الرئاسة الأميركية حديث مراجعة الصلاحيات

الرئاسة الأميركية... حديث مراجعة الصلاحيات

الرئاسة الأميركية... حديث مراجعة الصلاحيات

 العرب اليوم -

الرئاسة الأميركية حديث مراجعة الصلاحيات

بقلم:إميل أمين

وقت كتابة هذه السطور، كان الرئيس الأميركي جو بايدن، وفيما تبقى له من أيام في البيت الأبيض، يسعى لتقديم مبادرة لإصلاح المحكمة العليا، وفي يقينه أنها كانت مجاملة لترمب بصورة أو بأخرى، ويحتمل أن تكون هي عينها، الملجأ الأخير حال النزاعات المتوقعة بعد الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، للفصل بين الديمقراطيين والجمهوريين حال رفض أيهما نتائج صناديق الاقتراع.

على أنه ضمن بنود خطة بايدن، هناك حديث عن محاولة إجراء تعديلات دستورية تحد من حصانة الرئيس الأميركي، أي رئيس أميركي قادم.

لامس هذا البند حديثاً مطولاً دائراً داخل الولايات المتحدة منذ عقدين تحديداً عن صلاحيات الرئيس بشكل عام، وما إذا كان من المتوجب إعادة النظر فيها هذه الآونة، حيث الخوف كل الخوف من أن صاحب البيت الأبيض القادم، وفي ظل السيولة الجيوستراتيجية العالمية، يمكن أن ينجرف بأميركا في حروب ومغامرات، تأخذها إلى موقع وموضع الانفلات الحقيقي، الذي تكلم عنه المؤرخ بول كيندي مراراً وتكراراً.

تتميز الرئاسة الأميركية بأنها مؤسسة قيادية فريدة في نوعها وبالغة الحساسية ومكمن دائم للخطورة، ولقد استوعب واضعو الدستور الأميركي هذه الحقائق جيداً، فقد أدركوا أنهم إذا قاموا بتكوين مؤسسة رئاسية ذات سلطان بالغ، فستكون مخاطرة قد تسفر عن إفراز حاكم مستبد في نهاية الأمر.

وعلى الجانب الآخر، إذا كانت المؤسسة الرئاسية ذات سلطات محدودة، فإنَّ الأمة قد لا تحظى بالقيادة الحازمة التي ينبغي أن توجد في أوقات الأزمات.

هل هناك من يتوقع صدامات ساخنة في السنوات الأربع المقبلة، بين أميركا المتراجعة إمبراطوريتها من دون شك، لكن من غير أن تفقد مكانتها لعقود طوال، وبين أقطاب عولمية جديدة قادمة؟

كثر الحديث عن الفخاخ المنصوبة لسيد البيت الأبيض الجديد، من أوكرانيا الفاغرة فاهها لحرب عالمية، إلى جزيرة تايوان، حيث يقول الرائي إن ثيوثيديديس ينتظر تحقيق تنبؤاته الحربية بين واشنطن وبكين، وصولاً إلى إيران التي يتمنى أحدهم سحقها من الخريطة الجغرافية العالمية، ناهيك عن عشرات النقاط الملتهبة، وسخونة الرؤوس الواردة، ما يجعل من صلاحيات الرئيس أمراً محل نقاش مكثف، لضمان عدم الانقياد وراء شهوات قلب شخصية، لا تأخذ في حسبانها الاستراتيجيات العظمى للبلاد.

ولعل الحقيقة التي لا مراء فيها هي أن واشنطن اليوم تفتقد جيل الرؤساء العظام، أمثال لنكولن وويلسون وفرانكلين وروزفلت وترومان، الذين كانت لهم بصيرة نافذة، ولهذا وضعهم الأميركيون في مكانة وطنية خاصة.

لكن على الرغم من ذلك، فإن تاريخ استغلال الرؤساء الأميركيين الصلاحيات المخولة لهم أثناء الحروب، سواء تم ذلك بصورة إيجابية أم سلبية، كان مثار جدل شديد، فبينما يبدي البعض استحسانهم لما قام به الرؤساء في هذا الإطار ويبررون أنهم فعلوه في الوقت المناسب، يرى البعض الآخر أن هيبة الدستور الأميركي أصبحت تتآكل بتعاقب الرؤساء الذين قاموا بتفريغ الصلاحيات المخولة لهم في أوقات الحروب من مضمونها، وأعطوها للسلطة التنفيذية بدلاً من أن تكون مسؤولية مشتركة مع الكونغرس.

تزداد إشكالية صلاحيات الرئاسة الأميركية هذه الأوقات، مع حالة العداء، لا المنافسة السياسية بين الحزبين الكبيرين، الأمر الذي قد لا يقود إلى ما يسمى «الإغلاق الحكومي»، حال عدم الاتفاق على موازنة الدولة فحسب، بل إلى تشارع وتنازع حال المضي في طريق مواجهة مسلحة خارج البلاد، وربما داخلها.

سوف تبدو أزمة توزيع السلطات التي أراد الآباء المؤسسون من خلالها ألا يستأثر فرع من أفرع الحكومة الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية، الهيمنة والانفراد بالقرار الوطني، أعمق وأخطر.

على سبيل المثال لو أفرزت الانتخابات المقبلة رئيساً جمهورياً له توجهات بعينها في الدفاع عن أميركا، وكونغرس بأغلبية ديمقراطية يرى قرارات البيت الأبيض مورداً لهلاك البلاد والعباد... هل ستصاب أميركا بالشلل التام في تلك الآونة، وفي ظل خصوم يتربصون بها؟

الأسئلة المتعلقة بمراجعة صلاحيات الرئاسة الأميركية عديدة وأكثر إثارة، وبعضها على سبيل المثال لا الحصر:

هل يتخلى الكونغرس تماماً عن صلاحية اتخاذ إعلان قرارات الحرب؟

هل كان يجب إنشاء دستورين للبلاد يستعمل أحدهما في وقت السلم، بينما يُترك الآخر لاستغلاله في زمن الحروب أو في الأوقات التي تشهد فيها البلاد تهديدات إرهابية؟

هل يملك الأميركيون القدرة على الموازنة بين الوطنية المفرطة والحق في محاسبة الرؤساء؟

السؤال الأخطر: هل أوضاع أميركا المجتمعية الحاضرة تسمح بهيكلة جديدة للمحكمة العليا أو لصلاحيات الرئاسة في هذا المناخ الداخل المحتقن؟

 

arabstoday

GMT 05:55 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

هل تُقصف تلُّ أبيب بعد قصف بيروت؟

GMT 05:54 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

مدن الصيف... النهر والبحر

GMT 05:52 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

عشاء باريس... الفضائح والنصائح

GMT 05:50 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

الجار... إذا جار

GMT 05:49 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

نظام الميليشيات نظام «الفتنة» الدائمة

GMT 05:47 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

من سيكتب سيناريو نهاية الحرب في غزة؟

GMT 05:45 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

في مواجهة التصعيد!

GMT 05:40 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

نقد الفلسفة التوفيقية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئاسة الأميركية حديث مراجعة الصلاحيات الرئاسة الأميركية حديث مراجعة الصلاحيات



نيكول سابا تخطّف الأنظار بإطلالات عصرية مُميزة

بيروت - العرب اليوم

GMT 03:30 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

حركة حماس تعلن مقتل إسماعيل هنية في طهران

GMT 14:38 2024 الثلاثاء ,30 تموز / يوليو

محمد إمام يخوض تجربة جديدة في رمضان المقبل

GMT 14:36 2024 الثلاثاء ,30 تموز / يوليو

بشرى تعود بقوة إلى عالم الغناء

GMT 12:29 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

انفجار ضخم في منطقة السيدة زينب بريف دمشق

GMT 12:57 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

وفاة عبد الرحمن نجل عبد الحميد الدبيبة في تركيا

GMT 12:21 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

حمزة نمرة يسطر ليلة لا تنسى في ذاكرة مهرجان جرش

GMT 05:52 2024 الأربعاء ,31 تموز / يوليو

عشاء باريس... الفضائح والنصائح
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab