فإنه يربح المنافسة، فترامب جاء من خارج المؤسسة السياسية ولم يُعرَف عنه أنه عمل يومًا واحدًا في مؤسسة سياسية أو باشَرَ مسؤولية حكومية بعينها.

لم تكن السياسة مجالاً بعيدًا عن عالم روبرت الابن؛ فهي تجري في عروقه مجرى الدم.

المثير أن اغتيال عمِّه، ومن ثمّ والده، لم يُثنِيَاه عن إكمال المسيرة، وفي وقت مبكر، فقد كان عضوًا في حملات عمّه السيناتور إدوارد كينيدي في الفترة من عام 1970 وحتى العام 1976في ماساتشوستس. لاحقًا، شارك في طاقم الموظفين الوطنيين ومنسِّقي الدولة لإدوارد كينيدي، في حملته للترشح لمنصب الرئيس عام 1980، وقبل أن يفوز رونالد ريغان بالمنصب.

روبرت جونيور كتكوت سياسي فصيح، ولهذا بدأ يصيح منذ وقت مبكر، ففي العام 1974 كتب في مجلة أتلانتيك مقالاً تحت عنوان "تشيلي الفقيرة"، ناقش فيه فكرة الإطاحة بالرئيس التشيلي، سيلفادور الليندي.

تاليًا في العام 1975، كتب مقالاً افتتاحيًّا ضد إعدام الرئيس الباكستاني ذور الفقار علي بوتو، من قِبَل الجنرال محمد ضياء الحق.

لسليل الأسرة الكينيدية الشهيرة مواقف واضحة من سياسات بلاده الخارجية، فقد نشر عدة مقالات في صحيفة وول ستريت جورنال، انتقد فيها بشدة استخدام الاغتيال كأداة للسياسة الخارجية.

هل لهذه الخلفية وغيرها الكثير من حياته وأعماله؟ بات كلٌّ من ترامب وبايدن يختلفان على كل شيء، ويتفقان فقط على ضرورة أن يخرج كيندي جونيور عن مدارات السباق الرئاسي تحسُّبًا له أو خوفًا منه؟

حكمًا، لن يُقَدَّر لكيندي جونيور أن يفوز بسباق الرئاسة الأميركية كمستقل، لكن من غير أدنى شكّ، فإنّ الرجل يمكنه وبسهولة شديدة أن يقتطع من أصوات بايدن وترامب الكثير جدًّا، ما يجعل حضوره على الساحة أمرًا مزلزلاً لكلَيْهما معًا.

في هذا السياق، يرى الكاتب الأميركي جاكوب هيلبورن، رئيس تحرير مجلة "ناشونال إنتريست" ذائعة الصيت، أنه رغم الخلافات بين جو بايدن ودونالد ترامب، يبدو أنهما يركّزان على شيء واحد عندما يتعلّق الأمر بالمناظرات الرئاسية. فإن آخر شيء يرغبان فيه هو تواجد روبرت كينيدي جونيور في غرفة المناظرات.

ويضيف هيلبورن رئيس تحرير مجلة ناشونال إنتريست الأميركية أن بايدن وترامب اللذين وافقا على المشاركة في مناظرتين الأولى في يونيو عبر شبكة سي إن إن، والثانية في سبتمبر عبر شبكة إيه بي سي نيوز، لن يشاركهما أحد في أي مناظرات.

هل في هذا الاستبعاد فرصة لكيندي المستقلّ اليوم في إظهار تهافت النظام الحزبي الأميركي، وتبيان مقدار العطب الذي أصاب الحزبَيْن الكبيرَيْن وبخاصّة في ظلّ حالة الاستقطاب المجتمعيّ، حيث الصراع يجري بعيدًا عن فكرة الصالح العامّ للبلاد، مع التركيز على النظرة البراغماتية الشخصية الضيقة لكلٍّ من ترامب وبايدن، مع النظر كذلك الى الشروخات العميقة الحادثة في البنية الهيكلية للحزبين المتقدمين عينهما؟

بالنسبة لكينيدي، يعتبر قرار استبعاده دائمًا في مصلحته، فهو يمكنه أن يبتهج في دور المرشَّح المضادّ للنظام، ويشير إلى أن بايدن وترامب يتعاونان بالفعل لخنق أي أصوات جديدة.

يعتبر كينيدي أنه: إذا أراد الأميركيون الإفلات من مطرقة نظام الحزبين، فهذا هو الوقت المناسب لذلك. فهناك الآن المرشحان الأكثر عدم شعبيّةً في الذاكرة الحَيّة.

هل بايدن وترامب في مأزق عبر مناظرتهما الأولى القادمة في يونيو/ حزيران المقبل؟

المؤكّد أنه حال إصرارهما على رفض مشاركة كيندي معهما، فإنّ الأميركيين، ديمقراطيّين وجمهوريّين، ناهيك عن المستقلّين، سيرون في المشهد ثغرة واضحة وخوفًا من سياسي أميركي عتيد به أن يكشف ضعفاتهما السياسية.

أما حال قَبِلا مشاركته في المناظرة معهما، فستكون الخسائر ربما مضاعَفة، إذ سيشكف على الملأ رجعيّتَهما السياسية ويفضح ألاعيبهما الخاصّة بعيدًا عن صالح أميركا المتراجعة على صعيد المنافسة العالمية.

arabstoday

GMT 07:03 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صوت الذهب... وعقود الأدب

GMT 07:02 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أولويات ترمب الخارجية تتقدّمها القضية الفلسطينية!

GMT 07:01 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

التسمم بالرصاص وانخفاض ذكاء الطفل

GMT 06:59 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

عن تكريم الأستاذ الغُنيم خواطر أخرى

GMT 06:56 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجائزة الكبرى المأمولة

GMT 06:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

تنظيم «الإخوان» ومعادلة «الحرية أو الطوفان»

GMT 06:52 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

لأميركا وجهان... وهذا وجهها المضيء

GMT 06:51 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

أنا «ماشي» أنا!.. كيف تسلل إلى المهرجان العريق؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كيندي جونيور ومخاوف ترامب وبايدن كيندي جونيور ومخاوف ترامب وبايدن



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 17:12 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
 العرب اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 18:53 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
 العرب اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab