القانون الدولي الانتقام ليس عدالة

القانون الدولي: الانتقام ليس عدالة!

القانون الدولي: الانتقام ليس عدالة!

 العرب اليوم -

القانون الدولي الانتقام ليس عدالة

بقلم - محمد الرميحي

حرب غزة تشهد ظاهرة جديدة في العلاقات الدولية يمكن تسميتها (انتقائية تطبيق القوانين الدولية). إذا كانت الحقيقة أول ضحايا الحروب، فثاني ضحايا الحروب القانون الدولي!.

وضع العالم بعد الحرب العالمية الثانية مصفوفة قوانين تضبط العلاقات الدولية من المالية إلى الإنسانية إلى السياسية، وفي الغالب من يخالف تلك القوانين يصبح (دولة مارقة) في نظر القانون الدولي، والأمر صحيح أن بعض الدول لم توقع بشكل رسمي على وجوب الانصياع لتلك القوانين، فمحكمة العدل الدولية صدقت على الانتظام فيها بعض الدول وأخرى تجاهلتها، إلا أن القاعدة العامة أن هناك (قوانين دولية) تضبط سلوك الدول في السلم والحرب، وتجاهل تلك القوانين يأخذ المجتمع الإنساني إلى أن يصبح غابة!.

فهل وصلنا إلى أن نصبح غابة؟ على الرغم من التعاطف الأولي مع إسرائيل من معظم دول العالم بعد أحداث 7 أكتوبر مباشرة، إلا أن ردة فعل إسرائيل في الأسابيع الأخيرة فاقت أقصى درجات (الانتقام) وبدأ العالم يشاهد أمام عينيه تلك المذابح الهائلة للمدنيين في مدن غزة، ما جعل من بعض المعلّقين، حتى اليهود في أمريكا، يصفون ما يحدث بالمذابح الإنسانية.

هذه السياسات تاريخياً لا تحقق نتائج ثابتة طويلة الأمد، ربما فقط قصيرة الأمد، والتاريخ اليهودي خير شاهد، فقد تم اضطهاد اليهود في أوروبا لقرون عديدة، تزايد في بداية القرن العشرين وحتى تقريباً نصفه الأول، وجعل من هجرة اليهود إلى فلسطين شبه حتمية، تمت تلك الهجرة لسبب مهم وهو اللجوء إلى الأمان في فلسطين، مع الوقت تبنت الصهيونية الحديثة فكرة مضطهديها، وهي (اقتلاع الشعب من أرضه) كما اقتلعوا من ديارهم، ومع مرور الوقت وتكرار الحروب وصل الفلسطينيون أو معظمهم إلى (تسوية تاريخية) بتقاسم الأرض في حل الدولتين، إلا أنّ المتشددين في السياسة الإسرائيلية رفضوا هذا الحل، وعملوا على تصفيته، ومن الراسخ تاريخياً أن تشجيع ظهور حماس ورفضها المعلن لحل الدولتين، كان بُشرى طيبة للمتشددين الإسرائيليين، وأصبح رأي ذلك الفصيل هو الذريعة الجاهزة لليمين الإسرائيلي الذي أقنع نفسه ومناصريه بأن الوقت قد حان لتصفية القضية برمتها، حتى ذهب البعض إلى القول إن حماس ضرورة إسرائيلية، وهذا ملف موجع لمن يتابع تطور القضية، وفي الوقت نفسه تشرذم أهلها وغياب البعض عن قراءة عقلانية لمسيرة الأحداث.

وقد استخدم ذلك اليمين، القانون الدولي بشكل انتقائي ولا يزال (الدفاع عن النفس)، صاحبته أصوات في هذه المعركة الدائرة تنادي بـ (اقتلاع الفلسطينيين من بقية أرضهم) وإرسالهم للمنافي، في تناقض واضح مع القانون الدولي وأحداث التاريخ الإنساني، والمثال هم اليهود والذين ظلوا في التيه لقرون، وبالتأكيد لن يظل الفلسطينيون في التيه.

أي عاقل يعجب من تفويت ساسة إسرائيل لفرصة تاريخية وهي قبول معظم الفلسطينيين بحل الدولتين، كان ذلك هو المخرج التاريخي والممكن وما زال، إلا أن التشدد وإغواء الساسة، أفقدا قيادات إسرائيلية الكثير من التفكير العقلاني. لقد تجاهل المتشددون السياسيون في إسرائيل القوانين الدولية والإنسانية، ما قد يحوّل المنطقة برمتها إلى غابة!! حيث بعملهم ذاك قدموا بعض الفلسطينيين لقوى التشدد الإقليمي!.

arabstoday

GMT 20:40 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

عندما يعلو صوت الإبداع تخفت أصوات «الحناجرة»

GMT 06:23 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

المبحرون

GMT 06:20 2024 الأربعاء ,10 تموز / يوليو

قرارات أميركا العسكرية يأخذها مدنيون!

GMT 06:17 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

تسالي الكلام ومكسّرات الحكي

GMT 06:14 2024 الخميس ,04 تموز / يوليو

كيف ينجح مؤتمر القاهرة السوداني؟

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

القانون الدولي الانتقام ليس عدالة القانون الدولي الانتقام ليس عدالة



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان
 العرب اليوم - غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
 العرب اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
 العرب اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 07:07 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

كندا تؤكد رصد أول إصابة بالسلالة الفرعية 1 من جدري القردة

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 11:10 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

مسيرات إسرائيلية تستهدف مستشفى كمال عدوان 7 مرات في غزة

GMT 17:28 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

أحمد عز يتحدث عن تفاصيل فيلم فرقة موت

GMT 11:15 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين عبد الوهاب توضح حقيقة حفلها في السعودية

GMT 19:28 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تحصل على الدكتوراه الفخرية في الآداب

GMT 06:57 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

سبع ملاحظات على واقعة وسام شعيب

GMT 09:52 2024 الجمعة ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تشوّق جمهورها لمسرحيتها الأولى في "موسم الرياض"
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab