دبي المدينة التي لا تنام

دبي المدينة التي لا تنام!

دبي المدينة التي لا تنام!

 العرب اليوم -

دبي المدينة التي لا تنام

بقلم - محمد الرميحي

خمسة ملفات لافتة للانتباه في دبي الأسبوع الماضي، ترتبط بخيط واحد عنوانه "الاستثمار في البشر".
 
الملف الأول تنظيم قمة الحكومات، وقد حضرها آلاف المدعوين بينهم رؤساء جمهوريات ورؤساء حكومات ووزراء وأكاديميون وجمع من العاملين في الشركات أو في الحكومات. وكان واضحاً اللون الأبيض الغالب، وهم المواطنون الإماراتيون الذين حضروا من أجل إضافة نافعة الى معلوماتهم، وهذا اللقاء هو العاشر وحضره ممثلو ثمانين حكومة من العالم بسطوا تجربتها، لذلك له طعم خاص مع هذا الحشد الكبير.
 
تميز المؤتمر بالتنظيم الدقيق للمحاضرات التي تفرعت من محاضرات عامة الى تخصصية وبدقة زمنية، وبانسيابية الدخول والحضور اعتماداً على التقنية، من جهة، وعلى مجموعة من المتطوعين والمتطوعات من أبناء الإمارات الذين كانوا في مساعدة الضيوف وسهلوا لهم الإقامة والحصول على المعلومات، إنه جيل جديد مستثمر فيه بنجاح.
 
الملف الثاني، المحتوى والغرض لجهة حضور القمة ومحاضراتها، فقد جاء إليها مشاركون من كل النحل والألوان والأديان والاجتهادات السياسية، كل قدّم تجربته، سواء في الحكومة أم في القطاع الخاص، بعض ما قيل معروف وبعضه جديد، وقد شدد بعضهم على أن نهضة الأمم تعتمد، مع أمور أخرى، على مجتمع مدني حيوي، وأيضاً صحافة حرة تكشف للقائمين على الدولة أماكن الخلل!
 
محاضر أميركي قال: "أميركا ترى في نفسها الداعية الأولى في العالم الى الديموقراطية، ولكنها في الوقت نفسه تنتج أدوات "سيبرانية" تستخدم في تقويض الديموقراطية!". إيلون ماسك صاحب "تويتر" وقد استضيف من بعد، شدد على أهمية التعليم النقدي، فمن دون ذلك النقد وسماع الرأي الآخر تبقى المجتمعات في مكان المراوحة! أحدهم تحدث عن قصور في التوقعات الإنسانية، وضرب مثلاً: قبل سنوات كان الحديث عن مشاكل المناخ والحرائق التي تنشب في العالم والفيضانات وقضايا كثيرة، ولكن لا أحد توقع كوفيد-19 ولا الحرب الروسية - الأوكرانية، ما يعني الحذر من التوقعات، لأن الإنسان والطبيعة سلوكهما غير متوقع!
 
في إلقاء آخر، حذر المتحدث من المبالغة في قوة الصين، إذ ينقصها الكثير لتصبح مؤثرة أو نموذجاً جاذباً، وقدم نصيحه للحاضرين بالقول إن على القوى الناشئة (خارج المعسكرات الثلاثة الغرب والصين وروسيا) أن لا تحاول الانتماء الى أي منها، بل أن تشكل قوة بذاتها، لأن درس أوكرانيا يقول بوضوح إن استخدام القوة العسكرية سيصبح جزءاً من قواعد السلوك الدولية المقبولة، فعليكم بناء القوة الذاتية. وأردف المتحدث أن القوى الكبرى تقول لنا كونوا ناضجين وعندما نفحص سلوكها السياسي فهو أبعد ما يكون عن النضج! تلك الملاحظة حاسمة إن تمعنا فيها بعمق.
 
آخر ينصح الحاضرين بعدم الاعتماد المفرط على التقنية، والتي تتطور بأكثر مما يستطيع الإنسان أن يلاحقها، لأنها قد تكون في وقت ما عامل اللااستقرار في المجتمعات وتنزع إنسانية الانسان! 
 
الملف الثالث، رغم أن ليست له علاقة مباشرة بالقمة، إلا أنه مؤشر الى الاهتمام برأس المال البشري في الإمارات. وبدعوة من الصديق محمد المر قمت بزيارة لمكتبة محمد بن راشد، وموقها على خور دبي الجميل. المبنى رائع على شكل كتاب مفتوح وهي مشبعة بالتقنيات الى درجة أنك إنْ لم تصحب كومبيوترك النقال معك يمكن أن تستخدم ما هو متوافر في المكتبة، وتنقل ما تريد الى حسابك في "الغيمة الإلكترونية" الخاصة بك.  
 
في المكتبة متحف يحوي الكتب النادرة والخرائط، وبعضها مُهدى من بعض تجار دبي، وهي الطبعات الأولى، كما يحوى المجلات العربية منذ أن نشأت، وبعضها أصبح تاريخاً، منها على سبل المثال المجلات التي اهتمت بشؤون المرأة العربية وقد صدرت في صدر القرن العشرين في بعض العواصم العربية، أما الكتب المتوافرة فتناهز مليون كتاب تقريباً و35 صحيفة عربية تمثل أرشيفاً غنياً، وهي مكتبة ذكية بحيث يمكن جلب الكتاب في الأرفف الداخلية الإلكترونية بثوانٍ. وتضم تسع مكتبات متخصصة، كما تضم مركزاً لترميم المخطوطات ومسرحاً كبيراً للمناسبات والمحاضرات يستوعب 550 مقعداً، وأماكن القراءة مريحة ومستقلة. ذلك توصيف مختصر لهذا الصرح الذي افتتح العام الماضي، واعتقادي أن اختيار محمد المر، وهو المثقف المتواضع جامع التراث، كان أحد أسباب نجاح الفكرة، لأن اختيار القيادة من أهم عوامل نجاح المشروع.
 
الملف الرابع، "نادي دبي للصحافة". هنا تطالعك السيدة منى المري، وهي إحدى السيدات اللاتي يقدن مشاريع ناجحة. العام المنصرم احتفل بالنسخة العشرين من منتدى الإعلام العربي بعد توقف قسري لمدة عامين، هنا أيضاً تجد أهمية اختيار القيادات وفسح مجال واسع لها للإبداع والابتكار، ومن جديد يحسب ذلك للقيادة، ومع الأسف لم أستطع أن أحضر لقاء منى إذ كان في الوقت نفسه الذي تحدث فيه الرئيس السيسي في المؤتمر، إلا أنني قابلتها بعد ذلك مع مجموعة من معاونيها. "نادي دبي للصحافة" بدأ كفكرة ولكنه تطور فأصبح مكاناً لتربية القيادات وأصبح بعضها رئيسات تحرير للصحافة اليومية. 
 
الملف الخامس، كان مكاني في الاستراحات بين المحاضرات هو كشك تقدم فيه القهوة وفيه بضعة كراسٍ، إلا أن فكرته لافتة، هذا الكشك الذي تناولت فيه القهوة والتمر وتبادلت الحديث مع بعض الأصدقاء هو "مشروع فاطمة بنت محمد" (هناك عدد من الأكشاك في ساحة القمة لها أغراض مختلفة)، لكن ما أنا بصدده أن هذا المشروع الخيري التطوعي هو لتشغيل النساء الأفغانيات في أفغانستان، وإنتاج بعض السلع اليدوية مثل حياكة السجاد وبعض معلبات الفواكه وتسويقها، والعائد يذهب لتلك النسوة، مع إضافة التعليم للفتيات الأفغانيات في المنزل (وقد حرمن من التعليم). هذا المشروع، كما أعلن في القمة، سيتوسع في المستقبل ليشمل خمسين دولة حول العالم بحلول 2050. هو مشروع يقنع الجميع بجدوى التنمية المستدامة والمساعدة في إزاحة الفقر والعوز عن الأكثر حاجة من البشر.
 
تلك هي الملفات الخمس التي اخترت أن أتحدث عنها، من بين عدد من المواضيع الهامة وفي قاعدتها الاستثمار في البشر من خلال، ليس بناء المؤسسات فقط، ولكن أيضاً السماح بأن يقودها خبراء مختصون ذوو كفاءة في المدينة التي لا تنام عن صناعة المستقبل.

 

arabstoday

GMT 13:05 2024 السبت ,05 تشرين الأول / أكتوبر

حزب الله بخير

GMT 11:57 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مرحلة دفاع «الدويلة اللبنانيّة» عن «دولة حزب الله»

GMT 11:55 2024 الثلاثاء ,01 تشرين الأول / أكتوبر

هل هذا كل ما يملكه حزب الله ؟؟؟!

GMT 20:31 2024 الجمعة ,13 أيلول / سبتمبر

عشر سنوات على الكيان الحوثي - الإيراني في اليمن

GMT 20:13 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

صدمات انتخابية

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دبي المدينة التي لا تنام دبي المدينة التي لا تنام



إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ العرب اليوم

GMT 07:22 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف
 العرب اليوم - دراسة تحذر من أن الأسبرين قد يزيد خطر الإصابة بالخرف

GMT 08:50 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
 العرب اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية
 العرب اليوم - واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 09:46 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:23 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

"فولكس فاغن" تتمسك بخطط إغلاق مصانعها في ألمانيا

GMT 06:42 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

إيران ولبنان.. في انتظار لحظة الحقيقة!

GMT 15:39 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

رانيا يوسف تخوض تحديا جديدا في مشوارها الفني

GMT 15:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 14:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:18 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض مسيّرة قبالة سواحل حيفا

GMT 17:41 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

حماس تعلن مقتل رهينة بقصف إسرائيلي شمالي غزة

GMT 08:28 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يحول الرسائل الصوتية إلى نصوص بلغات منها العربية

GMT 08:16 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

"حزب الله" يعلن استهداف قوات إسرائيلية في الخيام والمطلة

GMT 08:32 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 22:49 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

غارة إسرائيلية على معبر حدودي بين سوريا ولبنان

GMT 17:46 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الشيوخ الأميركي يطالب بايدن بوقف حرب السودان

GMT 23:03 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الملكة كاميلا تكسر قاعدة ملكية والأميرة آن تنقذها
 
syria-24

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Arabstoday Arabstoday Arabstoday Arabstoday
arabstoday arabstoday arabstoday
arabstoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
arabs, Arab, Arab