الجزائر نعيم الاستقرار من نعمة التجدد

الجزائر... نعيم الاستقرار من نعمة التجدد

الجزائر... نعيم الاستقرار من نعمة التجدد

 العرب اليوم -

الجزائر نعيم الاستقرار من نعمة التجدد

بقلم - فـــؤاد مطـــر

على مدى سنتين والرئيس عبد المجيد تبون يبذل من السعي الأشبه بالسبّاح الذي يتعامل مع أمواج عاتية تحتاج إلى مَن يواجه محاذيرها وبحيث يصل بسلامة إلى الشاطئ.

لقد ورث الرئيس تبون جزائر متوعكة. رئيسها يكابد متاعب صحية دقيقة. وبينما المتاعب تشتد وتفرض على المتوعك علاجاً بين سويسرا وفرنسا، فإن بعض المحلقين في فضاء الحكم وظّفوا مكانتهم وانشغال كبير الدولة في حاله الصحية، فأثرى مَن أثرى وخالف ما هو مؤتمَن عليه مَن خالف. وهكذا، رأى الرئيس تبون أن فتْح ملف الفساد هو المدخل إلى استعادة الجزائر انضباطها، يلي ذلك إعادة قراءة في ثنايا جوهر العلاقات بدول العالم مع تقديم العلاقة بالأشقاء العرب عن بقية العلاقات مع بعض دول العالم، الكبرى منها بوجه خاص. وكذلك التأمل بعمق في الحالات الوطنية العالقة وإعطاء الجانب الاقتصادي والاستثماري عناية فائقة.

خطا الرئيس تبون خطوات لافتة على طريق تصويب العلاقة مع فرنسا وبادله رئيسها ماكرون الحرص على التصويب، وبالذات مع ما من شأنه التصحيح الحاسم لسنوات استعمار أنتج عداوة في نفوس ثلاثة أجيال من الشعب الجزائري.

ومن هنا كانت انتفاضة التعريب التي شقّت طريقها باندفاعة وطنية ملحوظة. وجاءت انتفاضة المشاعر العروبية، من خلال مواقف بدأها الرئيس أحمد بن بيللا ولم تكتمل وعززها العقيد الرئيس هواري بومدين، وكان لها أن تقاسم المكانة التي حققتها ليبيا العقيد القذَّافي لولا أن وطأة المرض كانت شديدة على بومدين ثم يأتي الرئيس بوتفليقة يحاول تنميتها، لكن الحالة الصحية حالت دون تحقيق السعي. ورحل سي عبد العزيز (كما كانت تطيب له المناداة هكذا) ليترك إرثاً بالغ التشابك، وليبدأ الرئيس عبد المجيد مداواة إرث الرئيس عبد العزيز داخلياً وجِوارياً مغاربياً وأفريقياً، مع إعطاء العلاقة مع الأشقاء العرب زخماً بمفهوم العلاقة المستقرة التي تمتزج فيها العاطفة الأخوية بالرؤى الإستراتيجية، مع إبقاء هامش رحب في موضوع القضية الفلسطينية، التي تعني للشعب الجزائري الكثير، ويرى فيها أن صنو محنة الجزائريين مع فرنسا التي سبق أن استعمرت قرناً كاملاً، وها هي تحاول أن تمحو من الذاكرة الجزائرية بقايا أوزار ذلك الزمن، الذي كان فيه الاستعمار الفرنسي للجزائر على نحو استعماره بعض دول القارة الأفريقية. وفي ضوء الذي حدث في النيجر، يبدو من مصلحة فرنسا الحاضر الماكروني التصرف بالتفهم وبالتواضع. وهي إذا كانت لن تعيد النظر فتعالج الأمور بغير زمجرة الصوت والتلويح بالسوط الحديدي، فإن الانتفاضة الأفريقية في بداية الإنضاج، وصولاً إلى ما يشبه الغليان الذي هو من غليان أحوال المناخ الذي نبّه منه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش يوم الخميس 27 يوليو (تموز) 2023 من خلال عبارة «انتهى عصر الاحتباس الحراري... وحل عصر الغليان. التغيير الحراري مرعب. هذه مجرد البداية». وإذا جاز الافتراض؛ فإن الدورة العادية للجمعية العمومية للأمم المتحدة الآتي انعقادها بعد أيام، ستكون دورة عصر الغليان بمعظم درجاته: الحراري والروسي والفلسطيني. ثلاثة من الغليانات نرجو من القادة الذين يحسنون من خلال التبصر والآخذ بالروية تبريد الغليانات على أنواعها.

وإذا جاز التوقع؛ فإن دوراً قيد استكمال ملامحه ستقوم به جزائر عبد المجيد تبون في ضوء تعليق آمال روسية وصينية تبلورت بعد المحادثات التي أجراها الرئيس في موسكو وبكين، وكانت موضع الرصد الدقيق من جانب الإدارة الأميركية التي لا هو زارها ولا الإدارة وجّهت حتى الآن الدعوة.

ومثل هذا الدور سيكون من أولويات رئاسته الثانية التي يتواصل التمهيد لها وبلورة معالمها، سواء لجهة رسم إطار ثابت للعلاقة مع فرنسا وتعزيز لتوظيف طمأنينة الأوروبيين لموضوع الغاز الذي عوّضهم الغاز الروسي في بناء علاقة ندية، وتطوير العلاقة مع كل من روسيا والصين، وبما لا يجعل الإدارة الأميركية على تربص مستديم للخطوات الجزائرية، وبحيث يتم إدراجها إلى جانب ترويض الوضع في ليبيا في بند الترقب بغرض وضع اليد عليه.

خلاصة القول، أن رئاسة عبد المجيد تبون الثانية باحتمال ما هو وارد الحدوث هي المحك، بل هي رئاسة أنجزت التصحيح والتعديل في خرائط مسيرة العلاقات لجزائر متجددة قوية بساحتها الأوروبية، ومسنودة بثنائية القطب الشرقي (روسيا والصين) ومرغوب ودّها من الإدارة الأميركية ديمقراطية الرئاسة لدورة ثانية أو جمهورية تستعيد الرئاسة من خاطفها.

هل سيأخذ التجدد مداه. ويعوّض الجناح المغاربي من الأمة بعض ما يفتقده من الاستقرار في انتظار هداية ليبيا إلى استقرار يتطور إلى تجدد. والله الهادي إلى الصراط المستقيم الذي يؤكد أن نعيم الاستقرار هو من نعمة التجدد.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجزائر نعيم الاستقرار من نعمة التجدد الجزائر نعيم الاستقرار من نعمة التجدد



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:35 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
 العرب اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 07:55 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
 العرب اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 02:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

طائرات الاحتلال المسيرة تقصف مستشفى العودة شمال غزة
 العرب اليوم - طائرات الاحتلال المسيرة تقصف مستشفى العودة شمال غزة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
 العرب اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 02:42 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

فردوس عبد الحميد تروي تفاصيل موقف إنساني جمعها بـ سعاد حسني
 العرب اليوم - فردوس عبد الحميد تروي تفاصيل موقف إنساني جمعها بـ سعاد حسني

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
 العرب اليوم - "نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 07:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامين سي يعزز نتائج العلاج الكيميائي لسرطان البنكرياس

GMT 06:15 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

1000 يوم.. ومازالت الغرابة مستمرة

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:49 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الاتحاد الأوروبي يؤجل عودة برشلونة إلى ملعب كامب نو

GMT 14:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئاسة الفلسطينية تعلّق على "إنشاء منطقة عازلة" في شمال غزة

GMT 06:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يصدر تحذيرا لـ3 مناطق في جنوب لبنان

GMT 12:26 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغالانت

GMT 13:22 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يناشد البابا فرانسيس التدخل لوقف الحرب

GMT 13:29 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

رئيس دولة الإمارات وعاهل الأردن يبحثان العلاقات الثنائية

GMT 14:18 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 06:52 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نتنياهو يعلن عن مكافأة 5 ملايين دولار مقابل عودة كل رهينة

GMT 14:17 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

نادين نجيم تكشف عن سبب غيابها عن الأعمال المصرية

GMT 09:07 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 23:34 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

يسرا تشارك في حفل توقيع كتاب «فن الخيال» لميرفت أبو عوف

GMT 08:54 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

تنسيق الأوشحة الملونة بطرق عصرية جذابة

GMT 09:14 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

موديلات أوشحة متنوعة موضة خريف وشتاء 2024-2025

GMT 06:33 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

صهينة كرة القدم!
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab